في التحرير.. البيع ''من ورا الحجارة'' و''محدش بيخاف من الداخلية''
كتبت - نوريهان سيف الدين:
على ناصية مدرسة ''ليسيه الحرية''، وفي الشارع الواصل بين ''محمد محمود'' و''حسين حجازي''، كشك صغير ''محصن حديديًا''، أضواء قوية تكسر ظلام الشارع و الهدوء الغريب، و توقع خائب بمرور مظاهرات من الشارع، و خوف من اشتباكات قد تدور بين هؤلاء المتظاهرين و الأمن، إلا أن الليلة بدت أنها ستمر بسلام ''و مش مشكلة البيع القليل''.
''عبد الرحمن'' صاحب أحد أكشاك الخردوات على مدخل ''التحرير''، شكى ''قلة الأقدام'' المترددة على الشارع، فقال: ''محدش بقى بينزل، المحلات هنا يادوب بتفتح الساعة 7 الصبح عشان المدارس، و الحال بيفضل صاحي لحد مواعيد انصراف الموظفين و رجوعهم لبيوتهم، بعد كدا الدنيا بتهدى و يجي علينا الليل و تبأه زي مانتو شايفين''.
أحد الزبائن من سكان الشارع وقف يشتري احتياجاته القليلة ودخل في الحوار والمناقشة مع ''عبد الرحمن''، فقال: ''الناس دلوقت مبقتش زي الاول ولا بتخاف من الداخلية زي زمان، بس للأسف التحرير بقى (حفلة) والناس تعبت من وقف الحال ومفيش حلول بتتقدم، فقالوا خلونا نشوف حياتنا وهترسي على إيه''.
المظاهرات التي انعدمت في هذا الشارع عشية ذكرى ''أحداث مجلس الوزراء'' لفتت انتباه ''عبد الرحمن'' و زبونه، إلا أنهم تذكروا وجوه محددة اندست وسط ''الوجوه الثائرة''، فقالا: ''هنا كنا بنشوف الشباب الثوار و بيقفوا قبل كل جمعة يرتبوا هيعملوا ايه و بيألفوا الهتافات و يعملوا الجرافيتي و اليافطات، لكن كان (الميدان) هو الهدف الأساسي عندهم، لكن كنت تلاقي كام نفر كدا يفضل (لابد) في الشوارع، و في وسط الضرب يبدأ يسرق المحلات وياخد و يجري، عشان كده أنا روحت عملت حديد حوالين الكشك و دفعته من جيبي بعدما الحكومة رفضت تدفعلي تعويضات عن الخساير''.
الهدوء بعيدا عن الاشتباكات بات الأفضل في نظر ''عبد الرحمن''، و على الرغم من تأثر البيع و الشراء في ''الكشك''، إلا أن على حد وصفه ''السكان تعبت من قفل الشوارع و البيع و الشرا (من ورا الحجارة)، و المحلات محدش دفعلها تعويضات، و فكرنا نرفع قضية على الحكومة بس قلنا اننا هنصرف عليها اكتر من قيمة التعويض نفسه، يبأه العوض على الله أحسن''.
أما ''العساكر'' في نظر الزبون فهم ''غلابة ومالهومش في كل اللي بيحصل''، لكن أوامر الخدمة العسكرية هي ما أجبرتهم على الوقوف و الانصياع للأوامر، فقال: أنا في الجيش لو منفذتش الأوامر صح أو غلط هدخل محكمة عسكرية واتحبس، يبأه انا مش قصادي إلا تنفيذها وممكن أبأه عارف إني بنفذ الغلط، لكن هعمل إيه''، مختتما رؤيته بـ''ربنا يستر و يجنبنا الفتنة''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمةمصراويللرسائل القصيرةللاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: