- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
عادت الحكومة الروسية في موسكو تدور معنا في ذات الدائرة التي يفضل الروس الدوران في داخلها، منذ أن سقطت الطائرة الروسية فوق سيناء أكتوبر ٢٠١٥، فتوقفت من بعدها حركة السياحة القادمة من هناك إلى شرم.. ولا تزال!
والقصة على مدى فصولها صارت غريبة ومثيرة فعلاً، كما أن متابعتها أصبحت مغرية لكل الذين يترقبون أي جديد فيها، ويبحثون عنه على الجانب الروسي، مع كل حلقة جديدة من حلقاتها، فلا يكادون يقعون على شيء، ولا يكادون يعثرون على شيء له قيمة، اللهم إلا كلمات وعبارات غير محددة المعنى، وقد تحتمل أكثر من معنى، كما سوف نرى حالاً!
وقد كانت البداية في أكتوبر الماضي، عندما التقى الرئيس السيسي بالرئيس الروسي بوتين في العاصمة الروسية موسكو، فقال الأخير عندما سألوه عن الموعد الذي ستعود فيه سياحتهم المتوقفة إلى شرم الشيخ إن ذلك سوف يكون: قريباً!
ومرت الشهور من أكتوبر ٢٠١٨ إلى آخر إبريل ٢٠١٩، عندما التقى الرئيسان مرةً أخرى على هامش قمة "الحزام والطريق" التي انعقدت في العاصمة الصينية بكين، دون أن تعود حركة السياح الروس إلى شرم، كما كانت قبل حادث الطائرة، فهذا معناه أن كلمة "قريباً" لها معنى لديهم يختلف عن المعنى الذي عشنا نعرفه في لغتنا العربية، بل في كثير من اللغات الحية!
وفي هذه القمة الصينية الأخيرة، لم يتغير حديث بوتين من حيث مضمونه حول الموضوع نفسه، عما كان عليه في قمة موسكو بين الرئيسين، فالشكل فقط هو الذي طرأ عليه تغيير.. وكان التغيير في كلامه منحصراً في أنه أشاد بجهود الحكومة في تأمين المطارات المصرية، وفي أنه وصف ما قامت به الحكومة من جهد في هذا الاتجاه بأنه جهد يدعم خطوات استئناف حركة السياحة إلى شرم من جديد!.. ثم ماذا؟!.. لا شيء.. متى؟!.. لا شيء كذلك، ولا إجابة واضحة!
وحقيقة الأمر فإن إبداء إعجابه بما قامت به الحكومة في تأمين المطارات وإشارته إلى أن ذلك سيدعم كذا، وكذا، لا يختلف من حيث الجوهر فيه عن إعلانه قبل ستة أشهر عن أن السياحة ستعود: قريباً.. ففي الحالتين نجد أنفسنا أمام وعود من النوع الذي لا رصيد له في أرض الواقع، أو من النوعية التي تبدو- عند البحث عن حصيلة لها- كأنها شيك بدون رصيد!
وما بين أكتوبر وآخر إبريل، كان هناك شيء ثالث يضع الأمر كله في سياق واحد، وكان هذا الشيء هو زيارة قام بها سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي إلى القاهرة، وكان ذلك يوم ٥ إبريل، وقد التقى وقتها بالوزير سامح شكري.. وبعد جلسة من المباحثات بينهما، خرج لافروف على الصحفيين ليتكلم عن مباحثاته مع شكري، فلما سألوه عن موعد عودة سياحتهم الغائبة كان جاهزاً بالرد، فقال بأن ذلك سوف يكون: في أسرع وقت!
وليس هناك فارق كبير، ولا حتى صغير، بين كلمة "قريباً" التي عبّر بها بوتين عما أراد أن يقوله، وبين عبارة "في أسرع وقت" التي كانت حاضرة على لسان وزير خارجيته!.. لا فرق.. فالكلمة تشبه العبارة في قدرتهما على التعبير الغائم عن قضية في غاية الوضوح!
نسيت أن أقول أن الرئيس الروسي حين أشاد بجهود الحكومة المصرية في تأمين المطارات، وحين قال إن ذلك سيدعم استئناف حركة السياحة، لتعود كما كانت قبل الحادث، قد استدرك ليقول بأن الاستئناف سيكون: بعد انتهاء المشاورات الفنية الجارية بين الجانبين!.. وهذه العبارة الأخيرة تظل من النوع نفسه من الكلمات والعبارات التي تنتمي إليها كلمته في أكتوبر، وعبارة وزير خارجيته في الخامس من إبريل!
لا أتهم بوتين ولا لافروف بسوء النية، فالله حده أعلم بالنوايا، ولكني أتهمهما بالتسويف المتواصل في قضية لا تحتمل تسويفاً، ولا فصالاً، ولا مساومة، لأن النتيجة أن شرم دفعت الثمن، ولا تزال تدفعه، ولأنها تدفع ثمن شيء لا تعرفه، وتتلقى عقاباً على جريمة لم يتبين إلى هذه اللحظة أن لها يداً فيها!
كان الله في عون شرم، وهي تتعامل مع أصدقائها الروس، أما أعداؤها، فمصر كفيلة بهم.
إعلان