خطيب المسجد الحرام يعدد نعم الخالق على عباده: شكر الله عليها واجب
وكالات:
أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة عبدالله خياط أنَّ النِّعمة الكبرى التي لا تعدِلها نعمةٌ، والمنَّة العظمَى التي لا تَفضُلُها مِنَّة، هي نعمة الهداية إلى دين الإسلام، وإحسانه عز وجل إلى عباده أن بيَّن لهم بما أنزل في كتبه، وأوحى إلى رسله، الغاية من خلقه لهم؛ كي لا تضلَّ الأفهام في معرفتها.
وتابع خياط، في خطبة الجمعة اليوم- نقلا عن وكالة الأنباء السعودية واس- أن من أجلِّ النِّعم، نعمة بعثة النبي الكريم -صلوات الله وسلامه عليه- بالهدى ودين الحق، ليخرج الناس برسالتِه منَ الظلمات إلى النور، ولِيهديهم به سُبُل السلام، ويَضَع عنهم الآصارَ والأغلال، وليسمُوَ بهم إلى ذُرى الخير والفضيلة، ويَنأَى بهم عن مهَابِط الشرِّ وحمأةِ الرذيلة، وليسلُكَ بهم كلَّ سبيل يبلِّغهم أسبابَ السعادة في العاجلة والآجلة، ولِذا كانت بعثتُه -صلى الله عليه وسلم- رحمةً للخَلقِ كافَّةً، ونعمةً على البشَر قاطبةً، كما أخبر بذلك سبحانه في أصدَق الحديث بقوله: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾، فكانت رسالتُه -عليه الصلاة والسلام- رَحمةً للخلق جميعا، عَرَبِيِّهم وأعجميِّهم، أسودِهم وأبيَضهم، ذَكَرهم وأنثاهم، إنسِهم وجانِّهم.
وأوضح أن من نعم الله تعالى على عباده، نعمة السمع والأبصار والأفئدة التي خصَّها الله بالذكرِ في قوله: ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾، وإنما خصَّها -سبحانه- بالذكر لشرفِها ومنزلتِها؛ إذ هي مفاتيحُ كلِّ علمٍ، وسببٌ مُوصِلٌ إلى الهداية إلى صراط الله المُستقيم، وسبيلٌ يُدرِكُ به المرءُ ما يرجوه ويُؤمِّلُه، ويُميِّزُ به بين ما يضُرُّه وما ينفعُه، ومن نعمه أيضاً على عموم خلقه، نعمة الأزواج ليأنسوا بها، ولتكون بينهم الألفة والمودة والرحمة، ونعمة الذرية من بنين وبنات وحفدة، وما رزقهم به من الطيبات، كما قال سبحانه: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ﴾.
وأكد الدكتور خياط على أنَّه من نعم الله التي امتن بها على عباده، نعمة نزول الغيث والأمطار، وهطولها المدرار، قال عز اسمه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.
وقد وصف سبحانه نعمة المطر بالبركة والطهر وأنه سبب الحياة، فقال تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ﴾ وقال سبحانه: ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا * وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴾.
وأفاد فضيلة الشيخ خياط أن شُكر نعمة الله عليكم، تَطِب حياتكم، وتَستقم أموركم، وتحظوا بالمزيد من ربكم، وتكونوا من الفائزين يوم الدين ، فإن خير ما يستمسك به من أخلص دينه الله، وابتغى الوسيلة إلى محبته ورضاه، هدي رسول الله صلوات الله وسلامه عليه في كل شؤون الحياة، فإنه أكمل الهدي، وأفضل الزاد ليوم المعاد ، وقد كان من هديه الثابت عنه صلى الله عليه وسلم في صحيح سنته أنه كان إذا رأى الغيث قال: "اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا" ، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: "مُطِرْنَا بفَضْلِ اللَّهِ.
فيديو قد يعجبك: