إسرائيل والضربة العسكرية المحتملة ضد سوريا (تحليل)
الأناضول
يستعرض ''طه قيوانج''، في مقالته اليوم بصحيفة ''ستار'' التركية، موقع إسرائيل واللوبيات التابعة لها، من ضربة عسكرية محتملة تنفذ ضد النظام السوري، في أعقاب استخدام أسلحة كيماوية في غوطة دمشق 21 أغسطس الماضي.
وأوضح ''قيوانج'' في مقالته التي حملت عنوان ''أين تقف إسرائيل من التدخل العسكري الذي سينفذ ضد سوريا؟''، أن شعوب دول العالم انقسمت إلى شعوب تريد تدخلاً عسكرياً ضد النظام السوري، وأخرى رافضة بشكل تام لمثل تلك الفكرة، وأن استطلاعاتٍ للرأي أظهرت أن الغالبية ترفض أي تدخل عسكري ضد نظام دمشق، متسائلاً في الوقت ذاته عن رأي الشارع الإسرائيلي حيال ما يجري على حدودها الشمال شرقية.
وتابع ''قيوانج''، أن مركز ''غال حداش'' أجرى استطلاعاً مستقلاً لرأي الشارع الإسرائيلي، وأن الاستطلاع المذكور أظهر أن أغلبية الإسرائيليين يدعمون عملية عسكرية تقوم بها الولايات المتحدة والدول الأوروبيّة، فيما أظهر الاستطلاع الذي أجرته شركة ''ماجر موحوت''، أن غالبية الإسرائيليين ترفض أي مشاركة إسرائيلية في أي عملية عسكرية محتملة ضد نظام الأسد.
وأشار ''قيوانج''، أن ''أوباما'' على كل حال، يستعد لإجراء ضربة عسكري ضد نظام دمشق، بالرغم من أن آخر استطلاعات الرأي التي أجريت في الولايات المتحدة الأميركية أظهرت أن 6 أمريكيين من كل10 يعارضون أي عملية عسكرية، أما يهود الولايات المتحدة فأمرهم لا يختلف عن يهود إسرائيل من ناحية الإنقسام ما بين مؤيّد ومعارض، في الوقت الذي دعمت فيه منظمات اللوبي الإسرائيلي والمؤسسات المنضوية تحت مظلتها العملية العسكرية المحتملة ضد نظام الأسد.
واعتبر ''قيوانج'' أن دعم اللوبي الإسرائيلي لعملية عسكرية محتملة ضد نظام الأسد، مسألة في غاية الأهمية، بسبب التأثير الكبير الذي يشكله اللوبي الإسرائيلي على مجلس الشيوخ في ''الكونغرس الأميركي''، متسائلاً عن الأسباب التي ستدفع ''اللوبي اليهودي'' إلى تقديم الدعم المطلوب للرئيس الأميركي في مشرع العملية العسكرية المحتملة، مشيراً أن رئيس رابطة مكافحة التشهير ''أبراهام فوكسمان'' وهي من أكثر الروابط نفوذاً في الولايات المتحدة، أعرب عن دعمه لـ ''أوباما'' في أي عملية تهدف إلى حماية مصالح الأمن القومي الأميركي، كذلك وقف الانتهاكات الوحشية التي يقوم بها نظام دمشق ضد القوانين والأعراف الدولية، في الوقت الذي أيد فيه زعماء عدد من المنظمات المنظوية تحت مظلة اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، الضربة العسكرية المحتملة، بسبب الدعم القوي الذي تقدمه ''إيران'' و''حزب الله'' لنظام دمشق.
ونقلاً عن مقالة كتبها ''أندرو تابلر'' الخبير بشؤون البلاد العربية والذي يعمل في مركز ''WINEP '' المقرب من إسرائيل، في صحيفة ''واشنطن بوست''، أوضح ''قيوانج'' أن اتساع رقعة الأزمة السورية، يزيد من أهميتها في نظر الإسرائيليين، في ظل العلاقة العضوية التي تربط النظام السوري بإيران، والعداء بين الأسد وإسرائيل، وتصاعد قوة ''مجموعات الجهادية'' في سوريا، وخاصة على المناطق الحدودية مع إسرائيل، وأن كل ما سبق من عوامل، يجعل من الساحة السورية مثاراً لإهتمام اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، والذي يعتبر مسألة حماية إسرائيل من أهم أولوياته، وكذلك اهتمام ''إسرائيل'' دولة وشعباً.
فيديو قد يعجبك: