في ذكرى وفاته.. أربعة أراد النبي توديعهم واشتاق لرؤيتهم قبل وفاته
كتبت – آمال سامي:
تحل اليوم ذكرى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتقويم الميلادي، والتي توافق الثامن من يونيو عام 632م، وهو الموافق الثاني عشر من ربيع الأول عام 11 هجريًا، وكان عمره صلى الله عليه وسلم حين توفي 63 عامًا، وحين حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم المرض كان يشتاق إلى أربعة أراد توديعهم قبل وفاته.
شهداء أحد
زار رسول الله صلى الله عليه وسلم شهداء أحد ليودعهم في عام وفاته، فصلى على الشهداء كالمودع للأحياء والأموات كما ذكرت كتب السير، فيروي عن عقبة بن عامر الجهني أنه قال: " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلَّىَ على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودع للأحياء والأموات، ثم طلع المنبر فقال: إني بين أيديكم فَرَط (شفيع)، وأنا عليكم شهيد، وإن موعدكم الحوض، وإني لأنظر إليه وأنا في مقامي هذا، وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا، ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها. قال: فكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر".
وعلق ابن حجر على الحديث السابق الوارد في البخاري قائلًا: "كأنه صلى الله عليه وسلم دعا لهم واستغفر لهم حين علم قرب أجله مودعًا لهم بذلك كما ودع أهل البقيع بالاستغفار لهم".
أهل البقيع
يقول ابن حجر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ودع أهل البقيع قبل وفاته أيضًا، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فإن جبريل أتاني فقال إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم، قالت عائشة: يا رسول الله، كيف أقول لهم؟ قال: قولي: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون"، فهو من توديع النبي صلى الله عليه وسلم للأموات باستغفاره لأهل أحد والبقيع وانقطاعه بجسده عن زيارتهم.
شوقه للقاء من يؤمنون به بعد وفاته
يقول عمرو خالد، الداعية الإسلامي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين عاد من زيارة شهداء أحد، قال لأصحابه: " وددت أني قد رأيت إخواننا، فقالوا: يا رسول الله, ألسنا بإخوانك؟ قال بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، وأنا فرطهم على الحوض، فقالوا: يا رسول الله, كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك؟ قال: أرأيت لو كان لرجل خيل غر محجلة في خيل دهم بهم ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فإنهم يأتون يوم القيامة غرًّا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم: ألا هلم, ألا هلم, ألا هلم. فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول: سحقًا سحقًا".
وداعه للسيدة فاطمة
كانت السيدة فاطمة من أحب الناس إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم، فكان من عادته حين يعود من أي مكان إلى بيته يمر عليها، وفي آخر ليلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم همس في أذنها فبكت، ثم همس مرة أخرى فابتسمت، وبعد أن مات رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرت السيدة عائشة عما أخبرها به النبي صلى الله عليه وسلم، إذ قال لها في المرة الأولى أنه سيموت الليلة فبكت، وواساها في المرة الثانية قائلًا لها أنها أول أهل بيته الشريف لحوقًا به.
فيديو قد يعجبك: