الطفل مينا عن حادث دهشور: ''كنت نايم وفجأة لقيت عيلتي مقتولة''
كتب- محمد مهدي ومحمود أمين:
تصوير – إسلام الشرنوبي:
مستسلما للإنهاك والنعاس الذي داعبه بإصرار، غط الطفل مينا رفعت، ابن الـ 13 عاما في سبات عميق، أثناء جلوسه في مؤخرة أتوبيس يحمل عائلته، العائدين إلى الفيوم من حفل زفاف أحد الأقارب بالمعادي، داعبته صور متفرقة من الفرح، السعادة في الوجوه، الرقصات المُبهجة، لمة العائلة، تجولت معه في عالم الأحلام، ليشعر فجأة بتداعي كل هذا، بزلزال يقتلعه من غفوته، ليفتح عينيه ويكتشف أن قطار ينخر في شجرة عائلته ليُحيلهم إلى أشلاء ''كنت نايم من التعب، وفجأة لقتني مرمي على الأرض وعيلتي مقتولة''.
ساعة مضت و''مينا'' مُلقى على الطريق على بعد 2 كيلو من مزلقان دهشور، غير قادر على الحركة، دماء تسيل من رأسه، تتلاعب معه مخاوفه، يساعده الظلام والصمت المطبق في المكان الذي سقط فيه من الأتوبيس، قبل أن تصل إليه سيارة إسعاف، تنقله إلى غرفته بالطابق الرابع بمستشفى الهرم، ''الاسعاف جات بعد فترة كبيرة وخدتني، ولقتني بعدها هنا''، يقولها الطفل بصوت خافت، بحركة شفاه ثقيلة، ووجه يكسوه التورمات، ورأس ملفوف بالضمادات، بعد إصابته بجرح قطعي في رأسه، وكدمات في كامل جسده، وكسر في قدمه، واشتباه في كسر بالفك.
كل ما اقترفه ''مينا'' أنه حاول الفرح في وطن لا يسمح بذلك، وغامر مع عائلته بالتنقل في طُرق غير آدمية، ليخسر في النهاية أرواح من عائلته، ويغيب عن بيته ومدرسته في رحلة علاج لا يعلم مداها، بسبب الإهمال، وعند سؤاله عن المتسبب في الحادث من وجهه نظره، أجاب بملامح صامته ''عامل المزلقان، ولازم يكون في قانون الكل يتابعه، واللي يغلط يتحاسب''.
''شد حيلك هيكون كويس'' كلمات خرجت بطريقة آلية ودية من الدكتورة مها الرباط، وزيرة الصحة والسكان، لـ ''رفعت'' والد مينا، الذى انزوى في جانب الحجرة الذى يُعالج فيها ابنه، بعد خروج الوزيرة ووسائل الإعلام، متمتما بوجه مفعم بالحزن: المدام وولادي الاتنين وجدهم وجدتهم اتصابوا في الحادث'' وأردف موجها حديثه إلى المسؤولين الغائبين ''حرام اللي بيحصل دا، كل فترة حوادث مزلقانات، اشتغلوا وراعوا ربنا''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: