إعلان

عيد الحب.. ما فعلته الحرب الروسية بـ«ورد يسرية وكباب إبراهيم»

02:09 م الثلاثاء 14 فبراير 2023

كتب- عبدالله عويس:

في البدء كان كورونا.. حاصدا الأرواح، ودافعا للبقاء في المنازل. ثم كان ما قالت روسيا إنه عملية عسكرية في أوكرانيا، فأثرت على اقتصادات دول، وتوافر العملة الصعبة، كما في مصر، وما بين سنوات كورونا وعام الحرب كان عيد الحب باهتا، تتحكم فيه إجراءات اضطرارية احترازية وقيمة العملة وتأثر الاستيراد وزيادة نسبة التضخم.

في الـ١٤ من فبراير، يحتفل العالم بعيد الحب، أو الفالنتين. التاريخ يحمل في مصر ذكرى أخرى حين أعلن عن أول إصابة على أرضها بفيروس كورونا. كان ذلك في عام ٢٠٢٠، في وقت لم تكن المعلومات بشأن الفيروس الذي أعلن وباء متوفرة ومتاحة، وكان اللغط سيد الموقف على مستوى الشعوب، امتدادا لمنظمات أممية كمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة. ثم كان البقاء في المنازل في ٢٠٢١ وخوف الناس في العام التالي من الاختلاط خشية الإصابة المميتة، ثم كانت الحرب.

WhatsApp Image 2023-02-14 at 2.04.23 PM (1)

يتذكر سيد لطفي، وهو شاب يعمل في أحد متاجر شبرا الخيمة لبيع الملابس، في سوق شعبية، كانت أسعار السلع فيها أقل من أماكن أخرى توصف بأنها راقية، حين اشترى لخطيبته «دبدوب عيد الحب» أحمر اللون كبير الحجم بنحو ٢٠٠ جنيه في عام ٢٠٢٠. كان الأمر مقبولا حينها والسعر مناسبا، لكنه في العام التالي، مع تأثر الاستيراد كان سعر الدب المحشو بألياف قد ارتفع لـ٣٠٠ جنيه، وظل السعر يرتفع حتى بات هذا العام على مشارف الـ٥٠٠ جنيه.

يقول سيد إن عيد الحب رمز للتذكير بأهمية ذلك الشعور ووجوده في حياة الناس، لكن ارتباطه بالهدايا والتنزه ربما يغير الموقف. يسخر الشاب الذي بات زوجا من ذلك اليوم، لا لعيب في اليوم وإنما لظروفه الشرائية التي تغيرت وفق تضخم وصل إلى ٢٤.٤ على أساس سنوي في ديسمبر ٢٠٢٢، مقابل ٢١.٥ في نوفمبر الماضي.

WhatsApp Image 2023-02-14 at 2.04.22 PM

«لن أشتري هدية» حسم سيد أمره. «سأشتري وجبة طعام جيدة، سنأكل جيدا ونمضي سهرة سعيدة أمام شاشة التلفاز». يحكي الشاب الذي تذكر على الفور جدالا دراميا «عايزة ورد يا إبراهيم» على لسان الفنانة التونسية هند صبري (يسرية) في فيلم «أحلى الأوقات» موجهة حديثها للفنان الراحل خالد صالح (إبراهيم) مستكملة «وما تقوليش بوكيه الورد بعشرين جنيه والنص كيلو كباب أحسن منه، وإنك شايف الكباب رومانسي أكثر من الورد».

كان الفيلم إنتاج عام ٢٠٠٤، ولم يعد نصف كيلو الكباب بنحو ٢٠ جنيها، وإنما تخطى الـ٢٠٠ جنيها. يعود سيد للحديث وفي ذهنه السجال الفني الذي تحول لـ«إفيه» شهير، في كل عيد للحب على الفضاء الإلكتروني: «فلو أن إبراهيم اشترى ليسرية نصف كيلو كباب ستكون سعيدة على الفور، يسرية تعرف سعر كيلو البانيه وكيلو اللحم وصل لأي مدى، كما تعرف زوجتي».

ويعزي مسؤولون رسميون الأزمات الاقتصادية في مصر للحرب الروسية الأوكرانية، ومن قبلها أزمة كورونا، رابطين بين الاثنين على تأثر الاقتصاد، والجهود لمحاولة الحد من آثارها. وأثرت الحرب الروسية الأوكرانية على دخل ١٩.٨٪ من الأسر المصرية، من مايو إلى يوليو ٢٠٢٢، كان التعطل عن العمل أحد أبرز أسباب ذلك التأثر، ثم خفض الأجور، ووقف مشروعات بشكل مؤقت. وذلك بحسب دراسة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

WhatsApp Image 2023-02-14 at 2.02.00 PM

بحسب تلك الدراسة أيضا فإن ٧٣.٩٪ من الأسر موضع الدراسة، انخفض استهلاكها الغذائي، وكان التراجع الأكبر في استهلاك اللحوم والطيور والأسماك بنسب تجاوزت ٩٠٪ وكان السبب الرئيسي ارتفاع الأسعار. وبالتالي فإن الأولوية صارت تتعلق بالطعام والشراب ولا مجال للرفاهية، بحسب محمد حسن وكيل شعبة الأدوات الأدوات المدرسية ولعب الأطفال والهدايا: «هناك تأثر كبير لدى المحال التي تبيع هدايا عيد الحب، الدولار كان بـ١٦ جنيها بداية العام الماضي، الآن تجاوز ٣٠ جنيها». ويعتبر الرجل أن هذا أسوأ عام مر علي مبيعات عيد الحب منذ ٢٠٢٠.

يقول فوزي وهو بائع ورد في شبرا، إن سعر كيلو اللحم الذي تجاوز الـ٢٠٠ جنيه في بعض الأماكن، وسعر كيلو الفراخ لـ٨٥ جنيها، يضع المواطن أمام عملية انتقاء ما يشتري لنفسه وأسرته وباتت مبيعات الورد شيئا ترفيهيا: «مبيعات الورد انخفضت لنسبة الثلثين في الأيام العادية، كما ارتفعت أسعار الورد البلدي والمستورد على حد سواء».

يشرح الشاب الذي له ١٧ عاما في بيع الورد أسعار بعض الأنواع التي يبيعها، وتختلف أسعارها بحسب نوعها، وتبدأ أسعار الباقات المتوسطة من ١٥٠ جنيها وتصل لأكثر من ذلك: «لكن مبيعات الورد كلها منخفضة سواء في الموسم أو غيره، كل عام يصبح أسوأ مما قبله في المبيعات الخاصة بالورد».

على مواقع التواصل الاجتماعي، بات سجال «يسرية وإبراهيم» مختلفا هذا العام. تطلب يسرية «البانيه واللحم والدجاج» فيما يصر إبراهيم على الورد، إذ بات أرخص. لكنه وإن امتد للواقع، لكن الأخير يعتبر الغذاء أولوية في مواجهة ارتفاع أسعار غير مسبوقة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان