معاناة مرضى الإيذر في مصر بسبب مضاعفة جمارك الدواء.. (تقرير)
كتبت- علياء أبوشهبة :
معاناة جديدة تضاف إلى المعاناة الدائمة التي يشعر المتعايشون مع فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، والمشكلة تتمثل في أن المتعايشون مع الفيروس يحتاج بعضهم إلى دواء يساعد على تقوية مناعتهم وبالتالي التعايش مع الفيروس لأطول مدة ممكنه، وهذا الدواء تصرفه وزارة الصحة ممول من منظمة جلوبال فاند العالمية لتمويل أدوية مرضى الإيدز والسل والملاريا حول العالم.
كان "مصراوي" نشر تحقيق استقصائي عن أزمات أدوية الإيدز بعنوان "الترياق القاتل متعايشون مع الإيدز يواجهون خطر انهيار المناعة أو الوفاة"، ونظرا لاستمرار مشاكل تأخر الدواء وتغيير نوع الدواء ما يؤثر سلبا على مناعة المتعايشون لجأ بعضهم إلى الحصول على الدواء المناسب لحالتهم من خلال إحدى المؤسسات الأمريكية وهي aidforaids.org وتصرف الدواء بالمجان نظرا لعدم قدرتهم على شراءه لأن الدواء غير متوفر تجاريا في الصيدليات؛ كما أن ثمن علبة الدواء يصل إلى 250 دولار.
مؤخرا زادت قيمة الجمارك التي يتحملها المتعايش فضلا عن إضافة بند جديد اسمه " عرض الصيادلة"، وهو ما يضاعف من معاناة المرضى الذين يتحملون مصروفات الشحن أيضا وغالبيتهم يعاني ماديا بسبب عدم القدرة على العمل نتيجة لمتاعبهم المرضية.
"طارق" اسم مستعار لمتعايش مع فيروس نقص المناعة البشري والذي روى لـ"مصراوي" بسبب رفع قيمة جمارك الدواء وإضافة رسم "عرض الصيادلة"، طارق أصيب بالهلع عقب معرفة إصابته بالفيروس؛ وما زاد من معاناته مشاكل صرف أدوية الإيدز وجربها بنفسه في يوم 25 أغسطس من عام 2015 تناول جرعات الدواء المصروفة من مستشفى حميات إمبابة وتفاجأ بتغيير نوع الدواء بعد شهرين، وأصيب بالكثير من الأعراض الجانبية منها الأنيميا الحادة والاكتئاب والضعف العام.
وتبين أن تغيير نوع الدواء كان خاطئا وعندما سأل طاقم الصيادلة كان الرد "هو ده اللي عندنا" ونصحته بالتوجه إلى السوق السوداء ووجد الأسعار متفاوتة بين 250 و 600 دولار ولم يشعر أنه مضمون فضلا عن التكلفة الضخمة للدواء ويبيعه أفراد وليس صيدليه أو طبيب يمكن الرجوع إليهم فلجأ إلى دواء وزارة الصحة وأصيب بأنيميا حادة.
أضاف "طارق" موضحا أنه يتحمل تكلفة شحن الدواء وقيمتها 89 دولار، ويتم إرسال كمية دواء تكفي لمدة 3 شهور وتخصم من حساب بنكي أنشأه خصيصا لاستقبال الدواء، وبلغت قيمة الجمارك في شهر يناير الماضي مبلغ 492 جنيها ثم زادت إلى 500 جنيها، وحاليا مطلوب دفع مبلغ 750 جنيها قيمة "عرض الصيادلة" وهو بخلاف تكلفة الجمارك والتي زادت لتصل إلى 1080 جنيها وهي تكلفه تقديريه يحددها مأمور الجمارك.
يتعجب "طارق" من زيادة المصروفات وإدخال بند جديد للعرض الصيدلي رغم إنه دواء لمرض مزمن يتم صرفه من خلال وصفة طبية وهو مجاني ممول من جمعية خيريه؛ ويكفي مصروفات الجمارك لماذا يضاف لها المزيد من الأعباء المادية.
المتعايشون مع الفيروس تخوفوا من تقديم شكاوى إلى إدارة الجمارك في وزارة المالية خوفا من التعرض للفضيحة، والبعض عاد لدواء وزارة الصحة لتعود المعاناة مع تغيير نوع الدواء والأنيميا الحاده والاكتئاب وغيرها من الأعراض المؤلمة.
مؤخرا أصدر عدد من المتعايشون مع فيروس نقص المناعة البشري "الإيدز" بيانا للاستغاثة بوزير المالية هاني دميان السابق، بسبب ما سموه "تعنت جمارك القاهرة" وخاصة أن العلاج ممول من منظمة خيريه وليس للاستخدام التجاري.
وأضاف البيان أنه خلال الشهرين الماضيين أُبلغوا من مسؤولين بالجمارك بأن الدواء باهظ التكلفة وعليهم دفع جمارك كبيرة، حسب ما جاء نص استغاثتهم.
وقال أحد المرضى إن الجمارك طلبت منه دفع ثلاثة آلاف دولار مقابل الإفراج عن الشحنة رغم أنه قدم لهم تقريرا طبيا يفيد بأنه مريض، وأن المؤسسة ترسل له العلاج بالمجان، لكنهم رفضوا.
"مصراوي" حاول التواصل مع دكتور مجدي عبدالعزيز، رئيس مصلحة الجمارك، للحصول على رده بخصوص مشاكل المتعايشون مع الفيروس إلا أنه لم يرد.
فيديو قد يعجبك: