- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
في دفاع الفيلسوف والكاتب الفرنسي فولتير (1694-1778) عن قيمة حرية الرأي والتعبير قال مقولته الشهيرة " قد أختلف معك في الرأي ولكنني على استعداد أن أموت دفاعاً عن رأيك"، وهي مقولة تعبر عن فلسفة الوجود والتعايش المشترك وسبل التقدم لأي أمة.
ورغم أن فولتير واحد من رموز عصر النهضة الأوروبية، وعاش فيما تلا العصور الوسطى الظلامية بما شهدته من محاكم تفتيش قمعية أودت بحياة الكثيرين من المفكرين والفلاسفة، إلا أنه ناله بعض التنكيل سواء بالسجن أو النفي خارج البلاد بسبب مواقفه.
وفي تاريخ الدولة الإسلامية لم يختلف الأمر كثيرا عن أوروبا في العصور الوسطى، فقد شهدت الدولة الإسلامية مئات الحالات من التكفير للعلماء والمفكرين والفلاسفة والشعراء، وتعرض كثير منهم إلى أبشع صنوف العذاب والسجن والنفي والقتل والحرق والصلب، وكل ذلك أخذا بالظن والتفتيش في النوايا، أو بالأحرى فإنه كان عقابا على مجرد الاختلاف مع الحاكم، أو القول برأي لا يوافق هواه، فكم من حكام سفكوا الدماء تحت ذريعة حماية الدين، والدين منهم براء، ومنحوا أنفسهم لقب أمير المؤمنين وهم لا يستحقونه.
تذكرت كل هذا وأنا إتباع قرار مجلس تأديب جامعة السويس بعزل الدكتورة منى برنس الأستاذ بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب، بذريعة خروجها عن مقتضى الوظيفة الجامعية، وتجاوزها حدود الحرية الشخصية إلى مخالفة قانون تنظيم الجامعات بنشرها سلوك الرقص للعامة، من خلال فيديو راقص لها على صفحتها الشخصية على فيس بوك.
ورأت الجامعة الموقرة أن سلوك منى برنس يخالف قانون الجامعات الذي يلزم عضو هيئة التدريس بالحفاظ على سلوكه وحسن السير والسمعة، وأنها تشغل وظيفة لها هيبتها ومكانتها، وما فعلته يعد سلوكا مشينا، وغير مقبول، يؤثر بشكل سلبي على مكانة هذه الوظيفة.
الحقيقة أن مبررات جامعة السويس لعزل منى برنس لا تختلف كثيرا عن مبررات التنكيل بأصحاب الرأي المخالف في أوروبا العصور الوسطى، أو في فترات الاضمحلال في تاريخ الدول الإسلامية، فالتنكيل في الحالات الأولى كان بذريعة حماية الدين والمعتقدات، والتنكيل الآن بذريعة حماية القيم والأخلاق، وهيبة الوظيفة الجامعية. إلا أن السبب الحقيقي في جميع الحالات ومع اختلاف العصور هو رفض الآخر، وعدم احترام حرية الرأي والتعبير، ورغبة البعض في تنصيب أنفسهم حماة لكل شيء بالباطل.
والحقيقة الثانية أن الجامعات مكان للعلم والبحث العلمي، والبحث العلمي هو أساس أي تقدم ونهضة حقيقة بصورة عامة، وأبرز مقومات تقدم الجامعات على مستوى العالم، بصورة خاصة، وهو قائم بالأساس على حرية التفكير، وإطلاق المجال للإبداع والخيال، ومثل هذا المناخ السائد في جامعة السويس الذي يعاقب أستاذة جامعية لمجرد نشرها فيديو راقص، لا يتيح حرية تفكير أو إبداع أو بحث علمي أو تقدم، وليس أدل على ذلك من خلو قوائم ترتيب الجامعات عالميا من اسم جامعة السويس.
أما الحقيقة الثالثة، فإن السلوك المشين لعضو هيئة التدريس قد يكون الإهمال في عمله، أو الاستخفاف بمستقبل الطلاب، أو التقصير في التحصيل العلمي وتقديم بحوث ذات قيمة عالمية، والأمر المشين هو مستوى خريجي الجامعات المصرية، وتراجع ترتيب تلك الجامعات عالميا، وتدني أجور أساتذة الجامعات، والتصرف المشين هو عزل أستاذة جامعية لمخالفتها المنظومة القيمية الرجعية للقائمين على الجامعة، في تصرف لا يختلف كثيرا عن تصرف إدارة جامعة تنتمي لحزب النور السلفي.
وأخيرا، فإن الدكتورة منى برنس أعلنت أنها ستلجأ للقضاء الإداري طعنا على قرار الجامعة، فماذا لو أنصفها القضاء وألغى قرار عزلها؟ هل سيعترف رئيس الجامعة بالخطأ ويستقيل، أم سيماطل في تنفيذ الحكم، لأنه ضد أفكاره وتصوراته الشخصية عن القيم والأخلاق؟
إعلان