"مصر ونيجيريا".. كتاب جديد لهيئة الاستعلامات بـ3 لغات
كتب- محمد نصار:
أصدرت الهيئة العامة للاستعلامات، كتابًا دوريًا جديدًا بعنوان "مصر ونيجيريا" والذي يتحدث عن حجم العلاقات التاريخية بين البلدين ودور كل منهما إقليميًا ودوليًا مؤكدًا تعاون البلدين في السابق من أجل تحرير شعوب القارة من الاستعمار، وتضاعف اهتمام مصر بالعلاقات مع نيجيريا في مجالات الاقتصاد والتجارة والتعاون السياسي ومكافحة الإرهاب، خاصة في ظل التشاور المستمر والتفاهم المتبادل بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس محمد بوخاري، الذي أعيد انتخابه رئيسًا لنيجيريا قبل شهور قليلة.
وصرح الكاتب الصحفي ضياء رشوان رئيس الهيئة، بأن هذا الكتاب صدر باللغتين العربية والإنجليزية ويتم إعداد طبعة منه بلغة "الهوسا" التي ينتشر استخدامها في نيجيريا ومنطقة غرب إفريقيا، ويعد الكتاب رقم 7 في إطار سلسلة "مصر وإفريقيا" بمناسبة تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي.
وأشار الكتاب إلى وجود علاقات تاريخية مميزة بين مصر ونيجيريا ارتبطت بانتشار اللغة العربية والإسلام بمنطقة الغرب الإفريقي، وتوثقت هذه العلاقة في عهد الزعيم جمال عبدالناصر، الذي ساند شعب نيجيريا حتى الاستقلال، وحظى باستقبال أسطوري عندما قام بتوقف قصير في مدينة "كانو" عام 1965.
وأوضح الكتاب، أن مصر ساهمت عسكريًا وسياسيًا في الحفاظ على وحدة نيجيريا واستقرارها في مواجهة محاولات الانفصال، وفي الوقت الراهن، تتبوأ كل من مصر ونيجيريا مكانة كبيرة في منظومة الدول الإفريقية، فنيجيريا هي أكبر الدول الإفريقية من حيث عدد السكان، بأكثر من 200 مليون نسمة، وسكان مصر أكثر من 100 مليون نسمة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تمتلك نيجيريا أكبر اقتصاد في إفريقيا، كما أن الاقتصاد المصري من بين 4 أكبر اقتصاديات الدول الإفريقية، وهو اقتصاد واعد بعدما حقق أعلى معدلات النمو في القارة في السنوات الأخيرة، وكذلك أعلى معدلات الاستثمار المباشر في إفريقيا.
وتضطلع مصر مصر ونيجيريا بأدوار عديدة من أجل السلم والأمن والاستقرار والتنمية في ربوع إفريقيا، كما يخوض البلدان حربًا شجاعة ضد الإرهاب، ويوجد تعاون بينهما في هذا المجال.
التمثيل الدبلوماسي
بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1961، وافتتحت مصر سفارتها في العاصمة لاجوس، كما ساعدت مصر نيجيريا من خلال توفير الخبرات البشرية اللازمة، حيث أرسلت 300 طبيب للعمل بعقود مع الحكومة النيجيرية بعد أن تركها عدد من الخبراء الأوروبيين.
التجمعات الإقليمية
بعد الاستقلال السياسي وتحرر معظم الدول الإفريقية من الاستعمار، أصبح التعاون من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الهدف المشترك للدول والشعوب الإفريقية، ويوضح الكتاب أن العلاقات المصرية النيجيرية استمرت وتعززت، وبالإضافة إلى عضوية الدولتين في منظمة الوحدة الإفريقية تشاركت الدولتان في عضوية العديد من المنظمات الإقليمية في إفريقيا، ففي عام 2001، انضمت كل من نيجيريا ومصر لتجمع "الساحل والصحراء" أثناء انعقاد قمة التجمع الثالث بالسودان، كما اشتركت الدولتان (بالإضافة إلى وليبيا وتونس) في لجنة اقتصادية كانت مهمتها دراسة سبل إنشاء منطقة تجارة حرة بين دول التجمع، وكلفت بمتابعة القضايا الاقتصادية تحت مظلة التعاون الاقتصادي المشترك بين دول المجموعة، وفي عام 2007، ضمن نشاط تجمع الساحل والصحراء تشكلت لجنة من مصر ونيجيريا والسودان وليبيا وجيبيوتي لإيقاف الحرب في الصومال بالتنسيق مع مجلس الأمن.
وفي يوليو عام 2001، وخلال قمة منظمة الوحدة الإفريقية في زامبيا، أقرت القمة اتفاق مصر والجزائر ونيجيريا وجنوب إفريقيا والسنغال على إطلاق مبادرة "الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا" أو ما عرف اختصارًا باسم مبادرة "النيباد" والتي تتضمن الرؤية الإفريقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للقارة.
وفي يونيو عام 2004 وقعت مصر اتفاقًا إطاريًا مع الاتحاد الاقتصادي والنقدي لدول غرب إفريقيا (الإيموا) الأمر الذي فتح المجال لعلاقة قوية مع دول "الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا" (تجمع الإيكواس) الذي تقوده نيجيريا وتستضيف مقره في أبوجا، لأن دول مفوضية الإيموا الثمانية أعضاء في "الايكواس".
تواصل مستمر
استمر التنسيق والتواصل بين مصر ونيجيريا من خلال قنوات عديدة، كان من بينها لقاءات وزيارات المسئولين من البلدين، ومن أبرزها حتى عام 2014، ففي أكتوبر 2010 زار وزير خارجية نيجيريا القاهرة والتقى وزير الخارجية - آنذاك - أحمد أبو الغيط لبحث سبل إحياء اللجنة المشتركة بين البلدين، مع الاتفاق على تنشيط آلية للتشاور السياسي بصورة منتظمة بين البلدين، وفي فبراير 2013، شارك وزير الموارد المائية والري في مؤتمر عن أهمية تطوير مشروعات مياه الشرب والري نظمته نيجيريا، لبحث استعداد مصر لتقديم كافة أشكال الدعم الفني والتدريب لنيجيريا في هذا المجال، كما عرض تجربة وجهود مصر في توصيل مياه الشرب وتنقية الصرف للقري في مصر.
وفي 21 نوفمبر 2013، وقعت مصر ونيجيريا مذكرة تفاهم لدعم العلاقات السياسية بين البلدين، كما تم إحياء آلية التشاور السياسي بين وزارتي خارجية البلدين من خلال التوقيع على مذكرة التفاهم المنشئة للآلية، وإجراء الجولة الأولى للمشاورات في القاهرة، الأمر الذي يعد خطوة على طريق توطيد العلاقات السياسية بين البلدين، كما شكل نواة لحوار استراتيجي بين البلدين في القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
العلاقات السياسية
أيدت نيجيريا إرادة الشعب المصري عقب ثورة يناير 2011، وعقب ثورة 30 يونيه 2013، وساهمت الدبلوماسية النيجيرية في تصحيح أزمة تعليق عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي، وأعربت في مناسبات عديدة دعمها للمسار الذي اختاره الشعب المصري لبلاده.
وتعززت العلاقات بين مصر ونيجيريا في مجالات عديدة منذ عام 2014، وتعددت مظاهر التنسيق السياسي بين البلدين بشأن مختلف القضايا الإفريقية في السودان والصومال وغيرها، فضلًا عن التعاون في مكافحة الإرهاب والتطرف الذي عانت منه الدولتان، إضافة إلى التعاون في مجالات التنمية الإفريقية.
وتعد السفارة المصرية بالعاصمة النيجيرية أبوجا، الأكبر في القارة والتي تم الانتهاء من إنشائها بواسطة شركة "المقاولون العرب" عام 2013، إضافة إلى المركز الثقافي المصري في مدينة كانو شمال نيجيريا، والمكتب التجاري في مدينة لاجوس عاصمة نيجيريا الاقتصادية.
خبرات مصرية .
- فى 14 يناير2017، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، السيدة "أمينة جيه محمد" المبعوثة الخاصة للرئيس النيجيرى ووزيرة البيئة النيجيرية، وكذلك أحمد الرفاعى مساعد أول الرئيس النيجيرى لشئون العلاقات الدولية، ونقلت المبعوثة النيجيرية للرئيس السيسي رسالة من الرئيس محمد بوخاري تتناول سبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين فى مختلف المجالات، وأشارت المسئولة النيجيرية إلى أهمية التنسيق بين البلدين في ظل القواسم والتحديات المشتركة التى تواجه البلدين وعلى رأسها الإرهاب.
- في سبتمبر 2018، قام المهندس شريف إسماعيل مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية بزيارة لنيجيريا، استقبله الرئيس النيجيري محمد بوخاري الذى تسلم منه رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسى ركزت على أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين في شتى المجالات، كما تناولت الرسالة استعداد مصر لتوفير خبرتها لتلبية الاحتياجات النيجيرية، لا سيما في البنية التحتية، خاصة بعد نجاح العديد من الشركات المصرية على مدار السنوات الماضية في نيجيريا وأفريقيا بشكل عام في هذا المجال، فضلاً عن استعداد مصر للتعاون مع الجانب النيجيري في العديد من المجالات المختلفة وبشكل خاص في مجالي الصحة والزراعة.
كما التقى المهندس شريف إسماعيل بوزير خارجية نيجيريا وبحث الجانبان سُبل تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين خاصة مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي خلال عام 2019، كما التقى أيضاً مع وزير الطاقة والأشغال والإسكان النيجيرى، لبحث المجالات التي يمكن أن تسهم فيها الشركات المصرية وأبرزها "المقاولون العرب" وغيرها في تحديث البنية التحتية في نيجيريا.
- فى 8 أكتوبر 2018، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى اتصالاً هاتفياً مع رئيس نيجيريا محمد بوخاري، حيث أكد الرئيس خلال الاتصال تقدير مصر للعلاقات الثنائية المتميزة التى تربطها بنيجيريا، معرباً عن التطلع لمواصلة تعزيز التعاون معها فى مختلف المجالات، كما أكد الرئيس «بوخاري» اهتمام نيجيريا بتفعيل أطر التعاون القائمة، مشيداً بمستوى التنسيق والتشاور بين الدولتين إزاء الموضوعات الاقليمية المختلفة بما يدعم مسيرة العمل الإفريقى المشترك.
- فى 4 مارس 2019، بعث الرئيس عبدالفتاح السيسى ببرقية تهنئة إلى الرئيس النيجيرى محمد بوخارى، بمناسبة إعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة، متمنياً له التوفيق والنجاح، وللشعب النيجيرى الشقيق مزيداً من التقدم والازدهار، كما أشاد الرئيس السيسي بقوة وتميز العلاقات المصرية ــ النيجيرية، وحرص الدولتين المستمر على تعزيزها ودفع أطر التعاون المشترك لآفاق أرحب، بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين.
مواجهة الإرهاب والتطرف
يعد التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب والتطرف، أحد المجالات المهمة للتعاون بين مصر ونيجيريا، خاصة أن البلدين قد واجهتا تحديات من تنظيمات وجماعات إرهابية، ومعظمها تنظبمات عابرة للحدود، يغذيها نفس التطرف الفكرى والتفسير المغلوط للإسلام، ونظرًا لامتلاك مصر تجربة ناجحة في مواجهة التيارات الإرهابية منذ عام 2014، واهتمامها بالتعاون الدولي في المواجهة الشاملة للإرهاب والتطرف، فضلًا عن وجود الأزهر الشريف كمنارة للفكر الإسلامي المعتدل، ومرجعية عالمية للمسلمين، فقد كان من الطبيعي تعزيز التعاون بين مصر ونيجيريا في مجال المكافحة الفكرية والأمنية للإرهاب والتطرف، وتنطلق الرؤية المصرية في مكافحة الإرهاب من موقف راسخ وثابت مضمونه أن التنظيمات الإرهابية على اختلافها تمثل تهديدًا للاستقرار العالمي ككل.
العلاقات الاقتصادية
بدأت العلاقات الاقتصادية بين مصر ونيجيريا منذ اليوم الأول لاستقلال نيجيريا، حيث استعان النيجيريون بالعديد من الكفاءات المصرية في مجلات عديدة، في المراحل الأولى لبناء الدولة الحديثة بعد الاستقلال، وفي مراحل لاحقة، أصبح التعاون في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مقدمة مجالات التعاون بين البلدين.
وتعززت هذه العلاقات من خلال عضوية كل من مصر ونيجيريا في التجمعات الاقتصادية والشراكات الاستراتيجية الإفريقية، حيث انضمت الدولتان لتجمع الساحل والصحراء عام 2001، كما تتمتع مصر بصفة عضو مراقب في تجمع " الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا" (الايكواس) الذي تاسس عام 1993 وهو أكبر تجمع اقتصادي في إفريقيا، وتمثل نيجيريا الدولة الرئيسية في هذا التجمع وتستضيف مقره، ومنذ 2001، انضمت كل من مصر ونيجيريا لمبادرة (النيباد) التي تتضمن استراتيجية إفريقية شاملة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالقارة، واشترك في تأسيسها الجزائر وجنوب افريقيا والسنغال.
مجلس الأعمال
من أجل تطوير العلاقات الاقتصادية بين مصر ونيجيريا، تم تأسيس "مجلس الأعمال النيجيري – المصري" في مايو2008، وتسجيله لدى الجهات النيجيرية عام 2009، كما تمت إقامة مجلس مناظر فى القاهرة باسم "مجلس الأعمال المصري النيجيري" والاتفاق على تشكيل مجلس الأعمال المصري النيجيري المشترك، والعمل على التوقيع على مذكرة تفاهم بين البلدين تحدد مهام واختصاصات المجلس ودوره في تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين مصر ونيجيريا.
الشركات المصرية في نيجيريا
تتمثل أبرز مظاهر التعاون الاقتصادي بين مصر ونيجيريا في عدد من الشركات المصرية العاملة في نيجيريا، وأبرز هذه الشركات (مصر للطيران - المقاولون العرب - أوراسكوم للإنشاءات - إيجيرو - مانتراك - السويدي للكابلات).
الأزهر وجامعته
تقوم جامعة الأزهر بالتعاون مع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ووزارة الأوقاف بتقديم العديد من المنح الدراسية للطلاب النيجيريين سواء على مستوى التعليم الجامعي أو على مستوى الدراسات العليا، فضلًا عن عن إيفاد العديد من العلماء للمناطق النيجيرية المختلفة للعمل أئمة في المساجد، والتدريس في المراكز العلمية الدينية بها، كما يتم إرسال الكتب والمراجع التي يحتاجها الدارسون، كما أسس الأزهر المعهد الأزهري في مدينة "كانو" النيجيرية.
وأثرت الزيارة التاريخية للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إلى نيجيريا في مايو عام 2016 بشكل إيجابي كبير في مجال العلاقة مع نيجيريا، والتقى خلالها بالرئيس النيجيري محمد بوخاري؛ لمناقشة سبل مواجهة الفكر المتطرف، ويرسل الأزهر القوافل الطبية والإغاثية لنيجيريا للتخفيف من معاناة المتضررين.
المركز الثقافي المصري بكانو
أنشأت وزارة التعليم العالي المركز الثقافي المصري في نيجيريا في 16 أبريل سنة 1962 بهدف توطيد الصداقة والعلاقات الثقافية بين شعبي مصر ونيجيريا، وكان المركز وقت الإنشاء في مدينة لاجوس (العاصمة في ذلك الوقت) ونقل إلى ولاية كانو في الشمال عام 1964.
تعاون إعلامي
كانت الإذاعات الموجهة أول أداة تواصل إعلامي بين مصر والشعب النيجيري، منذ إنشائها في عام 1953، وكان من بينها الإذاعات الموجهة لغرب إفريقيا ونيجيريا بلغات الهوسا واليوربا والبامبرا والولوف، إضافة إلى اللغات الأخرى المستخدمة في هذه المنطقة وهي الإنجليزية والفرنسية والعربية، ومازالت بعض الإذاعات الموجهة تصل لنيجيريا والدول الإفريقية، ويوجد مكتب إعلامي في سفارة مصر في أبوجا تابع للهيئة العامة للاستعلامات، يتولى العمل على تعزيز العلاقات الإعلامية بين البلدين، والتواصل مع وسائل الإعلام النيجيرية، وتشجيع زيارات الإعلاميين بين البلدين.
لمحات عن نيجيريا
تضمن كتاب "مصر ونيجيريا" 5 فصول كاملة في باب حمل عنوان "لمحات عن جمهورية نيجيريا الاتحادية" واشتملت هذه الفصول على بيانات أساسية كالتاريخ والجفرافيا والسكان وغير ذلك، ثم النظام السياسي النيجيري والمؤسسات الاتحادية وعلى مستوى الولايات، ثم فصل عن الاقتصاد النيجيري، أكبر اقتصاد في إفريقيا من حيث حجم الناتج المحلي الإجمالي، ثم السياسة الخارجية لدولة نيجيريا خاصة في منطقة غرب إفريقيا وفي القارة عمومًا وفي النطاق الدولي، ثم الثقافة والإعلام، مع تفصيل موسع عن السينما النيجيرية إحدى أهم مراكز الصناعة السينمائية في العالم حاليًا.
فيديو قد يعجبك: