بعد جنون البصل.. حكاية "ذات الكوم" أشهر قرية لزراعته بالجيزة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
كتب-محمود عبد الرحمن ومحمود الطوخي:
تصوير- محمود الطوخي:
مع نسائم الصباح الأولى يتوجه محمد أنور صاحب الـ 40 عاما إلى مخزن البصل الخاص به وشركائه على أطراف قرية "ذات الكوم" التابعة لمركز منشأة القناطر بمحافظة الجيزة؛ ليكون في استقبال عدد من سيارات النقل المحملة بمحصول البصل الذي جلبته من الحقول المجاورة.
زراعة البصل الركيزة الأساسية في اقتصاد كثير من الأسر داخل قرية ذات الكوم البالغ عدد سكانها نحو 20 ألفا وتعتبر أشهر القرى على مستوى الجمهورية إنتاجا للبصل الذي يشهد ارتفاع غير مسبوق في الأسعار نتيجة عدد من العوامل المختلفة ويساعد هذا الارتفاع في زيادة داخل غالبية أهالي القرية من النساء والأطفال الذين يعملون في المحصول الصيفي بداية من تجهيز الأراضي الزراعية والتسميد ومن ثم نثر البذور في نهاية شهر سبتمبر، مرورا بغرس "الزريعة" ورش المبيدات الحشرية والمغذيات، وانتهاء بجمعه وفصل الثمرة عن الشجيرة "عرمشته".
بعد ذلك بدقائق معدودات وصلت النساء والأطفال الذين كان أنور قد طلبهم بالاتفاق مع مقاول؛ للعمل في عملية فصل الشجيرات عن ثمرة البصل "العرمشة"، فينطلق الأطفال والعاملات في عملهم الذي اعتادوا عليه، حيث تحتاج حمولة السيارة الواحدة لعدد من الأنفار، وتبلغ تكلفة "عرمشتها" نحو 1500 جنيه، يقول أنور لمصراوي "السنة دي الكيلو بيخرج من الأرض بحوالى 8 جنيه".
يمر وقت قليل فتمتلئ "الجرادل والشكائر"، ويقوم الأطفال بتفريغها في بقعة تبعد عنهم بضعة أمتار، فيتكدس البصل فوق بعضه وكأنه تل أحمر ومن خلفهم شابين جلسا يفرزان المحصول قبل تعبئته في "الشكائر": "البصلة المتوسطة دي هي اللي ممكن تتصدر عشان بتستحمل.. إنما الكبيرة دي بياخدها محلات الكشري والمطاعم".
يغزو محصول البصل المصري الكثير من الأسواق مثل السعودية وروسيا وهولندا والمملكة المتحدة وأسبانيا، وبلغت صادرات مصر من البصل 280 ألفا و498 طن خلال الشهور التسعة الأولى من عام 2022، بحسب تقرير صادر عن الحجر الزراعي المصري، فيما بلغت مساحة الأراضي المزروعة خلال العام نفسه نحو 228 ألف فدان، وتحتل مصر المرتبة الرابعة عالميا خلف كل من الصين والهند وأمريكا.
يتذكر أنور ما تعرض له من خسائر كبيرة العام الماضي، بسبب انخفاض سعر المحصول الذي لم يتخطى جنيها واحدا للكيلو حينها، فكثير من المزارعين تعرضوا لمشاكل كبيرة آنذاك بسبب اقتراضهم المال إلى حين جني المحصول الذي لم يكن مجزياً لهم ولم يغطي نفقات خدمته: "البصل ماجبش حق الأنفار حتى وناس كتير مديونة من السنة اللي فاتت".
ووفق أنور تتكلف زراعة الفدان نحو 70 ألف جنيه حاليا، بسبب ارتفاع كافة مستلزمات زراعة البصل، حيث يحتاج الفدان أسمدة مختلفة يبلغ سعرها نحو 15 ألف جنيها، 5 آلاف جنيه شتلات، ونحو 7 آلاف جنيه للخراطيم اللازمة لشبكة الري بعدما كانت لا تتخطى 5 آلاف جنيه العام الماضي، بالإضافة إلى ارتفاع إيجار الأراضي الزراعية التي بلغت نحو 17 ألف جنيه للفدان بعدما كانت قديماً يدفع ما يقرب من 500 جنيه إيجار للفدان في الأراضي الجبلية التي يحوزها إضافة إلى ريها بالمياه.
خسائر الماضي التي لا زالت ذكراها تطارد أنور ورفقائه من المزارعين، فامتنع نحو ثلثيهم عن زراعة البصل هذا العام، وتقلّصت المساحات المزروعة بالبصل؛ وهو ما دفع أسعار البصل إلى مستويات غير مسبوقة إذ يبلغ سعر الكيلو في الأسواق حاليا نحو 15 جنيها.
بعد ساعات تتعامد الشمس فوق رؤوس النساء والأطفال وينقضي عملهم، فيبدأ أنور ومن معه في تحميل العربات بشكائر البصل تمهيداً لإرسالها لكبري الأسواق المختلفة في أنحاء الجمهورية، ويجني معها مكاسب قد تعوض جزء من خسارة الموسم الماضي.
اقرأ أيضا: مستشفى خيري ومحطات مياه.. حكاية قرية تساعد أهلها بزكاة البصل
فيديو قد يعجبك: