مستشفيات الأطفال في أمريكا تواجه نقصا شديدا في الأدوية
واشنطن - (د ب أ)
وسط الضغط الذي تفرضه جائحة "كوفيد 19" على نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، تظهر مشكلة ملحة أخرى تتمثل في نقص عدد من الأدوية الضرورية في مستشفيات الأطفال بمناطق مختلفة من البلاد.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء في تقرير لها أنه في واشنطن، وعلى بعد أربعة أميال فقط من مبنى الكابيتول الأمريكي، يضطر مستشفى للأطفال في بعض الأحيان إلى التواصل مع المراكز الطبية القريبة لمعرفة ما إذا كان بإمكانها توفير العلاجات اللازمة لمرضى السرطان من الأطفال.
وفي شيكاغو، هناك بعض النقص أيضا في دواء يسمى "إبينفرين"، الذي له استخدامات متعددة، بما في ذلك ضبط معدل ضغط الدم ، مما يتطلب في بعض الأحيان من مستشفى الأطفال هناك إعادة العمل على بروتوكولات توصيل الأدوية الخاصة به بالكامل كل بضعة أيام.
ويقول صيادلة المستشفيات إن هذه الأمور ليست نادرة الحدوث ولها تكلفة، حيث قد يتأخر العلاج في بعض الحالات ، وقد تجد المستشفيات نفسها في كثير من الأحيان مضطرة لإعادة ضبط الجرعات المخصصة في البداية للبالغين، مما يزيد من فرصة حدوث أخطاء.
والآن، يشكل 11 مستشفى للأطفال تحالفا جديدا يهدف إلى الحد من آثار الإمدادات غير المستقرة، والتحول إلى شركة نشأت من جائحة "كوفيد 19".
وقال كيرت نيومان، الرئيس التنفيذي لمستشفى "تشيلدرنز ناشيونال" في واشنطن: "موظفونا وفرقنا دائما في وضع جيد، لكن هذا الأسبوع اضطررنا إلى النظر إلى الخارج للتأكد من توفر الإمدادات لدينا ... الأمر ليس كما لو أنه يمكنك بسهولة ان تحصل على نسخة للبالغين من هذا الدواء وتعديلها لاستخدامها مع الأطفال. ويتطلب هذا الكثير من العمل".
وبدأ تحالف مستشفيات الأطفال عمله رسميا في معالجة النقص الشهر الماضي. وتتوقع تلك المجموعة التركيز في وقت مبكر على مسكنات الألم والمهدئات وإدارة التغذية وضبط معدل ضغط الدم.
وتأسست شركة "فلو كورب" ، ومقرها ريتشموند بولاية فيرجينيا ، العام الماضي من قبل مجموعة من المديرين التنفيذيين في مجال الأدوية. وفي مايو، منحتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب 354 مليون دولار للمساعدة في إنتاج علاجات "كوفيد 19" المصنوعة في الولايات المتحدة. والهدف الجديد للشركة هو بدء عملية تقديم العلاجات المطلوبة إلى المستشفيات في غضون عام ، وفقا لإريك إدواردز ، المؤسس المشارك للشركة ورئيسها التنفيذي.
وقال إدواردز إنه بمجرد أن تقدم المستشفيات قائمة بالأدوية التي تواجه نقصا، ستقرر الشركة ما إذا كانت ستسعى للحصول على موافقة تنظيمية لإنتاج بعض أو كل الأدوية نفسها أو التعاقد عليها من الخارج. وقال إنهم سيعملون من خلال اتفاقيات شراء طويلة الأجل تمنح الشركة بعض الاستقرار المالي الذي سيسمح للبرنامج بالتوسع.
وقال مسؤولو المستشفيات إن التغييرات لا يمكن أن تأتي قريبا بما فيه الكفاية.
وكان نقص الأدوية يمثل مشكلة بغض النظر عن عمر المرضى لأكثر من عقد ، لكن احتياجات الأطفال يمكن أن تكون أكثر دقة من احتياجات البالغين، فلا يمكنك إعطاء الرضيع نفس جرعة طفل صغير أو عمره 10 سنوات، على سبيل المثال. ويمكن أن تحدث أخطاء عندما تحدث التغييرات بانتظام وقد يتعين تأخير رعاية المرضى حتى وصول شحنة الأسبوع التالي.
وقال إريك بالمير ، نائب الرئيس وكبير مسؤولي الصيدلة في "تشيلدرنز ناشيونال": "نميل إلى توفير الأدوية في أي مكان من خمسة إلى سبعة أيام في أي وقت ... ولكن مع هذا النقص ، يمكن أن تنخفض (المدة) من خمسة إلى سبعة أيام إلى يومين أو يوم واحد ، وعندما نصل إلى هذا المستوى ، فإننا نعمل بجهد حتى لا نهبط إلى الصفر".
وقال بالمير إن لدى المستشفى فريق عمل يجتمع أسبوعيا بشأن هذه القضية، وأوضح أن هناك أوقات يتصل فيها بالمستشفيات القريبة ليسأل عما إذا كان لديها دواء معين للحصول عليه. وقال بالمير: "الأمر مثل الجار الذي يطلب (من جاره) كوبا من السكر".
وقال دوجلاس هوكينز، رئيس مجلس إدارة مجموعة أورام الأطفال، وهي منظمة لأبحاث السرطان ، إن أحد العلاجات الكيميائية غير المتوفرة حاليا هو البديل الوحيد المتاح لحوالي 10% من الأطفال المصابين بالنوع الأكثر شيوعًا من سرطان الأطفال ، وهو سرطان الدم الليمفاوي الحاد.
وإحدى العقبات التي تجعل نقص الأدوية بمثل هذه الصعوبة بالنسبة لمستشفيات الأطفال هي سوق الأدوية نفسه.
كما أن ميزانيات المستشفيات تعد أيضا ضحية أخرى لنقص الأدوية. فعندما تضطر الصيدليات في مستشفيات الأطفال إلى استخدام كميات صغيرة من تركيبات البالغين لجعل الأدوية تفيد الأطفال، فإن باقي القارورة التي دفعوا ثمنها بالكامل قد لا يتم استخدامها أبدا.
فيديو قد يعجبك: