لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ما حكم إجبار الرجل زوجته على العلاقة الحميمة؟.. وأستاذ بالأزهر: الممتنع يأثم في هذه الحالة

10:08 م الإثنين 06 يوليه 2020

ما حكم إجبار الرجل زوجته على العلاقة الحميمة؟

كتبت – آمال سامي:

في ظل موجة الحديث عن الاعتداءات الجنسية المختلفة وانتهاك جسد المرأة على السوشيال ميديا عبر حوادث الاغتصاب أو التحرش والتعدي الجنسي عليها، يدور سؤال آخر حول ما تعارف الناس عليه ضمنًا في المجتمعات الإسلامية أن المرأة التي تمتنع عن العلاقة الزوجية حين يطلبها زوجها تبات تلعنها الملائكة، وهو ما اعتبره البعض تعديًا على حقوق المرأة وتبريرًا للاعتداء عليها حتى ولو من قبل الزوج، فهل الملائكة بالفعل تلعن الزوجة التي ترفض العلاقة الحميمة مع زوجها، وهل من حق الرجل إجبار الزوجة على العلاقة الحميمة بينهما دون رغبتها؟.. في السطور التالية تحدث مصراوي مع أساتذة الأزهر حول هذا الأمر..

علق الدكتور أحمد الشرقاوي، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، على فكرة لعن الزوجة التي ترفض رغبة زوجها في العلاقة الزوجية قائلًا إن المقصود هنا عدم طاعة الزوجة لزوجها على إطلاقها، ولا يتوقف ذلك على رفض العلاقة وقت مرضها أو عندما يكون لديها عذر، ولكن المقصود هو امتناع الزوجة عن زوجها في حال عدم وجود عذر، فإذا كانت مريضة أو لديها عذر "يبقى هو عنده حياء ولا يطلب ذلك". وذكر الشرقاوي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها".

قائلًا إن المراد في هذا الحديث هو الطاعة، فتؤثر الزوجة رضا زوجها على رضاها، وأضاف الشرقاوي أن هذا ليس مقتصرًا على الزوجة فقط، فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الزوج ايضًا في أحاديث عدة بالتعامل الحسن مع زوجته كقوله: رفقًا بالقوارير، وقوله: النساء شقائق الرجال، موضحا أن الأمر بالتعامل الحسن ليس مقصورًا على أمر الزوج لزوجته فحسب، بل أيضًا يدخل فيه الطرف الآخر، فكما أن الزوجة أن تتعامل مع زوجها بحسن الأدب ولياقة وعدم الإضرار به، فالزوج ايضًا مأمور ألا يضر زوجته وألا يفعل من التصرفات ما يؤدي إلى الإضرار بها أو حتى مضايقتها.

"فالأوامر النبوية في الطاعة في مجال الأحوال الشخصية إنما هي أوامر متبادلة ومتكافئة" يوضح الشرقاوي أن الله تعالى كما أمر الزوجة أن تطيع زوجها كذلك أمر الزوج باحترام زوجته وألا يضر بها وأن يُحسن معاشرتها وألا يذكر شيئًا يؤلمها، لذا أمر الزوج بعدم التحدث في أمور عن أشياء تخص النساء تؤدي إلى كسر خاطرها أو إحراجها أو مضايقتها، فأمر بألا يضايق زوجته بذكر صفات نساء آخريات قد يكن أكثر منها جمالًا أو غيره وذلك احتراما لها وحفظًا لحيائها وجبرًا لخاطرها وعدم إحراجها أو مضايقتها، ويتساءل الشرقاوي مستنكرًا: "فهل يقبل من هذا الشرع الحنيف الذي حافظ على كيان المرأة في أحلامها وكيانها وفي أنماط حياتها المختلفة أن يجبرها أن تخضع للزوج في إتيان شهوة هي تأباها؟"، وأكد الشرقاوي أنه لا يقبل عقلًا في الشرع الحنيف أن يجبر الزوج زوجته على قضاء شهوة تأباها أو ترفضها ولا سيما إذا اقترنت بأعذار مقبولة، فالمقصود الطاعة المقترنة بحسن المعاملة مع الزوج، والطاعة التي تتجرد عن ضرر يصيب الزوجة.

لكن ماذا لو كان العكس؟ وامتنع الزوج عن زوجته بغير عذر؟

أجاب الشرقاوي حاسمًا: "يأثم شرعًا، فالأوامر متبادلة والطاعة متكافئة"، وأضاف أن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال، فحاجة الرجل إنما يشبعها ما عند المرأة، وأوضح الشرقاوي أن حاجة المرأة لا يشبعها إلا ما كان عند الزوج، مبينًا أن القاعدة الأعم والأشمل التي تحكم هذا الأمر هي "لا ضرر ولا ضرار" فإذا لم يأت الرجل زوجته قد يتعرض للضرر، فهناك مغريات أمام الزوج فإذا امتنعت الزوجة بغير عذر فهي آثمة شرعًا، والعكس صحيح أيضًا، فإذا طلبت الزوجة من زوجها ممن أحل الله لها التمتع به وامتنع عنها بغير عذر فهو آثم شرعًا.

وأوضح الشرقاوي أن عقد الزواج هو عقد لحِل التمتع بالأنثى على النحو المعتبر في ذلك شرعًا، لكنه أيضًا حل التمتع بالرجل في الجانب الآخر، فعقد الزواج هو عقد ورباط رباني مقيد بقواعد خاصة ويقترن بأوصاف مخصوصة كل هذا ليحقق النماء والتكافل بين الجنسين، فالعلاقة بين الرجل والمرأة ليست علاقة تضاد، فالحقوق ليست متنافرة بل متكاملة، واختتم الشرقاوي حديثه لمصراوي قائلًا: "بناء على ما تقدم فالحقوق التي تجري بين الزوجين حقوق متكاملة وليست متعارضة أو متناقضة كما يروّج لها البعض".

من ناحيته، رفض الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بالأزهر الشريف، أن يكون هذا الحديث متداولا إعلاميًا، حيث قال إن العلاقة بين الرجل وزوجته يجب أن تحفظ بالكتمان والاحتياط كما كان في الماضي، فهي مسألة تتعلق بالعرض، لذا عبر القرآن الكريم عنها بأسلوب راق، فقال تعالى: (وقد أفضى بعضكم إلى بعض)، وقال كريمة إن تناول هذه الأمور التي لا ينبغي ان تبرح حجرة النوم أمام المراهقين وغيرهم فهذا أمر ينذر بسوء وخطر على المجتمع، فالبحث ونشر الأمر خطر للغاية على المجمتع، فنحن لسنا كمجتمعات أمريكا وأوروبا، "عندهم فوضى ما بعدها فوضى إنما احنا عندنا في أدب واحتياط"، وأضاف كريمة أن البيئة العربية فيها قيم والإشارة فيها تغني عن عبارة، وأكد أن مناقشة الإعلام العلاقة الزوجية وجعلها محل سجال ونقاش ليست من أخلاقنا كمجتمع أو كمسلمين، "اللي حاصل دا انفلات إعلامي مروع لا يليق بمجتمعات يعظم فيها الإسلام".

اقرأ أيضاً..

- "التحرش كبيرة من الكبائر".. الإفتاء: المتحرش موعود بالعقاب الشديد في الدنيا والآخرة

- الإفتاء: التحرش الجنسي حرامٌ شرعًا.. والمتحرش له عقاب شديد في الدنيا والآخرة

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان