«بكاء وسجدة شكر وأمنيات».. متطوعون يروون اللحظات الأولى لفتح معبر رفح
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتب- عبدالله عويس:
أيام طويلة من الانتظار، وساعات من القلق والتوتر، عاشها يوسف سيد ضمن عشرات آخرين، أمام معبر رفح البري في مصر، وسط أجواء من التصريحات المختلفة، والمعلومات المتضاربة، حول موعد دخول المساعدات إلى قطاع غزة، الذي يعيش في ظروف قاسية فرضها الاحتلال الإسرائيلي على سكان القطاع البالغ تعداده نحو 2.3 مليون نسمة.
ورغم بقاء الشاب الذي يعمل في إحدى الجمعيات الخيرية، ممن جمعوا مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، نحو 8 أيام أيام في العريش وأمام المعبر، في انتظار لحظة دخول المساعدات، فإن ما حدث صباح اليوم، دفعه لفرحة كبيرة، يصفها بأنها تدخل ضمن أفضل أيامه «كنا جميعا في انتظار دخول المساعدات، نستمع إلى أصوات القصف من هنا، ونشعر بالقلق لكن تساؤلنا كان حول دخول المساعدات للتحفيف عن سكان القطاع».
كانت المساعدات الإنسانية محل حديث عالمي، جنبا إلى جنب مع الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وتدخل ضمن أحاديث منظمات أمميه وزعماء العواصم الكبرى، كضرورة إنسانية، لكنها تأخرت في الدخول، وكانت الأوضاع الكارثية في القطاع المحاصر تتفاقم إلى الحد الذي دفع بمنظمة الصحة العالمية للتصريح بأن كل تأخير سيسلب أرواحا، لا سيما بين الفئات الأكثر تعرضا للمخاطر.
كانت عفاف الجوهري قد وصلت أمس إلى معبر رفح، ضمن تبادل مع عدد من زملائها في مؤسسة «مصر الخير»، وهي طبيبة ورئيسة لقطاع الصحة بالمؤسسة، وكانت تترقب فتح المعبر لعبور المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وحالفها الحظ، أن فتح المعبر بعد يوم واحد من وجودها هناك «على مدار أيام، كنا نبحث عما يحتاجه القطاع الطبي في غزة، هناك مستشفيات تحتاج إلى مواد أساسية للعمل، فكنا نجمع تلك الأشياء» تحكي الجوهري.
«شاش طبي، وخيوط جراحة، ومستلزمات جراحية، وأدوية أطفال وأدوية للأمراض المزمنة» وغيرها من المواد كانت ضمن أول ما دخل إلى معبر رفح تمهيدا لوصولها إلى مواطني غزة. وسبق لمنظمة الصحة العالمية أن سجلت 111 حالة استهداف لمنشآت صحية في غزة، بالتوازي مع نقص حاد في المياه والوقود وانقطاع للتيار الكهربائي.
لم تتمالك الجوهري نفسها فبكت مع دخول الشاحنات، وكان الموقف بالنسبة لها إنساني في المقام الأول، إذ أنها وبحكم عملها تعرف الحاجة الماسة لدخول تلك المساعدات في ذلك التوقيت، وأهميتها للقطاع الطبي، الذي يواجه ظروفا حادة وقاسية، وسط أجواء توصف بغير المسبوقة في قطاع غزة المحاصر من قبل الحرب الأخيرة «الناس هنا بكت لحظة ما دخلت الشاحنات، واللي سجد على الأرض، والكل كان سعيد».
بالنسبة لمحمد المنسي، الذي يعمل مديرا إداريا في بنك الطعام، فقد مر عليه 6 أيام قبل لحظة فتح المعبر لدخول المساعدات «كنا فرحانين جدا إن المساعدات أخيرا هتدخل، الناس هنا كانت بتبكي، بنتمنى دخول كافة المساعدات في الأوقات اللي جاية» يحكي الشاب، الذي يصف الأيام الماضية بالقاسية والصعبة «عربيات الهلال الأحمر دخلت وفي عربيات تانية هتدخل وأدينا مستنيين».
وتتولى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» توزيع تلك المساعدات في قطاع غزة، في حين تطالب منظمات أممية ببقاء المعبر مفتوحا أمام المساعدات، وسط الظروف القاسية التي يمر بها الفلسطينيون، خلال الحرب الجارية والتي تجاوز عدد ضحاياها في غزة أكثر من 4 آلاف شهيد حتى الآن.
يصف محمود الأمين، وهو مصور ذهب لتوثيق تلك اللحظات، بأنها مؤثرة على عدد كبير من المتواجدين هناك «بكاء وفرحة وزغاريط، مع فتح المعبر تأثر كثيرون من الذين قضوا أياما طويلة هنا في انتظار تلك اللحظة»، وكان مشهد الشاحنات وهي تدخل إلى المعبر مبهجا لسائقي الشاحنات الذين لهم عدد كبير من الأيام أمام المعبر «بالتأكيد الجميع ينتظر دخول الشاحنات كلها، وينتظرون وقفا لإطلاق النار، وتوقف عمليات القصف في الأراضي المحتلة، وليس فقط دخول المساعدات».
فيديو قد يعجبك: