نظرة من المستقبل

يشغل التفكير في المستقبل بال الكثيرين ربما أكثر مما يشغلهم عن حياتهم اليومية، بالطبع لا يعلم الغيب إلا الله، والمستقبل في يد الله، ولكن يمكننا أن نقرأ بعض المؤشرات التي تمكننا من توقع المستقبل.

أولا : لقد تسارع الزمن المطلوب لحدوث تغيرات جذرية، فقد كان يستغرق حدوث تغير حقيقي في العالم ما بين خمسين إلى ستين عاماً، ولكن الآن ربما يحتاج تغير التكنولوجيا ما بين 20 إلى 30 عاماً، وبالطبع سوف يكون معدل التغير أسرع في المستقبل ربما لن يحتاج إلى أكثر من عشر إلى خمسة عشر سنة، فهل نحن مستعدون لذلك؟

ثانيا : سوف يتغير في المستقبل نوعية الوظائف، طريقة أداء الوظائف وعدد الوظائف أيضا؛ حيث إن التطور الرقمي سوف يحل محل الكثير من الوظائف.

الآن نشهد العديد من المجالات التي استجابت لهذا التطور الرقمي مثل البنوك والخدمات الحكومية والكول سنتر والنقل الذكي، وبالطبع سوف يكون هناك العديد من المجالات في المستقبل القريب. فهل نحن مجهزون لذلك؟ إن نوعية التعليم للأجيال القادمة يجب أن تتماشى مع احتياجات المستقبل.

ثالثا : يبحث العالم دائماً عن مصادر طاقة نظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وبالتأكيد سوف تكون هناك مصادر وابتكارات أخرى في المستقبل، وبالتالي سوف يكون الاعتماد على تلك المصادر أكثر وأكثر في المستقبل.

رابعا : سوف تختفي السيارات التي تعمل بالوقود خلال السنوات القادمة وتحل محلها السيارات التي تعمل بالكهرباء. اعتبارا من العام ٢٠٣٥ ستصبح السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات الوحيدة المسموح بسيرها على الطرق الأوروبية، ماذا عن مصر، ما هو المستقبل للصناعات المغذية للسيارات وهل يتم دراسة تحويل مصانع تجميع السيارات كثيفة العمالة إلى إنتاج السيارات الكهربائية؟

خامسا : سوف يحل الروبوت في جميع الصناعات محل العنصر البشري، وبالتالي يجب دراسة فرص تشغيل العمال في المستقبل وخلق فرص عمل جديدة لهم، وبالطبع سوف يستلزم ذلك تطوير مهاراتهم.

إن التغيرات أصبحت أسرع مما نتخيل وإذا لم يتم التحرك سريعا جدا لن نستطيع أن نواكب تلك التغيرات، ويجب أن نعلم أن المستقبل سوف يحمل الكثير والكثير من المفاجآت.