"تكلفة السبلايز".. حكاية 3 أسر مع الأدوات المدرسية
كتب- محمود عبد الرحمن:
منتصف الأسبوع الماضي، تلقى أحمد خالد رسالة من إدارة الحضانة التي تلتحق بها طفلته صاحبة الـ3 سنوات ونصف، تخبره بضرورة الحضور لاستلام الكتب الدراسية والزي المدرسي، بالإضافة إلى شراء قائمة الطلبات "السبلايز"، والتي يجب تسليمها قبل انطلاق العام الدراسي الجديد، كشرط أساسي لحصول طفلته المنتقلة من مرحلة "بيبي كلاس" إلى "كي جي 1".
"الأدوات المكتبية أسعارها بقت صعبة جدا وطلبات الحضانة كتير"، يحكي أحمد، الذي يعمل محاسبا في إحدى الشركات الخاصة، والذي تنقل بين كثير من متاجر الأدوات المكتبة بمنطقة الفجالة لشراء قائمة الطلبات "السبلايز"، والتي وصل عددها إلى 30 نوع ما بين أدوات مدرسية وألعاب ومنظفات وحلويات، محاولا شرائها بأسعار رخيصة: "من ضمن قائمة الطلبات علبة بسكويت أو كيك أو بونبوني.. طب ليه؟".
وشهدت الأيام الماضية، تزامنا مع انطلاق العام الدراسي الجديد، حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن قائمة الأدوات المدرسية التي تطلبها العديد من المدارس من أولياء الأمور وخاصة المدارس الخاصة والدولية كشرط أساسي، من قبل بعض المدارس والتي يختلف عددها وسعرها من مدرسة إلى أخرى.
"أقل نوع في القائمة دي بـ3500 جنيه ده غير علبة الحلويات"، يقول أحمد، الذي وجد نفسه مجبرا على شراء تلك الطلبات حتى تتمكن طفلته من الالتحاق بالحضانة يقول: "طلبات مش منطقية بس هعمل إيه يعني!"، موضحا أن الاعتراض على شرائها ليس له فائدة لكون تلك الطلبات من ضمن شروط المدرسة: "المفروض وزارة التربية والتعليم يكون ليها دور في موضوع السبلايز دي مع المدارس".
تتساءل هالة عرفات، ولية أمر أحد الأطفال، "ليه طفل رايح كي جي 1 يجيب 24 قلم رصاص وكميات رهيبة من المنظفات؟"، كانت قائمة الأدوات المدرسية المطلوبة من طفلها كبيرة، لكنها مثل غيرها من أولياء الأمور ملزمة بشرائها لطفلها قبل التحاقه بالمدرسة: "قالوا لازم الحاجات دي تتسلم في أول أسبوع في العام الدراسي".
إلى جانب الأدوات المدرسية، فإن هناك مصاريف أخرى مثل الزي وتكلفة الباص، تقلق هالة، الموظفة بإحدى الجهات الحكومية، والأم لثلثة أطفال، جميعهم في مراحل تعليمية مختلفة: "المدارس مش عندها إحساس بحال الأسر المادية"، تتذكر الأم العديد من المرات التي فضلت فيها ادخار الأموال لتعليم أطفالها بدلا من شراء بعض المتطلبات الأخرى تقول "معايا التلاجة بايظة مش عارفه أجيب واحدة جديدة بسبب مصاريف المدارس".
"الطلبات كتيرة والطفل عمره ما هيستخدمها السنة كلها"، بهذه الكلمات عبر حمادة الطيب أحد أولياء الأمور عن غضبه من قائمة الطلبات "السبلايز". مثل غيره من أولياء الأمور تفاجأ حمادة الذي يعمل في إحدى الشركات الخاصة بقائمة الطلبات في المدرسة التي يدرس بها طفله والتي يجب شرائها قبل العام الدراسي الجديد.
"ليه كمية المنظفات دي للطفل يعني؟"، سؤال وجهه الأب إلى موظفة الاستقبال في مدرسة طفله، لترد الموظفة بأنها تعليمات المدرسة لأولياء الأمور: "الموظفة ذات نفسها مش مقتنعة بالطلبات دي"، موضحا أنه لابد من وضع ضوابط من قبل وزارة التربية والتعليم للمدارس الخاصة بشأن تلك الأمور: "الموضوع بقي كبير وتعبنا من المصاريف اللي بتزيد يوم بعد يوم".
فيديو قد يعجبك: