- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
“إلى الأجيال الجديدة، تذكروا بأن الإنسان تاريخ وموقف، فلا سرَّ يخفى ولا شهادة تموت”، بهذه العبارة افتتح الراحل الأستاذ سليمان فياض (1929 - 2015) كتابه “نبلاء وأوباش”، الذي خصصه للحديث عن المثقفين والكتاب “الشرفاء منهم والسفلة، من آثروا العلو والارتفاع ومن آثروا الانخفاض والتسفل، من ترفعوا عن الصغائر، ويعيشون ويموتون بين المساكين، ومن يعيشون مثل سفلة الشجر والنبات، مثل النمنم الأبيض على الُظفر، ورقط الجرب يتفشى في جسد البعير”.
ورغم أن سليمان فياض لم يذكر الذين تحدث عنهم بأسمائهم، إلا أن القارئ المُطلع على الوسط الثقافي في مصر، استنتج بسهولة من هذا ومن ذاك، وعرف ما يتمتعون به من مهارة فائقة في النصب الثقافي والسياسي واللعب على كل الحبال، ويمكن القول إنَّ ما عرض له الراحل سليمان فياض، يُجسِّد لنا بوضوح نموذجين لأوباش الكتاب والمثقفين المصريين، وهما:
نموذج المثقف الفهلوي، الذي يلعب بالبيضة والحجر، باحثًا عن تحقيق أكبر قدر من المكاسب المادية والشخصية.
ونموذج المثقف المسخ، الذي يتمادى في الانحطاط وبيع الذات والدور والمعرفة، باحثًا عن الثراء والسلطة، فيسلك سلوك الغواني، ويخلع باستمرار قناعاته الفكرية والسياسية حسب كل مرحلة، ولصالح من يدفع أكثر.
ويُلاحظ هنا أن الأستاذ سليمان فياض وهو يتحدث في كتابه عن الأمراض الفكرية والسلوكية للكثير من أهل الفكر والأدب والصحافة الذين عاصرهم وتعامل معهم، كان يتحدث عن شخصيات تنتمي في مجملها لجيل الستينيات، وهو جيل تعلم على يد أساتذة كبار، وأتيح له سياق رصين في التعليم والتكوين، لم يتح لأي جيل بعده؛ حيث بدأ الانحدار المصري في الذوق والأخلاق والمدرسة والجامعة والثقافة، يسير بمعدل كبير منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي.
وقد كشفت التطورات الأخيرة في بلادنا منذ ثورة 25 يناير 2011 حتى وقتنا الراهن عن الوضع المتردي الذي صارت إليه الجماعة الأكاديمية والثقافية والصحفية والإعلامية المصرية، ومدى التناحر فيما بينها والصراع على مكتسبات شخصية، وعزلتها المروعة عن المجتمع الذي تعيش فيه، وعن الهموم الحقيقية للناس، والتحديات والمخاطر التي توجه الوطن، بما أدَّى إلى ضعف تأثيرها في المجتمع، وتضاؤل ثقلها في ميزان السلطة وصانعي القرار، وواضعي السياسات العامة للدولة.
كما كشفت هذه التطورات عن الكثير من الأمراض التي استوطنت النخبة المصرية، وحالت دون قيامها بدورها التنويري وتفاعلها الإيجابي مع واقعها وسياقها الإنساني والاجتماعي؛ كالنرجسية المفرطة، والتمركز حول الذات وتصوراتها غير الواقعية ومصالحها، والرومانسية الثورية، وأوهام النخبوية والمبالغة في تقدير أهمية الدور والمكانة، وأخيرًا الازدواجية بين القول والفعل، وهو أكثر الأمراض شيوعًا بين المثقفين، لأن أغلبهم يقولون ما لا يفعلون، ويريدون أن يجعلوا من أقوالهم وكتاباتهم أداة لتغيير كل الناس إلا أنفسهم.
وأظن أننا اليوم نعيش ذروة التردي في مجتمع النخبة المصرية، ويتضح ذلك من حالة التناحر الشديد فيما بينها في معارك صفرية على مكتسبات شخصية، وفي إثارة بعض رموزها لمعارك فكرية زائفة، لا غرض منها إلا لفت الأنظار إلى أصحابها، وجعلهم نجومًا إعلامية، عبر ضرب الثوابت والرموز الوطنية والدينية.
وكذلك من موقفها المؤيد أو المعارض لنظام الرئيس السيسي؛ فبعض المؤيدين له على طول الخط، "كذابين زفة" ورجال لكل العصور والأنظمة، وهم يسحبون من رصيد النظام عند الناس، دون أن يمتلكوا من الإخلاص والمقومات الفكرية الحقيقية، ما يمكنهم من أن يقاتلوا بصدق من أجل أن يدفعوا عنه مكرًا أو عدوًا.
أما المعارضون، فبعضهم يعارض لمجرد المعارضة، لأنه خلق – كما يقول - لكي يقول “ لا “ لكل أشكال السلطة، وبعضهم يعارضه ارتزاقًا، وهو يعرف ثمن شرائه وصمته الذي ينتظره من النظام، وبعضهم يعارض عن حماقة وسوء تقدير وشخصنة مقيتة، ويتمادى في الحماقة فيسعى لتصفية حسابه مع السلطة في حضرة دماء الشهداء وفي لحظة وطنية حزينة، لا يجوز فيها إلا المواساة أو الصمت، وأقل القليل من يعارض لوجه الله والوطن والحقيقة.
وخلاصة القول، إن مصر في هذه اللحظة المصيرية من تاريخها وفي ظل التحديات والمخاطر والتهديديات التي تواجهها، تحتاج إلى نخبة جديدة، يقل فيها الأوباش والانتهازيون والحمقى، ويزيد فيها النبلاء الوطنيون المخلصون، الذين يضعون الصالح العام وثوابت الوطن وأمنه القومي نصب أعينهم عندما يؤيدون أو يعارضون.
إعلان