عمال النظافة بالمترو.. معاناة يومية تحت الأرض
كتبت - يسرا سلامة:
على سلالم المترو، وبين عشرات من الركاب ذاهبون وعائدون، يقف ''رجب'' ممسكاً بعصا مكنسته البسيطة، و''جاروفه'' صاحب العصا الطويلة ليتمكن من جمع قمامات المارة وسط مترو الأنفاق عليه، وما يحركوه يومياً من ذرات تراب بأحذيتهم، ليتولى ''رجب'' عامل المترو البسيط مسئولية نظافة سلالم المترو فى واحدة من أكثر محطات المترو ازدحاما، محطة العتبة، مقر حركة البيع والشراء فى وسط القاهرة.
''الحمد لله أنا راضى عن كل شئ، ما بيتعبنيش بس غير أسلوب المشرف عليا فى المترو''.. يقول ''رجب'' صاحب السترة الزرقاء، والذى يبدو عليه أنه لم يتجاوز العشرين من عمره، أنه راضى عن حاله كله، يعمل منذ السادسة صباحاً حتى العاشرة مساءاً، فى مواعيد عمل المترو كلها، طوال اليوم يتنقل بين سلالم المحطة ليقوم بعمله، ويتناوب فى العمل بين أدوات النظافة اليدوية والماكينات الحديثة، واللذان يجتمعان فقط على مشقته اليومية .
يشكو رجب من مضايقات بعض الركاب له أحياناً أثناء عمله، وبعض الخناقات التى تزعجه وهو يعمل فى صمت ''أنا مبردش على الناس الكبيرة لما تضايقني أو تقولى كلمة مش ولابد.. لإن ده عيب''.
''رجب'' ليس وحيداً فى معاناة عمال النظافة بمترو الأنفاق، فمثله الكثيرين؛ فعمال النظافة تحت الأرض مثلهم مثل عمال النظافة فوقها، مرتباتهم لا تكفيهم، والأمر يقتضى الوقوف على السلالم بانتظار بضع جنيهات يتكرم بها بعض الركاب ''عشان تمشى المركب''، وفى الغالب لا يطلبون ذلك بأنفسهم مثل المتسولين، لكن وقفتهم فى صمت ونظراتهم، تدفعك للتعاطف معهم.
فيديو قد يعجبك: