- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
بقلم - ممدوح صلاح :
من كام سنة، تصدر عناوين المواقع الثقافية والفنية خبر مهم عن عودة (آل باتشينو) للمسرح، المرة دي من خلال مسرحية (سالومي) لأوسكار وايلد .. في خطوة كانت أشبه بمشروع شخصي لآل باتشينو .
والناتج النهائي كان شديد الإخلاص لعالم الكاتب، وواضح فيه حالة العشق للنص ومؤلفه والرغبة في إفساح المجال لقوة النص الشعري في التعبير عن نفسها بإختزال باقى العناصر المسرحية التانية.
بظهور العرض المسرحي للنور كانت ردود الفعل شديدة التباين، ما بين مؤيد للتجربة وجمالياتها، وما بين رفض شديد الحدة. والسبب هو اختيار جريء قام بيه (آل باتشينو) ومخرجة العرض بتنفيذه كقراية على المسرح يؤديها الممثلين بملابس معاصرة وفي ديكور شديد التجريدية.
والقصة من بدايتها إن (آل باتشينو) كان بيخطط لثلاثة أعمال فنية متصلة إستناداً على العرض، أولها هو المسرحية نفسها كما عرضت للجمهور مباشرة، وثانيها هو فيلم وثائقي بعنوان (وايلد سالومي) صدر في (2011) وأخرجه بنفسه بيشرح فيه تفاصيل العرض الفنية والإنتاجية وبعض جوانب حياة (أوسكار وايلد) نفسها، والثالث – وهو الأهم – هو فيلم درامي مؤدى على المسرح قام بتصويره بالتزامن مع فترة العرض الجماهيري، بالتعاون مع مدير التصوير الفرنسي (Benoît Delhomme) وبنفس طاقم تمثيل المسرحية.
الفيلم الروائي صدر مؤخراً، وشفته قبل مشاهدة الوثائقي اللى بيشرح التفاصيل السابقة، وفي تقديري هو عمل فني ظُلم نقدياً وجماهيرياً .. من الدقايق الأولي بيحرك الفيلم أفكارك المسبقة عن تناول الأعمال الكلاسيكية، وبيخليك تتسائل عن أسباب الإختيارات الفنية للفيلم، وبالأخص الملابس المعاصرة والديكور المختصر في خلفيات ملونة تتغير بحسب الحالة الدرامية للمشهد.
التساؤلات دي بتنقلك في موقع المشاركة مع الفيلم وصياغة دلالاته ، وبتحررك من موقع المشاهد (المستهلك) للمادة المعروضة أمامه اللى عادة بتحاول تقترب من الواقعية وتنفي عن الفيلم صفة الإيهام.
والمثير للإهتمام إن عنصر التغريب في السينما بيرتبط معظم الوقت بالحداثية في السرد والأدوات السينمائية، إنما هنا على العكس تماماً، السرد الدرامي وتتابع المشاهد بيتجه ناحية الكلاسيكية بقوة، بعرض النص المكتوب كما هو بالضبط وبشكل احتفائي.
الأسلوب الإخراجي للفيلم بيعتمد بكثافة على اللقطات المقربة، وهو إختيار جريء آخر، جمل مسرحية طويلة متتالية مع التركيز شبه المطلق على وجه الممثل، لقطات تظهر كل إنفعال أو بادرة إنفعال في مهمة شديدة الصعوبة للممثلين، وبتطلب أداء شديد الدقة والحساسية يختلف بالتأكيد عن التمثيل المسرحي اللى بيعتمد أكثر على لغة الجسد بسبب المسافة بين الممثل والجمهور.. لكن الأسلوب ده علي يد ممثلين موهوبين زي (جيسيكا شاستين) و (كيفين أندرسن) و(روكسان هارت) بينجح في إيصالك للإستغراق التام في تفاصيل الدراما، وتصديق الشخصيات ومآساتها الشهيرة.
القصة الإنجيلية لـ (سالومي) العذراء الساحرة كانت وهتفضل مصدر مهم لإلهام الفنانين، الصورة المجسدة القاسية للإغراء الجسدي والقوة النسوية القاتلة. بتفاصيلها المروية في الإنجيل عن ابنة (هيرودياس) التي ترقص أمام زوج أمها الملك (هيرود) وبتطلب في المقابل رأس (يوحنا المعمدان) على طبق من فضة. ويزيد من حدة الدراما التفاصيل التي أضافها (وايلد) في نصه. اللى بترجع أهميته لجوانب متعددة: من بينها أنه أول من أضاف أهمية لرقصة (سالومي) الشهيرة، وجعلها محور النص والمكافأة التي تمنحها للملك وتسحره لدرجة أن تطلب منه ما يخشاه وهو قتل نبي يراه رجلاً صالحاً. وأيضاً قصائد الغزل الممتدة التي يتضمنها العرض من (سالومي) لـ (يوحنا المعمدان) الذى عشقته وكرهته في نفس الوقت لأنه أول من يصدها من الرجال ويقاوم جمالها الآخاذ.
المسرحية اتكتبت أساساً بالفرنسية، ونسبت الترجمة للإنجليزية للورد (الفريد دوجلاس) الصديق المقرب لـ (وايلد)، ولكن الظن الشائع أنها ترجمة (وايلد) نفسه. و اتكتبت في أوج العلاقة بينهما لدرجة أن كثيرين بيعتبروا أن قصائد الغزل بها موجهة بشكل ضمني لهذا الصديق، وده بيضيف لمآساوية القصة من التفاصيل المآساوية لحياة (وايلد) نفسه.. وتم منعها من العرض في البداية لإستنادها على شخصيات إنجيلية تاريخية.
الفيلم هنا بيحتل أرض مشتركة بين عالمي المسرح والسينما، وده لا يعتبر سابقة في حد ذاته، لكن الأساليب المتنوعة اللى بيحملها وبتتنقل بين العالمين هي اللى بتخليه عمل له خصوصيته وتميزه. الإنتقال بحرية بين الكلاسيكية والتجدد، والإخلاص للنص مع تنفيذه بنزعة تجريبية، والإلتزام بالحسية المكتوبة بحسية مماثلة من معانقة الكاميرا لأجساد الممثلين. كل ما سبق يجعله مرشحاً قوياً لمشاهدات من يهتم بالمسرح الحديث أو من يهتم بإعادة الرؤية السينما للنصوص المسرحية على حد سواء، ويجعل هذه المشاهدة تجربة لا تنسى.
إعلان