ذبح طالبة المنصورة| الفيديو الأول للجريمة.. كيف نقع في المأساة مرتين؟
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
كتب- عبدالله عويس:
«هذا مقطع قاسٍ فلا تشاهدوه».. تتعدد المقاطع والنشر واحد. تقع الجريمة فترتفع الهواتف، أو ترصد كاميرات المراقبة المشهد. ثوانٍ قليلة ويصبح في قائمة «التريند» والأعلى مشاهدة، فينتشر الفيديو بلا رقيب، وتصبح المأساة مكررة، باختلاف الضرر مرتين، لحق الأول بالضحايا، وأصاب الثاني ذويهم وكثير ممن شاهدوه، في فعل مكرر حذر بشأنه كثيرون، لكن بلا جدوى.
«طالبة المنصورة»، حلقة في سلسلة لجرائم حدثت بالشارع المصري، تم تصويرها ونشرها على نطاق واسع، مثلما حدث مع صاحب «ورشة القلج» ومن قبلهما مقطع فيديو «جريمة الإسماعيلية» الذي هز المجتمع المصري، واستنكره كثيرون. وكلها أفعال قتل جرى تصويرها. ورغم آلاف التحذيرات من نشر مثل هكذا مقاطع، فإنها تلقى رواجا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتتخذ عناوين مختلفة عل أبرزها «الفيديو الأول للجريمة».
صباح اليوم، قُتلت فتاة خارج أسوار جامعة المنصورة، كانت تدرس بكلية الآداب في الجامعة، على يد طالب يدرس بنفس كليتها وبالفرقة ذاتها، وبحسب رئيس الجامعة، فإنهما من القرية نفسها أيضا. تفاصيل ربما ستتضح في الساعات المقبلة كواليسها، بعد إجراء التحقيقات، واتخاذ الأجهزة المعنية ما يلزم لمحاكمة المتهم. على أن مواقع التواصل الاجتماعي، امتلأت بالتخمينات، وبالمشهد «الصادم» على حد وصف كثيرين.
يقول محمود سمير، وهو طالب جامعي، إنه لا يرى قيمة في نشر تلك الفيديوهات. يصيبه الأمر بشعور كئيب وضاغط. يحاول قدر الإمكان الابتعاد عنها، أو حتى مشاهدة الصور المأخوذة منها: «هذا الفعل غير مبرر، ما قيمة نشر هذه المقاطع، الاولى أن تذهب تلك الفيديوهات لجهات التحقيق، لا أن يراها العامة، ربما يصاب كثيرون بالإحباط أو الحزن أو المشاعر السلبية» يحكي طالب كلية التجارة، والذي دون عبر صفحته مناشدا الكثيرين بعدم نشر الفيديو، أو تداوله، أو حتى مشاهدته، قائلا: «هذه المشاهد قاسية جدا، ستدخلكم في نوبات من القلق والحزن والكآبة، ابتعدوا عنها رجاء».لكن الشاب الذي نشر تلك العبارة في غير موقف، لا يجد صدى لكلماته، شأنه شأن كثيرين يعبرون مع كل حادث مشابه أن تتوقف ماكينة «المشاركة والنشر» عن ذلك التصرف، على أن ذلك لا يحدث.
كان محمود فتحي، لا يرى مشكلة في مشاهدة تلك الفيديوهات، لكن مع انتشارها صار يصاب بالهلع على حد وصفه حين يرى بعضها. كان الفضول يبعث الشاب على المشاهدة، لكنه لا يشارك المقطع، ومؤخرا صار يجبر نفسه ألا يشاهدها،بحسب توصيات من أطباء متخصصين في علم النفس، يعتبرون الأمر «جريمة أخرى» يشارك فيها بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي دون قصد: «أتخيل لو أن أهل القتيل أو القتيلة يشاهدون ما حدث، سيكون الموقف أكثر صعوبة عليهم، في كل الأحوال فإن وضعهم سيكون سيئا، لكن مشاهدة ما حدث ستضاعف المأساة وستكررها». ويضع موقع فيسبوك إشارة سوداء قبل مشاهدة الفيديو أو الصور، برسالة تخبر المتصفح بأن هذا المحتوى عنيف وقاس قبل الموافقة على مشاهدته.
ترى الدكتورة شيرين شوقي استشاري الإرشاد النفسي والأسري، أن لمثل هذه الفيديوهات تأثير سلبي على المجتمع، فقد يزيد من نسبة العنف، وبانتشار مشاهد الدم فإن التعاط معها سيصبح اعتياديا، في حين أن الشخص نفسه كان من الممكن أن يصاب بالجزع لدى مشاهدة مواقف مماثلة منذ فترة: «وهذا يخلق حالة من اللامبالاة، كما نرى البعض يصور مقاطع فيديو لمواقف صعبة ولا يتدخل مثلا».
وتعتبر أن أكثر الأشخاص المتأثرين بمثل هذه المشاهد ممن يمرون بمواقف صعبة، أو يعانون من الاكتئاب، على أن التأثر الأكبر سيكون لدى الأطفال وكبار السن: «والأخطر حين يرى أهالي الضحية المشهد، هذا سيكون أكثر قسوة عليهم، ولن يتخطوه بسهولة، وفي كل مرة يرونه سيشعرون بالألم الذي شعروا به أول مرة».
فيديو قد يعجبك: