''ليسيه الحرية''.. مدرسة يطاردها ''جرس'' القلق
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
كتبت - إشراق أحمد:
أسابيع قليلة مرت على العام الدراسي الجديد؛ البداية ''الملتهبة'' في عدد من المدارس، والقرارات الاحترازية بمنع الحديث في السياسة، لم تتأثر بها المدرسة الكائنة بشارع محمد محمود؛ فالأحداث ليست جديدة عليها، والحديث بالسياسة ليس عن جدرانها ببعيد.
هنا المدرسة الفرنسية، المبنى الذي شاء موقعه أن يكون بقلب الأحداث، والدراسة تحت لهيب ''الثورة'' تارة، وغياب العدل واندفاع العقل تارة أخرى، وطلاب تظاهروا من أجل مدرسة، وأولياء أمور غرقوا في القلق، وبناء اشتعل بالنيران، وما زالت آثاره عالقة بأذهان طلابه وأولياء أمورهم ومدرسيهم.. هنا ''ليسيه الحرية''.
دهان جديد وأوانٍ زرع وأعمال صيانة، ما شهدته ''الليسيه'' استعدادًا للعام الدراسي الجديد، وإن كانت واجهة المدرسة على حالها إلى حد كبير يظهر بها آثار الحريق والهدم، وطوب أحمر حل مكان نوافذ، وزجاج فصول ما زال يحمل آثار الاشتباك الذي وقع بالأسفل في شارع المدرسة المؤدي من ناحية لوزارة الداخلية و''التحرير'' من ناحية أخرى، بينما كان يتلقى الطلاب بالأعلى الدراسة.
دعوات الاحتشاد بميدان التحرير، واقتراب إحياء الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود ''جرس'' قلق يرافق أولياء أمور طلاب '' الليسيه'' أثناء اصطحاب أبنائهم، يلاحقه صور الأحداث التي شهدتها المدرسة منذ الخامس والعشرين من يناير 2011.
طلاب وحب المدرسة
التظاهر من أجل المدرسة شيء تفخر به ''سارة، فرح، جنا، يمنى''، طالبات الصف الأول الثانوي؛ فكل منهن تأبى ترك المدرسة التي شهدت طفولتهن ومازالت ''عملنا وقفات عشان نرجع المدرسة وعشان الإدارة''، حسبما قالت ''جنا''.
شهد رصيف وزارة التربية والتعليم وقوف طلاب ''الليسيه'' من مختلفي الأعمار وأولياء أمورهم في ديسمبر 2012، للمطالبة بالعودة إلى دراستهم عقب أحداث الذكرى الأولى لـ''محمد محمود'' والتي احترق فيها مبنى المدرسة، وتم اتهام مديرة المدرسة ''نجوى الشرنوبي'' بالسماح للأمن باستغلال المدرسة كمكان لقواته.
شهور مرت على الطلاب بفرع المدرسة بالزمالك، حتى قرروا العودة مرة أخرى لرصيف الوزارة في أغسطس الماضي، لكن هذه المرة بمسيرة اعتراضًا على الفصل التعسفي لـ38 مدرسًا، وعدم الاهتمام بأعمال الصيانة وتغيير إدارة المدرسة.
تلك المواقف وغيرها تتذكرها فتيات الصف الأول الثانوي اللاتي وقفن قبل أيام من استقبال العام الدراسي والعودة إلى مدرستهم، على الرصيف المقابل لجدار المدرسة الجاري بها أعمال الصيانة بأول شارع ''يوسف الجندي'' الذي حمل كلمات ''شارع الشهيد جابر صلاح''.
وقفت طالبات ''الليسيه'' يتحدثون بثقة ومعرفة بتفاصيل عن المدرسة، غلب عليها الحديث عن مديرة المدرسة التي يضيقهم تواجدها '' هي اللي سمحت للأمن يدخلوا المدرسة''، على حد قولهم، دون إغفال لرغبتهم الشديدة في عدم ترك المدرسة على عكس رغبة آبائهم.
''عن نفسي ما أقدرش أسيب المدرسة، إني أتعرف على ناس جديدة دي حاجة صعبة''.. قالتها ''جنا''، مع تأكيدها أن عدد من أصدقائها تركوا المدرسة لكن بالنسبة لها ''الثانوي مش فارق وجود المدرسة أوي لكن أنا بحب المدرسة''.
المدرسة تتولى التجديد
وداخل أرجاء المدرسة قبل أن يملأ الطلاب فصولها وطرقاتها، وقف طارق حمدي، المسؤول الإداري والمالي بالمدرسة، مشرفًا على عمليات الصيانة، ليؤكد أن أعمال التجديد تمت من ميزانية المدرسة، والتي تكلفت 150 ألف جنيه، على حد قوله، وأن سبب تأجيل الأمر ''كنا في انتظار أن تقوم وزارة التعليم أو وزارة الداخلية بده''.
بدا أمر ترك عدد من الطلاب للمدرسة لا يدعو للقلق بالنسبة لـ''حمدي''؛ حيث مقابل مغادرة البعض، تقدم طلاب جدد ''في ناس سابت المدرسة بس النسبة عادية، فلو قلنا 10 أفراد حولوا السنة اللي فاتت من المدرسة، ففي المقابل ناس جديدة بتقدم، وفي ناس سحبت ورق أولادها ورجعت تاني''.
الأحداث التي شهدتها المدرسة وكان لها أثر على مدرسيها، لا يمكن أن يطولها النسيان خاصة الأيام التي سارع فيها البعض لحراسة المدرسة وفقًا '' لحمدي'' .
كل شيء في غمار التجديد حسبما قال '' حمدي'' بينما تتلمس يده من بعيد بقايا آثار حريق على الجدار جاري صيانته، مؤكدًا أن زيادة المصروفات تبعًا لتحمل المدرسة تكاليف التجديدات غير واردة بالنسبة للمدرسة بل لن تتم من قبلها لكن إذا حدث فتكون من قبل الجمعية العامة للمعاهد القومية ووزارة التربية والتعليم التابعة لها المدرسة وغير ذلك '' المدرسة لا يمكن تزود مليم على المصروفات'' .
أولياء أمور.. ما بين الاطمئنان والقلق
كاد اليوم الدراسي أن ينتهي، وقف قرب بوابة المدرسة بانتظار أبنائه الصغار بمرحلة الحضانة والصف الثالث الابتدائي، ''محمد'' اعتاد أن يصاحب أبنائه ذهابًا وإيابًا، وليس فقط بسبب الأحداث لكنه بدا مطمئنًا للأوضاع ''كأب مطمئن عشان الشرطة بقت أحسن''.
لكنه من جانب آخر غير راضٍ عن الوضع الإداري من استمرار مديرة المدرسة ''نجوى الشرنوبي''؛ حيث يرى أنها السبب فيما شهدته المدرسة خاصة الأحداث الأخيرة بتواجد الأمن بفنائها، بالإضافة إلى تعنتها في إجراءات تجديد المدرسة ومع أولياء الأمور ''90 % من أولياء الأمور والمدرسين رافضين وجودها، المدرسة أتدهورت من ساعة ما مسكت من سنة، حتى التوضيب كان بالعافية ما كنتش موافقة عشان كده بدأ متأخر''، على حد قوله.
وقفن يتحدثن حتى تفتح المدرسة بابها للدخول؛ الأبناء وأحوال البلد كلماتهم المشتركة؛ والوقوف انتظارًا لرؤية أطفالهن بسلام هدفهن.
''ما كناش بنروح كنا ندخلهم أول ما يبدأ اليوم ونفضل قاعدين بره مستنين''.. هكذا كان حال ''شيم العدل'' مع أبنائها العام الماضي، ومثلها كثير، على عكس هذا العام ''دلوقتي شبه مطمئنة البداية مبشرة بالخير لحد كبير''، خاصة مع النظام الذي اتبعته المدرسة من عدم السماح لتواجد أي شخص خلاف الطلاب بالمدرسة إلا بعد التأكد، وهذا الأمر تراه ''شيم'' جيد جدًا حيث أنها ''بتطمن أن ما حدش يدخل المدرسة يحط عبوة ناسفة''.
المظاهرات بالنسبة للأم ''شيم'' لم تعد محط القلق والخطر؛ فهي اعتادت وشاركت مع أبنائها في عدد من المظاهرات لكن في '' العناصر التخريبية'' التي يمكن أن تندس إلى المظاهرة ''لو حصل حاجة مش هتبقى مظاهرات وأطفال شوارع بترمي طوب، لا قدر الله لو حصل هيبقى انفجار وده ممكن يحصل في أي حتة، وما فيش أي ولي أمر هيقدر يمنعه''.
فكرت ''شيم'' في نقل أبنائها وعرضت عليهم ذلك لكنهم رفضوا ''الجيل ده خلاص مبقاش يخاف كانوا بيجوا المدرسة ومعاهم الكمامة والخل، قلت لهم يمشوا رفضوا متعلقين بالمدرسة والمدرسين''.
ومع ذلك ينتاب السيدة الثلاثينية القلق مع اقتراب ذكرى أحداث ''محمد محمود'': ''ربنا يستر، بيقولوا هيحيوا ذكرى مقتل جيكا، اللي ربنا عايزه هيكون ربنا يحمي الأولاد''.
جوارها كانت ''إنجي'' والدة طفلتان إحداهما بمرحلة الحضانة والأخرى الصف الأول الابتدائي، لم يختلف حالها من الانتظار مع بداية اليوم الدراسي إلى الذهاب والعودة مع انتهائه، وكذلك تعلق الأبناء بالمدرسة الذي منعها من نقلهم إلى أخرى.
بالنسبة لها الإجراءات التي تتخذها المدرسة مطمئنة ''حاولوا يجهزوا الفصول للأطفال أحسن من الأول كانت الدنيا سواد في الفصول، والأمور كانت سهلة لكن دلوقتي بقى في تشديد من الإدارة لغاية دلوقتي، بس إحنا قلقانين من ذكرى أحداث محمد محمود''.
على عكس الآباء، الطلاب لا يتملكهم الخوف والقلق بقدرهم؛ فالأمر بالنسبة لهم ''ولا حاجة عادي''، هكذا الحال بالنسبة لـ''يوسف ويحيي''، الطالبان بالصف الابتدائي، بينما تصطحبهم والدتهم في نهاية اليوم الدراسي، بعد تمهلها في محاولة نقلهم ''السنة دي إن شاء الله تخلص عشان ما نتبهدلش، السنة اللي فاتت اتبهدلنا جامد كانت الدراسة مش منتظمة، واعتمدنا على الدروس التكلفة كانت الدبل، يارب الأمور ما تسوئش وننقلهم''.
يحيى ويوسف.. طفلان لا يعرفان الخوف
وأكد ''يحيى ويوسف'' أنهما لم يتملكهما الخوف العام الماضي ولا هذا العام من الأحداث، وقالت الأم ''كانوا خايفين بس مش زي الكبار''، بينما وقفت ''حلا''، طالبة بالصف الأول الابتدائي، مستندة إلى باب المدرسة في انتظار والدتها، لم تعبأ لشيء سوى أنها ''مبسوطة'' بالانتقال لصف جديد تراه ''أسهل من السنة اللي فاتت''.
بينما أمسكت ''رنا'' بيد ابنتها ''إنجي'' بالصف الابتدائي التي اعتادت أن تصطحبها منذ العام الماضي بسبب ''القلق اللي حصل''، ومع أنها ترى الوضع مطمئن بالمدرسة الآن لكن لا تفارقها كلمة ''ربنا يستر ع اللي جاي''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: