"الجثة" و"اللحظات الأخيرة".. أسئلة بلا إجابات "إلى الآن" في أزمة خاشقجي
كتب - محمد الصباغ:
أنهى بيان النيابة العامة السعودية، في الساعات الأولى من فجر السبت، الجدل المثار حول مصير الصحفي البارز جمال خاشقجي، لتظهر الإجابة عن السؤال الأبرز حول نهايته الغامضة.
أعلن النائب العام السعودي أن التحقيقات الأولية التي بدأتها المملكة في موضوع اختفاء الصحفي جمال خاشقجي أشارت إلى أن "المناقشات بينه وبين الأشخاص الذين قابلوه خلال تواجده في قنصلية المملكة في إسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي، ما أدى إلى وفاته".
وأوقفت المملكة 18 سعوديًا "إلى الآن" على ذمة التحقيقات "تمهيدًا للوصول إلى كافة الحقائق وإعلانها، ومحاسبة جميع المتورطين في هذه القضية وتقديمهم للعدالة".
ودخل الصحفي الراحل القنصلية السعودية في إسطنبول التركية في الثاني من أكتوبر الجاري ولم يظهر بعدها، لتبدأ التساؤلات حول مصيره، الذي كشف عنه لأول مرة بعد أكثر من أسبوعين بالبيان السعودي الأخير، وسط تكهنات أخرى كثيرة حول طريقة قتله ومكان جثته وأيضًا ماذا ستفعل أنقرة بعد تفاصيل الواقعة من الجانب السعودي.
أين الجثة؟
لم يتوقف السؤال بعد بيان النيابة العامة السعودية، الذي لم يتطرق إلى مصير جثة خاشقجي، وسط مزاعم سابقة وروايات نقلتها وسائل إعلامية محلية تركية وأخرى غربية عن طريقة مقتله.
ذكرت صحيفة "سبق" السعودية أن المتسببين في مقتل خاشقجي حاولوا التكتم والتغطية على ما حدث داخل القنصلية، ما يشير إلى أن التحقيقات الجارية في السعودية ربما تكشف تفاصيل جديدة بعد تلك المحاولة.
كما ذكرت قناة "السعودية" الإخبارية نقلاً عن مصدر مسئول بوزارة الخارجية نفس التفاصيل، مشيرةً إلى محاولة التكتم على ما حدث داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
وفي ظل عدم تحديد السعودية رسميًا مصير جثة خاشقجي، عاد السؤال مجددًا "أين جمال؟".
وقال مسئولون أتراك يوم الجمعة إن السلطات في أنقرة ترى أنه ربما تم التخلص من الجثة في غابة أو مزرعة قريبة من القنصلية بإسطنبول. كما ذكر المسئولون، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن عملية فحص تُجرى حاليًأ للعينات التي جُمعت من مقر القنصلية ومقر إقامة القنصل ومقارنتها بالحمض النووي لخاشقجي.
كيف انتهت حياة خاشقجي؟
وعمل خاشقجي رئيسًا لتحرير صحيفة "الوطن" السعودية، كما تولى منصب مستشار للأمير تركي الفيصل، السفير السعودي السابق لدى واشنطن.
وأقام بعد ذلك في الولايات المتحدة منذ أكثر من عام، ليبدأ نشر مقالات دورية في صحيفة "واشنطن بوست" انتقد فيها بعض سياسات السعودية في عدد من القضايا المحلية والدولية مثل حرب اليمن والقبض على نشطاء سعوديين بالمملكة.
دخل الرجل إلى قنصلية بلاده في الثاني من أكتوبر، وكانت في انتظاره أمام القنصلية بإسطنبول خطيبته التركية خديجة جانكيز. ولم يُعلن بشكل رسمي مصير الصحفي بعد ذلك إلا في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت.
وكان عدد من وسائل الإعلام الغربية نقل عن وسائل محلية تركية، أن خاشقجي قُتل بداخل القنصلية وتم تقطيع جثته أيضًا. وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" ومعها شبكة "سي إن إن"، الثلاثاء، عن مصادر تركية لم تُسمها أن جثة جمال خاشقجي "قُطعت بعد أن قُتل قبل أسبوعين"، داخل القنصلية السعودية بإسطنبول.
وظهرت رواية أخرى، اليوم السبت، حينما نقلت "سي إن إن" عن مصدر وصفته بأن لديه صلات وثيقة بالقصر الملكي السعودي أن سبب مقتل خاشقجي يعود إلى "الخنق أو الاختناق". كما أشارت إلى أن ذلك جاء خلال شجار اندلع في القنصلية مع عدة أشخاص قابلوه في المبنى.
ماذا ستفعل تركيا؟
منذ الساعات الأولى على اختفاء خاشقجي، أعلنت تركيا أنها ستبدأ تحقيقًا للكشف عن مصيره. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تعتبر الكشف عن مصير خاشقجي مسئولية على عاتقها، وذلك قبل أن تعلن السعودية رسميًا تفاصيل ما حدث للصحفي الستيني الذي يحمل جنسيتها.
لم تصرح تركيا على لسان أي من مسئوليها بعد بيان النيابة العامة السعودية، إلا أن تصريحًا للمتحدث باسم الحزب الحاكم "العدالة والتنمية" عمر جليك، أشار إلى أن أنقرة تجري تحقيقًا مستقلاً حول خاشقجي "نحن نجري تحقيقنا المستقل، وتحقيقًا آخر بالتنسيق مع الجانب السعودي".
كما لفت إلى أن تأكيد السعودية على مقتل خاشقجي سيزيد من سرعة المرحلة التالية، متابعًا بحسب ما نقلت عنه وكالة "الأناضول" التركية الرسمية أن العالم يترقب أمورًا كثيرة مثل "المسؤولين عن تنفيذ عملية القتل، والجهة التي أمرت بتنفيذها".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول تركي وصفته بالكبير، أن المحققين الأتراك سيعرفون تفاصيل ما حدث لجثة الصحفي السعودي في فترة "ليست طويلة" على الأرجح.
فيديو قد يعجبك: