في3 أيام.. طلاب يوثقون تجربة زوجين نقلا حياتهما إلى سيناء
كتبت-إشراق أحمد:
لم يجد 16 طالبًا من الأكاديمية العربية والتكنولوجيا في الإسكندرية أفضل من حياة محمد خالد وجيهان زكريا لتكون فكرة مشروع تخرجهم في كلية اللغة والإعلام. غادر الزوجان كل شيء كان لهما في العاصمة، واستقرا في مدينة نويبع بجنوب سيناء، أراد الطلاب نقل التغيير الذي أحدثه هذا القرار.
"أروم" الاسم الذي اختاره الطلاب لفيلمهم الحامل لصفة الوثائقي، ويعني كما تقول نايرة شلبي، مخرجة في المشروع "أصول الشجرة أو الجذور وهي كلمة عربية".
كان قسم الإعلام بكلية اللغة والإعلام جعل التحدي شعار أفكار مشروعات تخرج الطلاب لعام 2022، سواء يتعلق هذا بالتحدي التكنولوجي أو سرعة نمط الحياة كما تقول بسنت عطية مسؤولة المشاريع.
طرح فريق "أروم" العديد من الأفكار، لكن الأقرب لهم كانت "الحياة الهادئة أو العيش على مهل"، ذلك الأسلوب الذي أصبح نمطًا يروج له في الفترة الأخيرة "بيركز على الأولويات والحفاظ على البيئة"، وتوضح يمنى حلاوة، مخرجة في المشروع، السبب الأساسي في الاختيار "كنا حابين نعمل حاجة زي كده ممكن تكون نمط حياتنا في يوم من الأيام".
في يناير الماضي عزم الـ16 طالبًا على تنفيذ فكرتهم وإيجاد بطلاً لها، فكان محمد خالد وجيهان زكريا، كان الزوج يعمل في إحدى شركات الإتصال بالقاهرة، فيما أقامت الزوجة سنوات من حياتها بكندا قبل السكن بالقاهرة والعمل في مجال الإدارة، لكنهما ضاقا من صخب المدينة فقررا الرحيل "باعوا شقتهم وسابوا شغلهم وراحوا نويبع عملوا مزرعة ومركز ثقافي"، مثل الزوجين نموذجًا ملهمًا لفيلم "أروم".
سافر الفريق، في مارس الماضي، إلى مزرعة الزوجين، أقاما في خيام لثلاثة أيام، وثقوا في 8 دقائق تفاصيل الساعات التي يقضيها الزوجان ما بين العمل والمنزل، كيف استطاعا التأقلم وسط الصحراء التي كسيا بقعة منها بالأخضر، والابتعاد أقصى ما يمكن عن كل ما يضر البيئة، نقلوا الحياة التي تبدأ مع الخيوط الأولى للشمس وتنتهى قبل المغيب.
لم تكن الأمور يسيرة، واجهت الطلاب تحديات تتعلق بالميزانية وجودة التصوير في أجواء صحراوية متقلبة، لكن بعد العودة لمسا شيئًا مما رغبوا في إيصاله، تبتسم يمنى بينما تقول "بعد الفيلم حسيت أني أقدر أواجه أي حاجة"، فيما أصبحت نايرة على يقين أن طريقة الحياة التي انتهجها الزوجان لا تلزم السفر إن لم يكن بالاستطاعة "الموضوع مش المكان لكن طريقة التفكير".
ينتظر الطلاب، الخميس القادم، ميعاد تقييم 6 مشاريع نفذها دارسو الإعلام بالأكاديمية العربية هذا العام، يتمنون أن يحظى فيلم بفرصة العرض في مهرجانات الأفلام، فيما أملهم الكبير في هدف رغبوا في تحقيقه على مدار الشهور "نخلي الناس اللي بتشوف الفيلم تفكر في حياتها. أن الناس تبقى واعية للطريقة اللي بتعيشها".
فيديو قد يعجبك: