دراما

تسجيل الدخول

إعلان

جوهرة الإنجليز ورهان الديوك ونقابة النشالين.. ما كشفه "النص" من أسرار التاريخ

04:22 م الإثنين 17 مارس 2025

بوستر مسلسل النص

-مارينا ميلاد:

طوال 15 يومًا من شهر رمضان، كشفت كل حلقة من حلقات مسلسل "النص"، الذي يقوم ببطولته الفنان أحمد أمين، معلومات مثيرة من واقع التاريخ، والتي ترتبط في أغلبها بأحداث الحلقات كمراهنات الديوك وجوهرة الإنجليز ونقابة النشالين وغيرها.

والمسلسل يحكي عن قصة نشال في الأربعينات يدعي "عبدالعزيز النص". ويشير صناعه إلى "أنه من وحي التاريخ"، فهو مأخوذ عن كتاب بعنوان "مذكرات نشال" للكاتب الصحفي أيمن عثمان، والذي يسرد قصة "النص"، ذلك النشال التائب الذي يقاوم الاحتلال البريطاني لمصر على طريقته الخاصة.

ونعرض هنا أبرز القصص التي كشف عنها المسلسل.

القصة الأولى.. نقابة النشالين

كانت أولى المعلومات التي يشير إليها المسلسل غريبة إلى حد ما، حيث تحدث عن نقابة النشالين، وهي من أوائل الجمعيات السرية فى مصر، التي كانت مجهولة المقر والنقيب والأعضاء خوفا من القبض عليهم. وقد وصل عدد أعضائها إلى خمسة آلاف عضو، بينهم ألف سيدة.

ولا يعرف الكثيرون أن للنشالين نقابة وإن لم تعترف بها وزارة الشؤون الاجتماعية، بحسب ما جاء بكتاب "مذكرات نشال" الذي اعتمد على لقاء أحد مندوبي مجلة "الاثنين والدنيا" مع ما يسمى بـ"نقيب النشالين" أو كبيرهم في يناير عام 1948.

وهذا الرجل قد "أحال نفسه إلى المعاش (من مهنة النشل)" قبل عامين من إجراء هذا اللقاء، كما يقول، واختاره زملاؤه مستشارًا فينًا بالعمولة ثم رشحوه لرئاسة نقابتهم على إثر القبض على النقيب السابق، فتم انتخابه بالإجماع، وتجدد له ثلاث مرات.

ثم دار حديثهما كالتالي:

- ما هو مدى نفوذ النقابة وسلطتها على أعضائها؟

أول واجباتها أن تعين لكل عضو فيها منطقة خاصة به، وأن تفصل فيما يحدث بين الأعضاء من منازعات، وتطبيق العقوبات المختلفة على المخالفين.. والنشالين يضربون عن النشل في جميع المناسبات الوطنية، كأعياد جلالة الملك وعيد الجهاد، وافتتاح البرلمان، وجنازات الزعماء، لأنهم طبعاً ناس لهم ضمير!

- هل صحيح أن الحكومة عرضت عليك 12 جنيهًا شهريًا نظير أن تكف عن النشل، فرفضت؟

اتناشر جنيه يعملوا إيه وإلا إيه.. دا الواحد بيقزقز بيهم لب!

- ما هي أعظم مميزات النشال الماهر، وهل هي طبيعية فيه أم يتعلمها؟

خفة اليد، والفهلوة، والحداقة هي أعظم مميزات النشال، وبعض النشالين يتقنونها بالوراثة ولكن أكثرهم يتلقون أصولها في مدارس خاصة وعلى أيدي نشالين محنكين قدماء في الكار، ولا يمكن أن يسمح للنشال بمزاولة العمل إلا بعد الامتحان.

- كيف يكون هذا الامتحان ؟

أولا في الاصطلاحات المتفق عليها بين أولاد المهنة، ليسهل عليهم التفاهم دون أن يفطن إليهم أحد من الزبائن أو البوليس، ثم يكون بعد ذلك امتحانا عمليا بأن يطلب من التلميذ أن ينشل أسورة أو ساعة أو حافظة نقود، من تمثال معد لذلك في المدرسة وفيه جرس يرن بمجرد الاحتكاك به، فالتلميذ الناجح هو الذي يتمكن من نشل هذه الأشياء، من غير أن يجعل الجرس يرن بالاحتكاك بجسم التمثال!

القصة الثانية.. مراهنات الديوك

في إحدى حلقاته، حَلت مشاهد لمراهنة على الديوك. وكانت رهانات الديوك شائعة في مصر خلال تلك الفترة، حيث تحولت من تسلية لساحة مقامرة شرسة، وخسر أحد الباشوات 10 آلاف جنيه فى إحداها، وهو ما يعادل ربما سعر قصر حينها، كما تذكر معلومات نهاية الحلقة. بينما أحضر أحد البشوات "حارسًا شخصيًا" لديكه خوفا من سرقته قبل المباريات المهمة.

وبداية تلك اللعبة أو المراهنة في مصر غير معروفة تحديدًا، لكن الصحفي الراحل جمال الغيطاني يشير في كتابه "ملامح القاهرة في ألف سنة" أن مصارعة الديوك جاءت مع الحكم العثماني لمصر عام 1517، وكان لها أسواق تبيع الديوك المقاتلة لكنها انحسرت بعد الخمسينات في بعض الأقاليم.

فلازالت بعض المناطق الشعبية والريفية تشهد انطلاق تلك المصارعة بالساحات والأراضي الخلاء، خاصة في أيام الجمع.

وتسير على هذا النحو، وفقا لأحد الأشخاص الذي يملك ديكًا مصارعًا: يشتري ديكاً ينتمي إلى إحدى السلالات المعروفة بالقوة وأهمها "الهندي"، ويراوح ثمن الأول الأكثر شعبية في مصر بين 500 - 2000 جنيه حسب حجمه وطول رقبته، وهو دليل قوته. ثم يستغرق تأهيله بضعة أشهر أو عام كامل، فيعزله عن الدجاج ويقدم له لحوم وطعام معين ويجبره على الجري لفترة طويلة ويضعه على حافة سور ويضربه أحيانًا حتى يعتاد ذلك.

ويحصل على مبلغ مالي من منافسه حال فوز هذا الديك، ذلك بعيدا عن المراهنات بين المتفرجين خارج الحلبة.

ولا يوجد نص قانوني يُحرم تلك الممارسة في مصر.

القصة الثالثة.. قسمة الآثار المصرية

كان لمسألة قسمة الآثار المصرية بين مصر والأجانب من المنقبين نصيبا من أحداث المسلسل، والتي كانت قانونية في ذلك الوقت.

فركز على دور الفرنسي جاستون ماسبيرو (مدير مصلحة الآثار المصرية وأمين المتحف المصري في الفترة من 1881)، الذي جرى في عهده اكتشاف خبيئة الدير البحري بالأقصر، وعمل بنشاط كبير لمواجهة نهب الآثار وإصدار قانون "لا يسمح للأشخاص بالتنقيب ويحسره على البعثات العلمية، ولا يصبح من حقهم الحصول على نصف ما يعثرون عليه، لكنهم يحصلون فقط على القطع التي لها مثيل مكرر بمتحف القاهرة".

وبرغم أن هذا القانون سمح للبعثات الأجنبية بالاحتفاظ بقطع أثرية مصرية، إلا أنه حافظ على الكثير أيضًا.

القصة الرابعة.. بناء أول محطة إذاعة مصرية من مخلفات الحرب العالمية

أما شخصية "إسماعيل" التي أداها ميشيل ميلاد، فاستلهمت من حبشي جرجس، الطالب المصري الذي سافر إلى إنجلترا لدراسة الهندسة اللاسلكية عام 1922، وحين عاد، لم يجد هناك إذاعات مصرية سوى محطة تابعة للاحتلال البريطاني، وكان يستمع إليها عدد محدود من الأثرياء.

فقرر إنشاء محطة إذاعية مصرية، لكن واجهته مشكلة الإمكانيات. فبحث في مخلفات الحرب العالمية الأولى في وكالة البلح، وهناك، عثر على بقايا محطة إذاعية كانت تستخدم في الحرب في وكالة إلياس شقار، بحسب كتاب موسوعة تراث مصري للكاتب والباحث أيمن عثمان.

واتخذت إذاعة "حبشي" من منزل إلياس شقار – شريكه- في شارع شبرا مقرًا لها، وهناك أجرى تجاربه حتى انطلق البث الإذاعي، وكان اشتراكه نصف ريال في مقابل أن يطلب المشترك ما يريد الاستماع إليه في خطاب موقع برقم اشتراكه.

وانتقلت بعد ذلك إلى شارع الجيش قرب ميدان القبة، ثم انفصل الشريكان، واستبدل "حبشي" إلياس شقار بأحمد فريد الرفاعي وإسماعيل وهبي، شقيق الفنان يوسف وهبي، وانتقلت المحطة إلى مقرها الأخير في منزل الرفاعي بشارع النجوم في حدائق القبة.

وفى مايو 1934، منحت الدولة لشركة ماركونى امتياز إنشاء محطة الإذاعة اللاسلكية، فصدرت التعليمات الرسمية بغلق المحطات الأهلية وتأميمها، وعُين "حبشى" موظفًا فى الإذاعة الحكومية.

القصة الخامسة.. جوهرة الإنجليز

في الحلقة الأخيرة للمسلسل، تناول قصة الماسة "كوهي نور" التي سرقها "النص" من الإنجليز خلال جولتها في مصر.

تلك الماسة التي تزن نحو 105 قراريط. حقيقية وتحمل ماضي متضارب، تمثل فيه رمزًا للاستعمار، فتملكها حكام عدة، ربما هندوس وإيران وأفغان، حتى وصلت إلى أيدي البريطانين وصارت جزءًا من جواهر التاج البريطاني عندما أهديت للملكة فيكتوريا كإمبراطورة على الهند عام 1849.

كانت ترتديها كبروش في البداية. ثم وُضعت على تاج الملكة من بعد عام 1937.

وظلت ملكيتها محل نزاع، فقدمت الهند عدة ادعاءات بأنها المالك الشرعي لها ولابد من إعادتها. لذا لم تستخدم في تتويج الملكة القرينة، كاميلا، زوجة الملك تشارلز.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان