- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
محمد شعير
الأسبوع الماضي مرت ذكرى صلاح عبد الصبور (مايو 1931- أغسطس1981)، رغم أن صاحب "الناس في بلادي" لا يحتاج إلى مناسبة لاستذكاره والكتابة عنه. هو رغم حياته القصيرة - كان ولايزال - فتاح سكك كبير في الأدب العربي. وليس من المبالغة القول إنّه أتعب من جاء بعده. لم يستطع كاتب مسرح أن يتجاوز منجزه من المسرح الشعري الذي لم يتعدَ خمس مسرحيات. لا تزال «مأساة الحلاج»، و«مسافر ليل»، و«ليلى والمجنون»، و«بعد أن يموت الملك»، و«الأميرة تنتظر» درراً في المسرح الشعري العربي المعاصر، وكذلك دواوينه الشعرية!
ظهر صلاح عبد الصبور في وقت كان فيه كل شيء يتنفس سياسة، زمن الزحف المقدس الذي تناسبه بلاغة الأشعار. لكن صلاح ابتعد عن ذلك. اعتبر أنّ الفن هو «امتلاك ناصية الحلم». اختار الصوت الخفيض، البلاغة العارية، بل كان مهتماً في الأساس بـ «كسر رقبة البلاغة العربية» وفق ما وصفته «جامعة أوكسفورد» في تقرير لها عن أهم مائة شاعر خلال القرن العشرين. لم تكن البلاغة الخافتة، أو الدرامية أو لغة الحياة اليومية هي فقط ما ميز صلاح عبد الصبور، بل قدرته على تحويل المسار إلى قبلة، كما يقول جابر عصفور: «إنه يبدأ من حيث انتهى السابقون. لا ليسير في الطريق الذي ساروا فيه، بل يخط لنفسه طريقاً جديداً، ويقتحم بشعره فضاءات مغايرة. فضاءات تحمل من غوايات التحول ما يغري الآخرين بالاتجاه إليها والانجذاب إلى وعودها».
كان صاحب «شجرالليل» طفلاً منطوياً، قالت له أمه إنّه لم يعرف البكاء في طفولته، إلا حين كان يطلب حاجة أو يبلل نفسه. كان إذا رفعوه ارتفع، وإذا حطوه انحط. عندما صار صبياً، لم يعرف سوى البكاء، ربما انتقاماً لسنوات صمته. يبكي كلما قرأ قصة عاطفية أو مأساة غرامية، يبكي ليلة من لياليه مع «ماجدولين» في رواية «تحت ظلال العنكبوت». وفي ليلة أخرى، يبكي «سلمى كرامة» في «الأجنحة المتكسرة» لجبران خليل جبران. وفي ليلة ثالثة، يبكي مع عذاب «سيرانو دو بيرجوراك»، أو مع هذا العاشق الضعيف المغمى عليه دائماً: قيس بن الملوح!
فى صباه، تحديداً في العام 1944 كما قال في مذكراته المجهولة التي لم تنشر في أيّ من أعماله، كتب قصيدته الأولى يشكو فيها العالم:
«كرهت الحياة كرهت الحياة/ وبعد الحياة كرهت البشر/ ويقسو الزمان على العبقري/ أهذا جزاء أديب شعر/ وشعري يقل وعزمي يذوب/ وعمري الثلاث وزدن العشر».
هكذا بدأ صلاح عبد الصبور الكتابة، التقت أيامه «في جدائل الشعر وزنارات الخصر» كما يقول بعدما «عاش أعواماً، طولاً وعرضاً، واقعاً ووهماً، وعرف فيها الفقر واليسر، والسجن والحرية، والإخفاق والنجاح، والرحلة والاستقرار، ورهن قلبه عند العيون الخضر تارة، والزرق تارة، والعسليات تارة أخرى والسود مرات ومرات». في يومه الأول في الجامعة، التقى بها، ولأجل عينيها راح يكتب الشعر. قصيدة كل أسبوع، فقط ليلقيها في الندوة الأدبية التي كانت من روادها. يقول عبد الصبور: «لن أنسى فرحتي يوم قالت لي بصوت خافت وتعبير يختفي وراء الذكاء والحياء معاً إنها تشعر بما أشعر به. كنت في ذلك اليوم أسعد أهل الأرض جميعاً، طفت القاهرة من شرقها إلى غربها، وركبت عشرات الأتوبيسات، وجلست في عشرات المقاهي، وقبّلت أصدقائي جميعاً». لكن ككل قصص الحب، انتهت قصة ابن السادسة عشر. بعد تسع سنوات التقيا مرة أخرى، ليكتشف عبد الصبور أن «بيننا هوة عميقة»، لكن القصة ألهمته قصيدته «العائد»: «طفلنا الأول قد عاد إلينا بعد أن تاه عن البيت سنينا/ جاء خجلان… حيياً وحزينا».
لفتت القصيدة، ومع قصائد أخرى أنظار النقاد إلى الموهبة الشابة، ليبدأ الطفل الريفي الخجول رحلة المجد بعدما التقى الشاعر كامل الشناوي والناقد لويس عوض. التفتا إلى تلك الموهبة الجديدة ذات النبرة المختلفة عن السائد. من الأول، تعلم صداقة «الليل والحياة والفن».
أما الثاني، فكان «الناصح والمعلم، المؤمن بدور الثقافة الاجتماعي، والعاشق للموسيقى الكلاسيكية، ونشدان تجديد الأدب العربي». أشياء ظل صلاح حريصاً عليها دائماً في الحياة والشعر.
كما المسيح والحلاج وأبو العلاء المعري… كان صلاح مهزوماً يحمل صليبه، وهكذا حالنا الآن حيث «الشر استولى في ملكوت الله». عندما تراجعت «ثورة 25 يناير»- مؤقتا- بوعودها وأحلامها، كان صلاح يسير معنا. نقول ما قاله يوماً: «هذا شعارنا/ لا تبكنا أيّها المستمع السعيد/ فنحن مزهوون بانهزامنا».
إعلان