أخبار

تسجيل الدخول

إعلان

أداة "لام شمسيّة" لمساعدة الطفل بعد التحرش.. ما هي لعبة "مشاعر آمنة"؟

04:36 م الإثنين 24 مارس 2025

لعبة مشاعر آمنة - أداة "لام شمسيّة" لمساعدة الطفل

-مارينا ميلاد:

"دي لعبة بتساعدنا نعرف إحنا حاسبين بإيه؟"، بصوت هادئ.. بدأ الطبيب النفسي يشرح للطفل "يوسف"، اللعبة التي يفرش أوراقها أمامه، وهي عبارة عن كروت مكتوب على كل منها كلمات تعبر عن أحاسيس مختلفة.. ثم طلب منه اختيار أربعة منها، ليلتقط الطفل أحدها ويبوح لأول مرة "بما يعني تعرضه للتحرش!"

هكذا تصاعدت أحداث مسلسل "لام شمسية" بعد عرض حلقته الثامنة، ليكون ذلك المشهد بين الطبيب الذي أدى دوره الفنان علي قاسم، والطفل الذي جسده علي البيلي، نقطة التحول في مسار الأحداث.

بات مسلسل لام شمسية الذي يقوم ببطولته كل من أمينة خليل، وأحمد صلاح السعدني، ومحمد شاهين، ومن إخراج كريم الشناوي، حديث مواقع التواصل الاجتماعي منذ بداية عرضه في النصف الثاني من شهر رمضان لمناقشته قضية التحرش بالأطفال.

تقتضي قواعد اللعبة التي استعان بها الطبيب، أن يختار "يوسف" أربعة كروت يمكنه التعبير من خلالها عما يشعر به، فاختار "الغضب" و"الخوف" و"الإحراج" و"الوحدة". ليسأله الطبيب عن سبب كل شعور.. فيسكت الطفل قليلا ثم ينطلق بحكي ما حدث معه: "قال لي إنها لعبة سر بيننا، لكن هو ليس سيئا، قالي لي إنه يحبني، لكنني أحيانًا أشعر أني محرج وأخشى الكلام!".

كانت تلك المرة الأولى التي ينطق فيها "يوسف" بما جرى له، بعد أن اكتفى خلال الأحداث الماضية بصمت وعيون معبرة عن خوف وحيرة، في أداء لاقى العديد من الإشادات للطفل علي البيلي.

هذه اللعبة التي ظهرت تسمى "Safeelings" أو "مشاعر آمنة"، إحدى منتجات مؤسسة “Safe Egypt” التي تديرها سارة عزيز، وهي المشرفة على مراجعة المحتوى العلمي والنفسي للطفل بالمسلسل.

ومؤسسة “Safe Egypt” هي منظمة مقرها القاهرة، تهدف إلى تقديم خدماتٍ نفسيةٍ واجتماعيةٍ في مجال الحماية من جميع أنواع العنف. أسُست عام 2013، لتقديم أنشطة وجلسات توعوية مصممة لتلبية احتياجات المستفيدين، خاصة الأطفال.

تبلغ تكلفة لعبة "Safeelings" 400 جنيه مصري، وتقول عنها المؤسسة إنها "لعبة عائلية، لفتح حوار بين أفرادها والتعبير عن مشاعرهم، وللعب مع الأطفال ومعرفة ما بداخلهم وما يزعجهم".

فاللعبة التي تتكون من 38 بطاقة مشاعر/حيوانات، ولوحتين وإطار، هي "أول لعبة مصرية تساعد الأطفال والمراهقين على الإجابة على سؤال كيف حالك؟".

Main Photo

وقدمت سارة عزيز (المتخصصة في حماية الطفل) نصائح وإرشادات لطاقم المسلسل بموقع التصوير حول التعامل مع هذا الطفل أو غيره من الأطفال بالمسلسل، وفقا لمقطع الفيديو الذي نشره مخرج العمل كريم الشناوي، والذي أوضح "أن السلامة النفسية للطفل كانت أهم الأولويات، لذلك شاركت به مديرة مؤسسة Safe Egyptللتأكد من عدم مروره بأي مواقف غير محسوبة أثناء التصوير".

وأكمل "الشناوي" حديثه عن علي البيلي المؤدي لشخصية "يوسف": "لم يكن بالنسبة لنا شخص يقول كلمتين في دور طفل، إنما هو دور رئيسي ومهم وصعب.. فهو موهبة مصرية قوية وعظيمة تستحق الاهتمام والفخر".

لم يعرض المسلسل أي مشاهد حساسة تخص الأطفال بشكل صريح، إنما جرى توضيحها دراميًا بشكل غير مباشر من خلال النص والأداء التمثيلي والتقنيات الإخراجية. ذلك منذ حلقته الأولى التي كشفت عن شكوك "نيللي" التي تقوم بدورها أمينة خليل بتحرش وسام (محمد شاهين) صديق زوجها "طارق" (أحمد صلاح السعدني) بابنهما "يوسف" خلال عيد ميلاده.

وذلك بعد أن أثنت "نيللي" على شخصية "وسام" التي يؤديها محمد شاهين، لصديقاتها ورشحته لهن ليعطِ أبناءهن دروس خصوصية في اللغة العربية مثلما يفعل مع "يوسف".

وكان الطفل يتدرب مع معلمه الذي يبدو كأنه "شخصية مثالية" على حفظ هذا النشيد:

لام شمسية لام قمرية.. واحدة نقولها واحدة خفية

القمرية زي ما هي.. زي الباب والعين والقلب

والشمسية متخبية زي السر وزي الذنب

والقمرية لام منطوقة.. موجودة في كل الأحوال

والشمسية لام مسروقة.. مش كل المكتوب يتقال

وتعكس كلمات النشيد، التي ألفها الشاعر مصطفى ابراهيم، فكرة المسلسل، الذي اختارت السيناريست سمر عبد الناصر اسمه في إحدى جلسات كتابة المعالجة والشخصيات، تحت إشراف الكاتبة مريم نعوم، والتي علقت بـ"أن كل عناصر المسلسل تكمل بعضها".

Main Photo (2)

Main Photo (3)

وكجزء من توضيح شكل الدعم النفسي، ظهر مشهد الحكي واللعبة بين الطبيب و"يوسف"، والذي انتهى بوضع الطبيب يديه على وجهه وإظهار تأثره بما سمعه من الطفل، وهو ما تقول عنه الطبيبة وسام فاروق، "ليس مجرد مشهد في مسلسل.. لن يفهمه سوى المشتغلين بالمجال النفسي.. نحن نخرج من جلسة نسمع بها كلام لا يمكن للعقل أن يستوعبة ومواقف ومشاعر لا يتحملها القلب، لكن يجب أن تداري انفعالاتك طوال الوقت".

وشارك عدد من المتخصصين الآخرين تجاربهم مع أطفال تعرضت للتحرش، مثل رضوى فتحي (المدربة بهذا المجال)، والتي تذكر أنها "تلقت أكثر من رسالة من أمهات لاحظوا سلوك غريب على أبنائهم تجاه المسلسل ورغبة شديدة في متابعته أو رفض تام له، وإحداهن ضغطت على ابنتها حتى عرفت أن أحد أقاربها من الدرجة الأولى تحرش بها وهي في عمر ٥ سنوات"، فنصحتها بعدم الضغط أو التعنيف وثانيا تلقي الدعم النفسي.

وينبه المسلسل أن تكون متابعته من جانب الأطفال بإشراف عائلي، كما يشارك أرقام خط نجدة الطفل والخط الساخن لشكاوى المرأة.

من ناحية أخرى، تستمر مؤسسة “Safe Egypt” المسؤولة عن مراجعة المحتوى العلمي والنفسي بالمسلسل، في حملتها التوعوية حول التعامل مع الأطفال بالتزامن مع عرض حلقاته، كذلك الترويج لمنتجاتها كلعبة "مشاعر آمنة".

اقرأ أيضا:

جوهرة الإنجليز ورهان الديوك ونقابة النشالين.. ما كشفه "النص" من أسرار التاريخ

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان