إعلان

كنيسة القديس جورج.. السرداب الملكي يجمع "إليزابيث" و"فيليب" من جديد

05:32 م الإثنين 19 سبتمبر 2022

- مارينا ميلاد:

إبريل 2021، جَلست الملكة إليزابيث الثانية على مقعد بكنيسة القديس جورج في غرب لندن وحيدة وحزينة.. أمامها، نعش زوجها الأمير فيليب، رفيق دربها لـ73 عامًا، والذي وصفته ذات مرة بأنه "سر قوتها وبقاءها كل هذه الأعوام".

دُفن "فيليب في قبو ملكي (رويال فولت) بهذه الكنيسة وذهبت الملكة ثم عادت بعد نحو عام ونصف إلى المكان نفسه، ليس على أقدامها إنما على نعش محمول على الأكتاف بعد وفاتها قبل 11 يومًا عن 96 عامًا.

واليوم، انتهت فترة السماح للجماهير بإلقاء نظرة أخيرة على نعش الملكة بقاعة ويستمنستر.. أغلقت أبوابها وحُمل الجثمان على عربة مدفع تابعة للبحرية الملكية.

سار خلفه أفراد العائلة المالكة، بينهم الملك تشارلز الثالث وابناه الأميران "وليام" و"هاري". وأقيمت الجنازة الرسمية بكنيسة ويستمنستر آبي العريقة، والتي حضرها نحو ألفي ضيف، منهم المئات من زعماء دول العالم.

وبعد أن ينتهي كل ذلك، ستجاور الملكة والدها ووالدتها ورماد شقيقتها داخل "سرداب ملكي" بكنيسة جورج السادس التذكارية.

بنت الملكة هذا الملحق التذكاري بالجزء الشمالي لكنيسة القديس جورج عام 1969، بما يتماشى مع رغبات والدها الملك جورج السادس ليجتمعوا فيه سويًا.

ويبلغ ارتفاعه 18 قدمًا وعرضه 10 أقدام وعمق 14 قدمًا. وكان هو الإضافة الأولى التي تحدث على الكنيسة منذ أمر الملك إدوارد الرابع ببنائها عام 1475، وانتهى العمل بها بعد نحو 50 عامًا في عهد الملك هنري الثامن.

ضمت الكنيسة، ذات أسلوب العمارة القوطي والقباب المزينة بالسيوف والخوذ والشارات، رفات 45 من أفراد العائلة المالكة، بينهم عشرة ملوك. ستأخذ إليزابيث الثانية رقم 11 بينهم.

ومن بين المدفونين بها: جورج الثالث، جورج الرابع، وويليام الرابع، وجورج الخامس، آخر ملوك هانوفر، إلى جانب الأمير إدوارد، والد الملكة فيكتوريا، والملك هنري الثامن وزوجته، الملكة تشارلوت، وجد الملكة ماري، الأمير أدولفوس.

41856768-11215595-The_Duke_of_Edinburgh_who_died_last_Friday_aged_99_will_join_a_r-a-43_1663254320602

وشهدت كنيسة القديس جورج مشاعر مختلطة من أفراد العائلة المالكة البريطانية، حيث أنها احتضنت أحزانهم خلال جنازاتهم ومراسم دفن أفراد العائلة، وفي الوقت نفسه اختاروها بانتظام لتسجل لحظاتهم السعيدة في حفلات التعميد والزفاف.

وبها، تزوج دوق ودوقة ساسيكس، الأمير هاري وميغان ماركل عام 2018.

لكنهما سيذهبان إليها هذه المرة بملامح وأجواء مغايرة تمامًا.

إذ جَلسا اليوم بقداس جنازة الملكة داخل كنيسة ويستمنستر آبي، الكنيسة التي يتوج فيها ملوك بريطانيا مثل "إليزابيث" واستمعا إلى موعظة رئيس أساقفة كانتربري، جاستن ويلبي، التي قال خلالها: "الملكة قالت أثناء عيد ميلادها الواحد والعشرين إنها ستكرس حياتها لخدمة البلاد والكومنولث، لتلتزم بذلك الوعد الذي نادرا ما يلتزم به من يقطعه على نفسه".

ثم أنشد المشاركون الترنيمة التي تم تردديها في حفل زفاف الملكة عام 1947 بالكنيسة ذاتها.. وحملت كلماتها مزامير من الإنجيل: "نعم ، على الرغم من أنني أمشي في وادي الموت المظلم، إلا أنني لا أخاف من أي ألم؛ لأنك أنت معي، ولا تزال عصاك ترعاني".

وعلى بعد ساعة تقريبا من كنيسة ويستمنستر آبي، كانت كنيسة القديس جورج الواقعة داخل أراضي قلعة وندسور، المكان الأكثر راحة للملكة – كما يُقال.

كلية القديس جورج، التي تشغل مبانيها ربع مساحة قلعة وندسور، تصف هذا الأمر عبر موقعها الرسمي قائلة: "أن الملكة كانت متورطة بشكل وثيق في حياة هذا المكان".

ولهذه الكنيسة تحديدًا أهميتها وخصوصيتها عندها، إذ حضرت بها مناسبات باستمرار كقداسات عيد الميلاد وعيد الفصح وقداسًا سنويًا في يوم الرباط، الذي أسسه إدوارد الثالث عام 1348 (وسام الرباط أعلى وسام للفرسان في بريطانيا).

كما ذهبت إليها أربع مرات إليها لتوزع الهدايا على الموجودين خلال ذكرى "مونداى" (خدمة في كنيسة إنجلترا تقام يوم خميس العهد، قبل عيد الفصح).

ذلك إلى جانب مناسبات عائلية مثل تأكيد دوق كامبريدج عام 1997؛ وحفلات زفاف ثلاثة من أحفادها (بيتر فيليبس، دوق ساسكس، والأميرة يوجيني).

زارت الملكة أيضًا مدرسة القديس جورج عدة مرات خلال فترة حكمها، وافتتحت أرشيف الكنيسة الذي تم تجديده عام 1999.

كما حضرت افتتاح منزل القديس جورج عام 1966 – وفقا لما ذكره موقع كلية القديس جورج.

الطريق إلى تلك الأماكن الذي سارت عليه الملكة كثيرًا، يجري عليه الآن مراسم نقل نعشها بعدما انتهت الجنازة، وعُزف النشيد الوطني.

تحرك الموكب الجنائزي ببطء في شوارع العاصمة التي توقفت الحركة بها.. بالتزامن، أطلقت المدفعية طلقات تحية.. واصطف آلاف من الجماهير على جانبي الطريق ليشاهدوا هذا الموكب، الذي تشارك فيه سبع مجموعات، ضمت أفرادا من القوات المسلحة البريطانية.

وتشهد لندن اليوم أكبر انتشار أمني في تاريخها، حيث تم الاستعانة بأكثر من 10 آلاف ضابط شرطة وموظف للمشاركة في تأمين الجنازة.

وسط ذلك، وصل الموكب كنيسة القديس جورج، حيث سيقام بها قداس جنائزي وسيرفع المسؤول عن المجوهرات الملكية التاج والكرة الملكية والصولجان من أعلى نعش الملكة.

ومثلما كانت هذه الكنيسة شاهدة على أحداث ومراحل بحياة الملكة التي تولت الحكم لسبع عقود، فتشهد أرضها الرخامية العتيقة نهاية سيرتها ومثواها الأخير.

وفي نهاية الترنيمة الأخيرة بقداسها، سيضع الملك تشارلز علم "حراس غرينادير" (حراس المشاة الذين يقومون بواجبات احتفالية للملك) على التابوت.. سيتم بعدها إنزال جثمان الملكة إلى "سرداب" لدفنها على أنغام جنائزية.

وفي المساء، سيُنقل الأمير فيليب من القبو الملكي إلى هذا المكان، ليعود بعد عام إلى جوار الملكة كما كان طيلة حياته.

اقرأ أيضا:

"تشارلز" في مصر.. ثلاث زيارات ترسم مراحل في حياة الأمير: بدأت بـ"شهر عسل مع ديانا"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان