إعلان

قاصرون متروكون لمواجهة مصيرهم في مخيم بورنارا في قبرص

09:03 م السبت 19 مارس 2022

مخيم بورنارا في قبرص


(دويتشه فيله)

قطعة خبز على الإفطار وغرف مكتظة ومرافق صحية غير كافية في مخيم بورنارا الذي يستقبل خصوصا 356 قاصرا غير مصحوبين بذويهم ويتكدس به الآلاف. و"تستضيف قبرص، مقارنة بعدد سكانها، أعلى نسبة من طالبي اللجوء" في الاتحاد الأوروبي".

في مواجهة الجدل الذي أثير حول أوضاع المهاجرين "غير الإنسانية" في مخيم بورنارا، توجه رئيس جمهورية قبرص نيكوس أناستاسيادس إلى المخيم الاثنين حيث قال للصحافيين "إنها مأساة أن يتم استغلال هؤلاء الأشخاص الذين ينشدون حياة أفضل بعيدًا عن وطنهم من قبل المتاجرين بالبشر الذين يقدمون وعودًا كاذبة. ومن المؤسف أيضًا أن قبرص، مقارنة بعدد سكانها، فيها أعلى نسبة من طالبي اللجوء بين دول الاتحاد الأوروبي الأخرى إذ تبلغ الآن 5 بالمائة".

بسبب الاكتظاظ، تدهورت الظروف المعيشية لطالبي اللجوء في السنوات الأخيرة في مخيم بورنارا ومعهم أولئك القصر غير المصحوبين من ذويهم وأكثرهم تراوح أعمارهم بين 15 و17 عامًا وقد غادروا وحدهم من بلدان مثل الكونغو والصومال بحثًا عن حياة أفضل أو للفرار من التجنيد في الميليشيات.

مرحاضان وحمام واحد!

بأسف، قالت المفوضة المسؤولة عن حقوق الطفل ديسبو ميخائيليدو بداية آذار/مارس للصحافيين "يتشارك نحو 15 شخصًا غرفة واحدة، وفي أكثر الأحيان يتشاركون الأسرّة، وغالبًا ما ينتهي الأمر بالأطفال إلى النوم على الأرض. ويتعين على الأطفال البالغ عددهم نحو 300 طفل في المخيم أن يتشاركوأ مرحاضين ودشًا واحدًا للاستحمام". وقال بعض هؤلاء الشباب إنهم قد لا يحصلون على الإفطار سوى على قطعة صغيرة من الخبز.

يستقبل المخيم 2535 شخصًا فيما تصل سعته القصوى إلى 1000 شخص، وفقًا لأحدث بيانات وزارة الداخلية. وقال وزير الداخلية نيكوس نوريس على هامش زيارة الرئيس "نُقل تسعون قاصرًا إلى فندق في لارنكا".

في ظل هذه الظروف، احتفلت آن (التي تم تعديل اسمها) وهي في الأصل من في ظل هذه الظروف، احتفلت آن (التي تم تعديل اسمها) وهي في الأصل من الكونغو، بعيد ميلادها السادس عشر في أوائل مارس عندما التقت بها وكالة فرانس برس. في عام 2013، عندما كانت في السادسة من عمرها، فقدت الاتصال بوالدتها التي "غادرت الكونغو إلى فرنسا بحثًا عن حياة أفضل لي ولأختي ولأخي". وأضافت الفتاة بغصة في حلقها بحضور عاملة اجتماعية تشرف على القصر "غادرت كينشاسا للانضمام إليها لكنني لم أعرف إلا عندما وصلتُ أنني في قبرص". بينما يفترض ألا تتجاوز مدة الإقامة وكذلك رعاية القصر غير المصحوبين التي تتولاها الخدمات الاجتماعية أسبوعًا واحدًا، ما زالت آن عالقة في المخيم منذ ثلاثة أشهر.

تقول هارا تابانيدو، مسؤولة الخدمات الاجتماعية: "لقد تجاوزت الأعداد كل توقعاتنا. في عام 2016، استقبلنا 26 قاصرًا غير مصحوبين من ذويهم".

فراغ قانوني

بأسف، قالت إميليا ستروفوليدو، المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في قبرص، في العادة، يوضع هؤلاء الأطفال غير المصحوبين من ذويهم "في مناطق مؤمنة"، لكن العدد المتزايد من الوافدين أدى بالسلطات إلى إيواء بعضهم في أماكن أخرى.

والمشكلة الأخرى التي تواجه مسؤولي الهجرة هي تحديد عمر هؤلاء الشباب الذين تجرى لهم فحوصات للعظام أو الأسنان، وهي ممارسات تعترض عليها منظمات غير حكومية.

قالت ستروفوليدو: "تنطوي هذه الإجراءات على مشكلات أخلاقية بالإضافة إلى هامش خطأ متأصل في الفحوصات الطبية المتعلقة بتقييم العمر".

ويقول دوروس بوليكاربو، الرئيس التنفيذي لمنظمة كيسا غير الحكومية التي تساعد المهاجرين، إن "دور الوصي هو حماية مصالح القاصر. إذا أعلن القاصر نفسه أنه كذلك، يجب على الوصي ألا يشك في ذلك ويبلغ دائرة اللجوء. لقد أدان القضاء هذا التضارب في المصالح مؤخرًا، لكن هذه الممارسة ما زالت شائعة للأسف". وأضاف "عندما يحضر القاصر للمقابلة المتصلة بطلب اللجوء، فإنه يواجه فراغًا قانونيًا. وفي المحكمة عند وجود نزاع، تمثله الخدمات الاجتماعية التي تقوم بتوكيل محام من الدولة لا يمكن أن يعمل في غير صالحها".

تدعو المنظمات غير الحكومية السلطات إلى وضع آلية للإشراف على القاصرين غير المصحوبين من ذويهم ودمجهم والاستعداد للأسوأ للتعامل مع الأزمات المقبلة، لا سيما تلك الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان