البيت المائل: الرجل والزواج والطلاق !

هي قصة أي بيت.. رجل يتزوج.. يعيش . يفشل الزواج.. يطلق أو يتطلق ! نعم هذه قصة كل بيت فيه علاقة زوجية بدأت بالقبول، في أقل مستوياتها، وانتهت بعش الزوجية، بناه الرجل غالبا بتعبه وشقاه وأحلامه. التراث المصري في الرقابة على الزواج والطلاق في مصر يناصر المرأة تقليديا، وهذا واجب تعودناه، باعتبار أن الوجدان العام لا يزال يتصور أن المرأة لاتزال هي الست أمينة رزق في أريد حلا ...

للعلم فإن الست أمينة هذه لم تعد قائمة، بل هنالك تطورات عنيفة لحقت بقدرات المرأة المصرية جعلتها الست "أمين"، زادتها صلابة وعنادا ومشاكسة... وتجبرا أحيانا .

نعم توجد سيدات مظلومات مقهورات، وأعرف العديدات، ظلمهن أزواج أندال، بهدلوهن وهجروهن وحرموهن، وأولادهن من النفقة، واستمتع الوغد بإذلال وتجويع أم أولاده... هذا حقيقي ومؤلم ... لكن هل صور التمزق العائلي هذه جديدة؟ أهي قصر على مجتمعنا؟ لماذا يرتبط الطلاق في مجتمعنا بمسلسل من الكراهية والحروب المتبادلة، في ساحات المحاكم، وفي الشوارع؟ إذا كانت هناك حاجة للدفاع عن حقوق المرأة فإن هناك حاجة مماثلة للدفاع عن حقوق الرجل.. الزوج يبني بيتا ليستمر وليسكن وليعيش، وكما يحدث أن تحصل امرأة على زوج مقرف، فإن الرجل أيضا عرضة لأخذ أكبر مقلب في حياته: زوجة أنانية.. أو سليطة اللسان.. أو مستفزة.. أو غير نظيفة.. أو معادية لأهله وبالذات أمه وأخته... أو مسرفة أو بخيلة... هذه كلها وغيرها دواعي نكد وشقاق وصراخ وطلاق .. وخراب... وبدء من جديد على أنقاض حلم تحطم.

حين نتزوج نحن الرجال فإننا نوقع على قائمة منقولات، وخصوصا نحن القادمين من المحافظات، تعودنا على هذا، والقاهريون عادة لا يرغبون، وعند الحزة والجزة، تكون القائمة سندا لحق لا يجدونه. الرجل إذن يريد بيتا بقدر ما تريده المرأة... فلماذا التحامل علي الرجل كل هذا التحامل. لماذا إصدار التشريعات التي تقوض من هيبة ومكانة الأب، لن أستخدم لفظة سلطة الأب في بيته.

كلما تغولنا على حقوق الزوج انتقصنا من سلطة الأب، وهى حاجة لا مفر منها لبناء تماسك أسري وأبناء مهذبين وسيادة الاحترام والمهابة.. المتاجرة بمشاكل المرأة الزوجية يمكن أن يرد عليها ببيع السلعة نفسها. بوسع أي مؤلف دراما أن ينسج لك كيف دمرت امرأة حياة رجل وجننته، وحرمته من أولاده، وأحرقت أوراقه، وباعت عفشه علنا وهدومه علنا.. وأجرت عليه سفهاء لإلقاء الطوب عليه ...

في قصص المظلومية الخيال فسيح ... لا كسيح ... لكن العبرة بالتوازن ... أما القول بأن مسلسلا مفرطا في السادية الذاتية سوف يقلب الأحوال الشخصية وقوانينها في مصر فهو تزيّد، لأن كاتبه ربما هو نفسه شبكة من عقد الصرف النفسي والعقلي.

الرجل زوج وأب والمرأة زوجة وأم.. وحين تصدر التشريعات لنصرة جانب علي جانب فقد جعلت البيت مائلا... ومآله السقوط على رؤوس الجميع.. إلا مؤلف التحريض ... والتفكيك.