أهلا رمضان.. تدابير أسرية لاستقبال الشهر الكريم

كتب- عبدالله عويس:

في كل عام تدبر نادية علي مبلغا ماليا، قبل استقبال شهر رمضان، لشراء احتياجات غذائية للمنزل، تشتريها بالجملة، وتخزنها قبل أيام منه، وتأخذ منها ما تريد على مدار الشهر، خشية زيادة الأسعار قبل دخول الشهر الكريم.

ويستهلك المصريون نسبة كبيرة من الطعام خلال الشهر المخصص للصوم على مدار أيامه، لكن العزومات والإنفاق الكبير على المواد الغذائية يقتطعان نسبة كبيرة من دخل البعض خلال أيام رمضان. فحسب تصريحات سابقة لمسؤولين في وزارة التموين، فإن استهلاك المصريين للطعام في شهر رمضان يتضاعف ليصل إلى ١٢٠ مليار جنيه.

تقول نادية إنه مع ارتفاع الأسعار في الفترة الحالية، لا تجد بديلا غير التوفير بأقصى أشكاله، والابتعاد عن مظاهر الإسراف وضبط أوجه الإنفاق، خشية أن تضطر في منتصف الشهر للاستدانة من الأقرباء: «في هذا التوقيت من كل عام كنت أحرص على تجهيز مبلغ لشراء بعض الاحتياجات، هذا العام لن أفعل ذلك».

وارتفعت أسعار السلع محليا، على إثر عدة عوامل، تدخل الحرب الروسية الأوكرانية فيها، ونقص العملات الأجنبية، وتكدس الموانئ ببضائع يجري الإفراج عنها، لكن الحكومة تعد بضبط الأسواق والسيطرة عليها: «لكن اللي بيحصل إن الأسعار بتزيد مش بتقل».

وخلال أمس افتتح رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، أحد معارض أهلا رمضان بمحافظة الجيزة، قائلا إنها ستكون موجودة على مستوى محافظات الجمهورية، وستعمل الدولة مع القطاع الخاص لتوفير السلع بأسعار مخفضة، سيلمسها المواطن وستكون متوافرة بكميات. لافتا إلى أنها ستظل موجودة على مدار أربعة شهور.

وتعمل تلك المعارض على تخفيف حدة أزمة ارتفاع الأسعار، ومواجهة احتكار بعض الباعة للسلع، وتضم موادا غذائية أساسية، كالسكر والدقيق والعدس والأرز وأنواع مختلفة من الزيوت، إضافة إلى اللحوم والخضراوات، والبيض: «لم أشتر من قبل سلعا من تلك المجمعات أو المعارض، لكنني سأفعل ذلك هذا العام» تقول نجوان مصطفى، التي تعمل موظفة بأحد مصانع شبرا الخيمة.

تعمل نجوى وزوجها للإنفاق على أسرتهم التي تضم ٤ أطفال، وسبق لان اتخذا قرارا بتقليل عزومات شهر رمضان، الذي يبدأ في الـ٢٣ من مارس القادم وفق الحسابات الفلكية، فيما يتم انتظار تأكيد دار الإفتاء المصرية التي تتولى عملية تحري الهلال في آخر أيام شهر شعبان: «لرمضان أجواء مختلفة عن باقي الشهور، لكن ترتيب أولويات الإنفاق بات ضرورة في الفترة الحالية، وبالتالي لا أتوقع أن يكون إنفاقي مثل الأعوام الماضية».

على تويتر غرد كثيرون بشأن الشهر الكريم، واستقباله بطاعات وأعمال خير. فيما دون البعض بشأن تفاصيل الشهر من الناحية المالية، لكن آخرين فضلوا الاحتفاء بالشهر تاركين تفاصيل الإنفاق والأسعار لحين آخر.