تحليل .. صلاح محسن صفقة مضروبة؟
كتب - محمد يسري مرشد:
"لابد أن يسجل فى كل مباراة ويراوغ ويجوب الملعب ويسدد ويقوم بالواجب الدفاعي ويطير ليتعامل مع الكرة بالرأس والمهارات الأكروباتية وإن لم يفعل فسيكون صفقة مضروبة".
أنصار الفقرة الماضية أو بعض من أجزائها يؤمنون أن الصفقة الجديدة التى تأتي لفريق كبير يجب أن تتمتع بصفات "سوبر مان" مهارات خارقة وأداء كل فنون ومهارات كرة القدم فى المشاركة الأولي دون أى اعتبارات أو منطق أو علم.
الأهلي تعاقد مع صلاح محسن بمبلغ تاريخي، ما يقرب من 2 مليون دولار مقابل لاعب شاب يملك مقومات لاعب جيد، الرقم مبالغ فيه ولكنه تماشي مع السوق المحلية والعالمية ومرحلة ما بعد التعويم فى مصر.
الأهلي دخل المزايدة على صلاح محسن وهو يضع نصب عينيه محمد صلاح الذى أفلت من أرض الذئاب وتوهج دون المرور على القلعة الحمراء بعد أن رأي مسؤولوه فى هذا الوقت مبالغة المقاولون فى طلباته الماضية ليبدأ صلاح الانفجار فى أوروبا ويصل ليكون واحداً من أفضل 10 لاعبين فى العالم الآن.
التقييم فى كرة القدم للصفقة الجديدة يقف على عوامل واعتبارات وعناصر عديدة أهمها مبدأ "التكيف والتدرج"، السن، حالة الفريق والمنافسين فى نفس مركزه، خطة وطريقة الفريق، مركز اللاعب، المنافسين، وهو ما سنناقشه فى السطور القادمة:
التكيف والتدرج
أهم مبادئ الحكم على الفريق بشكل جماعي والأفراد داخله علاوة على المدير الفني، مبدأ تدريبي أكاديمي هام غض البصر عنه ينسف المنطق.
الفريق فى بداية الموسم عكس منتصف الموسم عكس نهاية الموسم، المنطق أن يكون التطور واكتساب"فورمة" المباريات بشكل تدريجي حتى الوصول للقمة فى النهاية ونفس الوضع للصفقة الجديدة، يحتاج لوقت للتدرج فى المستوي والتكيف على فريقه وطريقة اللعب الجديدة وفلسفة ناديه والجهاز الفني وهو ما لم يكمله صلاح محسن حتى الآن.
السن
الخبرات تختزل الوقت وتساعد صاحبها، الخبرات تحتاج لتجارب والتجارب تحتاج لسنوات من العمل وصلاح محسن يبلغ من العمر 20 عاماً فقط وبين ليلة وضحاها أصبح أغلي لاعب فى تاريخ مصر، الطبيعي أن تعطله ضغوط المبلغ القادم به وطموح الجماهير على عكس لاعب آخر يتمتع بخبرة وتجربة أكبر.
حالة الفريق والمنافسين
الأهلي يفوز ويملك هداف الدوري وثلاثي الهجوم، أزارو، أجايي، عبد الله السعيد شاركوا فى 90% من أهداف الفريق، صلاح محسن جاء للأحمر فى أوج تألقه وانتزاع مكاناً اساسياً سيحتاج مجهوداً مضاعفاً يقترن بإصابة لمن يشغل مركزه.
خطة وطريقة لعب الفريق
تناوب على إنبي خلال فترة وجود محسن فى الفريق الأول 4 مديرين فنين ولكل منهم فلسفة مختلفة، علاء عبد العال، طارق العشري، إيهاب جلال، وطارق عبد الله وتألق محسن من بين هذه المدارس مع مدرب الزمالك الحالي.
الوضع فى الأهلي مختلف ومديره الفني يملك نهجاً ورسماً لا يتراجع عنه من أجل صفقة جديدة، طريقة وأسلوب البدري ستفرض أيضاً مزيداً من الوقت على محسن لهضمها والانخراط فيها وحفظها ليظهر بالشكل الذى يريده مديره الفني وليس الجماهير.
مركز اللاعب
العنصر الماضى يقودنا لمركز صلاح محسن نفسه، جناح أم مهاجم، إمكانات صلاح محسن تؤكد أنه مهاجم وليس جناح، ولكن فى الأهلي أزارو يقبع ويسيطر على المقدمة والأحمر يلعب بطريقة 4-2-3-1 فمحسن أجبر على التواجد فى مكان كان يوظف فيه مع إنبي ويحد من إمكاناته .
المنافسين
بدون شك فرق تهاجم إنبي وتصنع المساحات غير فريق تتكتل أمام الأهلي، ربما سيجد محسن ضالته فى افريقيا خارجيا تحديداً لاستخدام موهبته والتعبير عن قدراته وحتى الموعد عليه على يطور ويتعلم ويستثمر كل فرصة تلوح له.
محمد صلاح تعرض لنفس الموقف سابقاً مع تشيلسي بعد توهجه فى بازل، لم يحظ بالفرصة، كان صغيراً وتجاربه كانت محدودة فى أوروبا، طريقة الدوري الإنجليزي وحالة فرقه ومنافسيه وطريقة وخطة مورينيو لم يستوعبها وبدت وأنها لا تتماشي معه ولكنه عاد مرة أخري مع ليفربول فى ظروف مغايرة تماما فنجح هذا النجاح.
من المبكر الحكم على صلاح محسن، ولتقيمه يجب أن يحظي بفرصة"مثالية" للحكم عليه، المثالية تعني الحكم بعد نصف موسم أخر، يلعب فى مركزه وفى ظروف مختلفة مع الوضع فى الإعتبار أن اللاعب فى الدوري المصري هو من الفئة الثالثة وربما الرابعة، فهنا لن يتواجد ميسي أو رونالدو أو نيمار أو هاري كبين.
فيديو قد يعجبك: