أخبار

تسجيل الدخول

إعلان

علاء الغطريفي لـ"كلم ربنا": كنت منتظر والدي من بلكونه بيتنا يعود من المرض.. رجعلي في "نعش"

10:27 م السبت 22 مارس 2025

الكاتب الصحفي علاء الغطريفي

كتب- أحمد عبدالمنعم:
قال الكاتب الصحفي علاء الغطريفي رئيس تحرير المصري اليوم، إنني في طفولتي، عندما كنت في الحادية عشرة من عمري، مررت بلحظة صعبة محفورة في ذاكرتي لا تُنسى.

وأضاف: "كنت أترقب عودة والدي بعد خضوعه لعملية جراحية خطيرة بالقاهرة، وكنت أدعو الله بكل براءة أن يعيده إلينا سالمًا غانمًا، تلك الدعوة التي ورثتها من والدتي وأهلي كانت، لكن القدر اختار طريقًا آخر، وعاد والدي إلينا جثمانًا، لا تزال تلك الصورة محفورة في ذهني، وأنا أنظر من نافذة بيتنا، أرى سيارة الإسعاف تتوقف أمام المنزل، حاملةً لحظة الوداع الأخيرة، وإدراكًا بأنني لن أراه مرة أخرى".

وأضاف "الغطريفي"، في حواره لـ برنامج "كلم ربنا"، الذي يقدمه الكاتب الصحفي أحمد الخطيب على الراديو "9090"، " لا أستطيع أن أنسى تلك المناجاة التي صاحبتني طوال حياتي، كانت جزءًا مني رغم أنني كنت مجرد طفل صغير، كان يقيني بالله ثابتًا، مؤمنًا أنه مهما بلغت الملّمات، فالله سيعوضني".

وتابع: "أنا واحد من بين 6 إخوة، ووالدتي منذ ذلك اليوم أصبحت الأم والأب في آنٍ واحد، حملت عبء الحياة بكل شجاعة، ربتّنا وعلّمتنا، ولم تدعنا نسقط أو نستسلم، وأشعر أن الله وضع نورًا في قصتنا، نورًا يُظهر كيف يمكن لإنسان أن يستمد القوة من الإيمان، وكيف تتحول المحن إلى مصدر للإلهام والعزم".

واستطرد الغطريفي: "في مناجاتي لله، كنت طفلًا صغيرًا يناجي من قلبه بكل صدق وبراءة، كانت تلك اللحظات تأخذني معها إلى ذكريات لا تُنسى مع والدي، إلى الأماكن التي كنت أخرج معه إليها، وكل زياراتنا لأولياء الله الصالحين في القاهرة، كل مشهد من تلك الذكريات كان يحمل في داخله بصمة خاصة، وكأنه يُعيد إليّ جزءًا من الروح التي فقدتها، وبعد دفن والدي، كنت أذهب للامتحانات وأعود إلى الجنازة، لكن كان بداخلي يقينًا بأن الله لن يتركنا، وأنه سيعوضنا ويخفف عنّا فقدان رب الأسرة، وفعلاً، وجدت ذلك العوض في النجاحات التي أكرمني الله بها، حيث فكنت الأول على مدرستى".

وعن حياته ونشأته، قال: "كنت دائمًا متفوقًا، لكن حلمي لم يكن أن أصبح طبيبًا أو ضابطًا أو مهندسًا كما كان يُتوقع في مجتمعنا الصعيدي، كنت أريد أن أكون صحفيًا، وهذا الشغف كان يتجلى في كل مرة أجد فيها ورقة جورنال على الأرض فألتقطها لأقرأها".

وأضاف: "عندما التحقت بالثانوية العامة، أرغمني الجميع على دخول الشعبة العلمية، لكن بعد شهرين فقط، اتخذت قراري بنفسي، وقررت ألا أكمل في هذا المسار، اخترت التحول إلى الشعبة الأدبية رغم أنني كنت أعلم أن الجميع سيعارض هذا القرار، وكنت قد قرأت نصف مناهج الأدبي من تلقاء نفسي، من تاريخ وجغرافيا وفلسفة ومنطق، دون دروس أو توجيه، لأنني كنت مستعدًا تمامًا للأدبي من الداخل، وكانت مواجهة الأهل أمرًا صعبًا للغاية، خصوصًا عندما يكونون مقتنعين بأنك تختار الطريق الخطأ، ولم يكن لدي ملاذ سوى الله، ألجأ إليه طالبًا المساعدة واليقين لأمضي في المسار الذي أحبه".

وأوضح الغطريفي: "علاقتي بالله مبنية على مزيج من المحبة والمخافة، لأن الحياة تمزج بين الصواب والخطأ، وأخاف من الله عندما أشعر أنني قد أكون ظلمت أحدًا، وهذا الإحساس يتسلل إلى قلبي عندما أنفعل على شخص ما، أو أستخدم كلمات خشنة، أو أتعامل بجدية، في مثل هذه اللحظات، أجد نفسي أتوقف لأراجع أفعالي، ثم أعود لأُطيب خاطر من أسأت إليه، وأجبر ما انكسر".

ولفت إلى أن الله استخلفنا في هذه الأرض لنعمرها وفق مبادئ ومعايير سامية، والعمل بإخلاص جزء من هذا الاستخلاف، تلك المخافة تذكير بألا أنسى هدف وجودي ودوري في عمارة هذه الأرض بما يحقق الخير للناس والمجتمع.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان