الأولمبي والسكة الحديد.. حكاية أول مباراة رسمية في شهر رمضان

كتب- محمد عبدالهادي:

لم يكن شهر رمضان يومًا مجرد مناسبة دينية وروحانية في مصر، بل أصبح أيضًا جزءًا من تاريخ الكرة المصرية، حيث شهد هذا الشهر الكريم لحظات كروية صنعت تاريخًا استثنائيًا.

ولعل البداية الحقيقية لدخول رمضان إلى أجندة الكرة المصرية جاءت في عام 1950 وفقا لكتاب مصر وكرة القدم لياسر أيوب، حين أُقيمت أول مباراة رسمية في تاريخ الدوري المصري خلال أيام الشهر الفضيل.

هل كانت تقام مباريات في رمضان سابقا؟
وأشار الكاتب ياسر أيوب انه قبل عام 1950، كان الاتحاد المصري لكرة القدم يرفض تمامًا إقامة أي مباريات رسمية خلال شهر رمضان، انطلاقًا من اعتقادٍ راسخ بأن الصيام سيؤثر على مستوى اللاعبين ولياقتهم البدنية.

وكان من أبرز الشواهد على هذا الرفض، ما حدث في عام 1938، عندما أوقعت قرعة تصفيات كأس العالم منتخب مصر في مواجهة رومانيا، لكن المباراة جاءت في شهر رمضان، فرفض الاتحاد خوضها، وطلب تأجيلها.

وحين رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ذلك الطلب، تأهلت رومانيا مباشرةً على حساب المنتخب المصري، دون أن تُلعب المباراة.

متى أقيمت أول مباراة رسمية في رمضان؟

مع حلول شهر رمضان في يونيو 1950، وجد الاتحاد المصري نفسه أمام مأزق حقيقي، حيث كان الدوري المصري لا يزال جاريًا، ولا يوجد مجال لتأجيل المباريات أكثر من ذلك.

وهكذا تقرر إقامة مباراة رسمية بين فريقي الأوليمبي والسكة الحديد، يوم 18 يونيو 1950، الموافق الثالث من رمضان، لتصبح هذه المباراة أول مباراة رسمية تُقام في شهر رمضان في تاريخ الكرة المصرية.

مخاوف وتحديات من مباريات رمضان
كانت تلك الخطوة بمثابة كسر للتابوهات، حيث أثارت المباراة جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية، بين من يرى أنها خطوة ضرورية لمواصلة المسابقة، ومن يخشى من تأثير الصيام على اللاعبين.

ورغم هذه المخاوف، أقيمت المباراة بالفعل، وانتهت بالتعادل 1-1، لتفتح بذلك الباب أمام جيل جديد من المباريات الرمضانية.