إعادة التجنيد الإجباري بالجيش الألماني بين مؤيد ومعارض
(د ب أ):
دعا المؤرخ الألماني ميشائل فولفسون إلى ضرورة إعادة تطبيق التجنيد الإجباري المتوقف في ألمانيا، متوقعًا أن يصبح الجيش الألماني في المستقبل وكأنه جيش مرتزقة حال عدم القيام بذلك.
وقال فولفسون، الذي عمل أستاذًا للتاريخ الحديث بجامعة الجيش الألماني بمدينة ميونخ، في تصريحات خاصة لمجلة "بابليك-فوروم" في نسختها الإلكترونية: "لن يسير الحال بدون تجنيد إجباري أو خدمة إجبارية للرجال والنساء، وإلا سيكون هناك جيش مرتزقة".
وأشار إلى أنه بعد إلغاء التجنيد الإجباري دخل متطرفون إلى الجيش الألماني بشكل متزايد، وقال: "قلما يرغب أحد اليوم في الانضمام للجيش الألماني، باستثناء المثاليين والشباب الذين لم يجدوا مكانا في سوق العمل المدنى المزدهر، وكذلك المتطرفون"، لافتا إلى أن المجموعة الأخيرة هذه تلتحق به بسبب التدريب المجاني على الرماية وتوافر إمكانية الوصول إلى أسلحة.
وأضاف قائلا: "نرى العواقب الآن في (ضابط الجيش الألماني المشتبه في انتمائه للمنظمات الارهابية) فرانكو إيه، الذي يمكن أن يكون مجرد قمة الجبل الجليدي فحسب".
وفي الوقت ذاته، أشاد بوزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين على تعاملها مع حالة فرانكو إيه، الذي ادعى أنه لاجئ سوري، ويواجه اتهامات بالتخطيط لهجوم إرهابي.
وقال: "على عكس أغلب أسلافها لم تخف (فون دير لاين) ذلك. أرفع لها القبعة!" منتقدا ابتعاد كثيرين عن الهدف الأساسي، وهو استئصال كل المتطرفين من القوات المسلحة.
وفي المقابل، عارض حزب الخضر الألماني فكرة إعادة تطبيق التجنيد الإجباري في ألمانيا كوسيلة للتصدي للأفكار اليمينية داخل الجيش.
وقال خبير شؤون الدفاع بالحزب توبياس ليندنر اليوم الخميس، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الألمانية: "من يدعو الآن لإعادة تطبيق التجنيد الإجباري كرد فعل (على واقعة الضابط المتطرف)، لم يفهم أي شيء من المشكلات التي يتعين على الجيش مواجهتها حاليًا".
وأضاف أنه صحيح أن جيش مكون مجندين إلزاميين ربما يكون أكبر حجمًا، إلا أنه لن يكون مناسبًا مع التحديات الأمنية الحديثة، ولن تقل مشكلاته مع اليمين المتطرف بشكل تلقائي".
يذكر أن باتريك زنسبورج النائب البرلماني عن حزب المستشارة الألمانية المسيحي الديمقراطي، اقترح إعادة تطبيق التجنيد الإجباري على خلفية واقعة الضابط فرانكو إيه. الذي يقبع حاليًا في الحبس الاحتياطي بتهمة الاشتباه في انتمائه للمنظمات الارهابية.
وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم معارضتها بشكل واضح لإعادة تطبيق التجنيد الإجباري كرد فعل على اتجاهات يمينية متطرفة ظهرت مؤخرا بالجيش.
وقالت ميركل اليوم بعد محادثاتها مع ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو": "ما يحتاجه الجيش الألماني، هو إمكانية النظر في تطويره".
وأضافت أنه تم اتخاذ قرار أساسي بالنظر إلى إلغاء التجنيد الإجباري في عام 2011، وقالت: "يتعين علينا القيام حاليًا بالإصلاحات اللازمة أيضا لاستمرارية هذا القرار".
فيديو قد يعجبك: