- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
لقد ذهبنا إلى النوم في عالم، واستيقظنا من سُباتنا في عالم آخر مختلف تمامًا..
فجأة خرجت ديزني لاند عن السحر؛
باريس لم تعد رومانسية.
وليالي فيينا لم تعد هي ليالي الأُنْس..
أوروبا لم تعد أرض الأحلام..
سويسرا بجمال طبيعتها أصبحت مهجورة..
ولندن لم تعُد المدينة التي تجذب السياح..
أمريكا لم تعد حلم المهاجرين..
نيويورك لم تعد مثيرة.. ولا كاليفورنيا.. ولا فلوريدا..
وصالات القمار في لاس فيجاس أغلقت أبوابها..
لم يعد الجدار الصيني حصناً منيعًا..
ومكة أصبحت فارغة..
اختفت الطائرات من السماء..
والسفن واليخوت الفخمة من أعالي البحار..
ودخل السياسيون والفنانون والرياضيون ومشاهير الغناء والرقص وكرة القدم في سجن الحجر الصحي.. وبعضهم قضي عليه الفيروس، وآخرون ينتظرون مصيرا مجهولا..
فجأة أصبح العناق والقبلات أسلحة نخاف منها..
وصار السلام والتصافح بالأيدي خطرًا قاتلًا..
وعدم زيارة الآباء والأصدقاء صار دليل حب!
******
فجأة أدركنا أن لا قيمة فعلية للقوة ولا للمال ولا النفوذ ولا الشُّهرة ولا الحفلات ولا الزواج والطلاق ولا التجارة..
سقطت أسواق المال والأعمال والعملات والأسهم والسندات وبيعت الصُّكوك بثمن بخْس..
فجأة اكتشف الإنسان أن لا قيمة لكل ما يملكه..
لا قيمة للسيارة الفخمة..
ولا التباهي بالراتب الكبير، ولا بالعلاوة ولا العمولات..
ولا التليفون المزخرف، ولا السفر والسياحة..
لا قيمة للجيوش ولا السلاح ولا الصواريخ النووية ولا الطائرات والمقاتلات والسفن الحربية والمدمرات وحاملات الطائرات..
وأصبح أكبر همنا هو أن نحصل على الأكسجين!
******
كل مخلوقات الأرض في البر والبحر وفي الأدغال وفي قيعان البحار والمحيطات وكل الحيوانات تواصل حياتها بشكل طبيعي، ما عدا البشر..
أصبح العالم في الخارج من دوننا نحن- البشر- أجمل وأنقى وأكثر أمنا وأماناً واستقرارًا..
صار العالم أكثر هدوءًا ونقاءً وصفاءً وحبًا وعشقا وغرامًا وابتسامة من دوننا نحن- البشر..!
توقفت الحروب والمعارك وسفك الدماء.. كل الأماكن هدأت، وسكتت، وساد صمت الأموات والقبور أشهر الشوارع والطرق والميادين والمراكز التجارية!
اختفى حُكم البشر وتسلط البشر وأوامر البشر، وحَكَمَ مخلوقٌ تافه لا نراه بالعين المجردة علينا نحن- البشر- بوضعِنا في أقفاص وخلف الجدران والقضبان!
نسي الإنسان أنه مهما علا، وكبر، وتجبر فإنه سيبقى ذلك المخلوق التافه الذي يحط من قدره فيروس لا يُرى حتى بالعين المجردة!.. ونسي الخالق (عز وجل) وأنه مجرد مخلوق من مخلوقات الله..
"وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ".. يس (78).
*****
أعتقد أنها رسالة من السماء للإنسان تقول:
"أنت لست ضروريًا.. انتهت مدة صلاحيتك.. لم تعدْ صالحًا لهذه الحياة الدنيا، فمقياس الأهمية هو إذا ما كنتَ مفيدًا وصالحا، وقانون الخالق (سبحانه، وتعالى) يقول إن البقاء للأصلح..
ألم تقرأ يا بن آدم قول الحق (تبارك، وتعالى):
"وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ".. الأنبياء (105).
من يتجبر، ويتكبر، ويمشي الخُيلاء، ويستصغر أخاه الإنسان - ليس هو الأصلح أيها الإنسان.
مِنْ يكذب، ويسرق، وينهب، ويغش، ويخدع - ليس هو الأصلح أيها الإنسان.
من يفسد، ويقتل، ويُشَرِّد، ويدمِّر، ويحرق الحرث والضرع، ويسفك الدماء - ليس هو الأصلح أيها الإنسان.
ألم تقرأ يا بن آدم قول الحق (تبارك، وتعالى) في محكم تنزيله:
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ".. البقرة (30).
*****
الفيروس يصفعنا على وجوهنا، ويوقظنا من سباتنا العميق، ويقول لنا:
البقاء للأصلح، وليس للأقوى.. فاترك - أيها الإنسان- عنجهيتك وغرورك وصلفك وجبروتك جانبا، وتوقف عن القتل وسفك الدماء.
توقف عن السرقة وعن ممارسة الكذب والنصب والاحتيال والفساد.
لا تكن مخلوقا يعيث في الأرض فسادًا، ويعبث بالمبادئ والأخلاقيات والمُثُلْ.
كأن صوتًا من السماء يقول لنا: قِف عند حدك؛ لأن الهواء والأرض والماء والسماء بدونك بخير.
الأرض بجبالها الرواسي وسهولها وهضابها وصحاريها وغاباتها، بحرارتها وبرودتها وأنهارها وبحارها ومحيطاتها - بدونك أفضل بكثير من وجودك.
فحتى التلوث اختفى باختفائك أيها المخلوق الضعيف الهش..!
وعندما تعود - أيها الإنسان- تذكر جيدا، ولا تنسَ أبدًا أنك ضيفٌ ثقيل على هذه الحياة.. وأنك كما قال خالقك (عز، وجل) في سورة "عبس":
"قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ (22) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23)".
لستم - أيها البشر- سادة الأرض؛ أنتم مجرد ضيوف..! وسلامتكم.
- إعلامي - مدير مكتب جلف نيوزGulf News -أبوظبي
تواصل مع الكاتب على تويتر abdullar57@
إعلان