ياسر الطويل.. سيناوي اختار الكلية الحربية لمواجهة الإرهاب
كتب- محمد سامي ومحمد نصار:
حاد الملامح بوجه يميل إلى الحمرة وشعر أصفر اللون إلى حد كبير لدرجة لا تجعلك تدرك من النظرة الأولى أنه من منطقة صحراوية، يجلس ياسر عبدالمنعم الطويل، شاب في أواخر العقد الثاني من عمره على مقعد خشبي وسط عشرات من نفس العمر داخل مقر الكلية الحربية.
مستغرقًا في التفكير قبل قدوم دوره في اختبارات "العقلة" حتى بدأ الحديث إلى مصراوي، عن تفاصيل حياته داخل مدينة العريش في محافظة شمال سيناء خاصة مع خطر الإرهاب الموجود هناك.
مدفوعًا بحياته في مدينة العريش الواقعة بالمحافظة الشمالية الحدودية، لم يأتِ "الطويل" إلى القاهرة أو يلجأ إليها للهروب من واقع يراه الكثير منا قاسِ لإمكانية العيش فيه، ولكنه يريد أن تكون مواجهته للإرهاب في أرض الفيروز نابعة من كونه فردًا من أفراد القوات المسلحة حاملًا للوائها ومدافعًا عن رايتها دائمًا وأبدًا.
بعد أن حقق الشاب السيناوي التفوق في الدراسة رغم قهر الظروف والأوضاع في سيناء وصعوبة التأقلم، أتى إلى الكلية الحربية مصنع الرجال للبحث عن تفوق جديد ربما يغير حياته للأبد لكن هذه المرة التفوق كان في الحياة العملية وليس العلمية.
اختتم "الطويل" المرحلة الثانوية من مشواره التعليمي في العريش كافأه مكتب التنسيق بدخول كلية الهندسة جامعة سيناء، إلى جانب حصوله على منحة تفوق من محافظة شمال سيناء.
أقارب ورفاق ياسر كانوا من المتضررين جراء العمليات الإرهابية التي تنفذها عناصر "الدم والخراب" على أرض سيناء، منهم من استشهد ومنهم من أصيب، وربما كان ذلك من أهم الدوافع التي قادته إلى قرار الالتحاق بالقوات المسلحة للثأر من هذه العناصر التي تحاول النيل من استقرار الوطن.
يحكي ياسر عن اعتياده على أوضاع سيناء، فيقول: "نفسي أنول شرف أن أكون ضابطًا في جيش بلدي، ومش خايف من الأوضاع في سيناء لأن إحنا عايشين فيها، إيه هيكون جديد".
مزيد من الثقة تبدو على وجه الشاب السيناوي وصوته الذي لا يعرف للتردد طريقًا، يستكمل حديثه حول الأوضاع في أرض الفيروز، قائلَا: "اللي بيحصل في سيناء ميخوفنيش بالعكس ده يشجعني أكتر، نفسي لو تم قبولي وبقيت عضو في القوات المسلحة المصرية أخدم في سيناء وإن شاء الله الدنيا هتبقى تمام بفضل القوات المسلحة وأهلها".
لم يكن دافع الانتقام من الإرهابيين فقط أو حبه للقوات المسلحة كل ما يحرك قلب ياسر نحو الانضمام إلى للقوات المسلحة، ولكن حبه لجده رسخ قرار الانضمام للجيش في نفسه: "نفسي أكمل مسيرة جدي، جدي كان لواء في القوات المسلحة بسلاح المهندسين العسكريين".
رغم أنه لم يغادرها من قبل، إلا أن ياسر ومن وقت بداية اختبارات الكليات العسكرية يقيم في القاهرة، وذلك نظرًا لعدم إمكانية السفر بشكل يومي أو حتى أسبوعي وهو ما لا يتناسب مع طبيعة الاختبارات التي يجب الالتزام بها بشكل كامل.
فيديو قد يعجبك: