في الذكرى الثانية للثورة.. ''متحف الشهداء'' يرحب بكم

كتبت - يسرا سلامة:

مثلهم مثل كل المصريين، كانوا يحلمون بمصر أفضل، يتمنون أن يروا المحروسة كما دوماً كانت من قبل، نزلوا إلى الميادين يهتفون بشعارات الثورة التي يؤمنون بها؛ إنهم شهداء الثورة المصرية التي كرمهم الأحياء منها بإنشاء ''متحف الشهداء'' في قلب ميدان التحرير.

منذ اللحظة الأولى في ''ميدان التحرير'' سيرشدك الكثير من الناس إلى قلب الميدان؛ حيث يقبع ''متحف الشهداء''، وكأنه قبلة لكل زوار الميدان؛ ففي الذكرى الثانية للثورة تصطف صور الشهداء محاطة بالورود على باب المتحف تستقبل زواره بالصور الباسمة لهم، تذكرهم لماذا ضحوا بحياتهم.

ويتكون ''متحف الشهداء'' من غرف صغيرة لا يفصل بينها سوى ''مشمع'' بلاستيك، يغطيه ''سقف'' بسيط من الخشب؛ يبدو أن تم بنائه من تبرعات المصريين، يحمل مع صور الشهداء بعد الكلمات التذكارية التي تركها زوار المتحف إلي الشهداء.

''سلمى''.. أحد زائرات المتحف تقول: ''المتحف عجبني جدا، ولاحظت أن الشعب المصري يتميز بخفة دمه في التعبير عن رأيه، مثل التعليقات التي تركها الزوار للحكومة والرئيس مرسى''، وتتابع ''سلمى'' التي تقول أنها نزلت بعد أن تركت لوالدتها ورقة خوفا من رفضها النزول ''أنا نزلت مرة تانية إلى ميدان التحرير لآن الناس بتموت أكتر من الأول، وللأسف حوادث القطار بتزيد من غير أي محاسبة لأى مسئول فى مصر''.

وفى متحف الشهداء لا يتوقف الأمر فقط عند الشهداء؛ لكن تجد بعض المصريين يكتبون رسائل إلى الدكتور مرسى وإلى الحكومة المصرية، بل وإلى المرشد ''محمد بديع'' لرفض ما أسموه بـ''أخونة الدولة''، الأمر الذى أخذ أيضاُ شكلا كوميدياُ سواء بالرسومات الكاريكاتورية أو التعليقات التي تثبت خفة دم المصريين.

''عادل''.. موظف في العقد الرابع من عمره، تجول في ''متحف الشهداء'' فى ذكرى الثورة، يقول : ''للأسف كل شعارات الثورة التي نادى بها الشباب لم تتحقق ؛ فالعيش للأسف سيء، وأنا نزلت النهاردة مش عشان احتفل لآن الاحتفال بيكون على إنجاز، لكن إيه الإنجاز اللى حصل لغاية دلوقتى ؟!''.

ويتابع ''عادل'' :''أنا حاسس إن دم الشباب دي راح هدر، للأسف فى أسر فى مصر قاعدة في ''أوضة''، وفى شباب وبنات مش لاقيين شغل، والفساد لسه مستشري في البلد زي العنكبوت، واحنا مش عايزين مرسي يمشى، لكن عايزين نشوف إنجازات على الأرض''.

في متحف الثورة تجد ''تأريخ'' كامل لكل الهتافات والتعليقات التي كانت في الثورة على مدار العامين السابقين، بما فيها كل التعليقات الرافضة لمشروع الدستور؛ حيث يوجد أيضأ لكل حدث من أحداث الثورة قسم خاص به؛ فأحداث مجلس الوزراء وأحداث مسرح البالون وغيره تجد لها أقسام خاصة داخل المتحف.