في ذكرى تنحي ''مبارك''.. ''الاتحادية'' لمرسي: ''شعب مصر سجانك''
كتبت - دعاء الفولي وإشراق أحمد:
اليوم 11 فبراير 2011؛ جموع قررت ترك ميدان التحرير والتحرك في طريقها إلى القصر الجمهوري ''الاتحادية''؛ فلا سبيل من رفع مستوى الضغط، خاصة بعد مرور 18 يوم سقط فيها من سقط، وفُقدت فيها من العيون الكثير.
11 فبراير 2011؛ يوم الحسم، أيكون كذلك ؟!.. تساءلت العقول، وسط أمل يدفع النفوس بشكل لم يستطع أحد تفسيره، لا يُسمع للخوف دبيب؛ فرؤية دماء أول شهيد على أرض الميدان كانت كفيلة بوأد أي شعور بهذا.
تحركت المسيرة في اتجاه الاتحادية؛ الشعب في طريقه لأول مرة للقصر الرئاسي؛ لم يعد مجال آخر غير المواجهة المنتظرة منذ 30 عاماً، ربما بعض الريبة طافت في سماء النفوس المتأهبة للوصول؛ فالمواجهة لن تكون سوى مع الحرس الجمهوري المعروف باستماتته في الدفاع عن الرئيس، بخلاف الجيش ومدرعاته المنتشرة حول القصر، غير أن الإصرار على تلك المواجهة مهما كلفت كان أقوى من ذلك الشعور .
ما مضى لن يكون أسوأ مما قد يحدث، والأمل في وطن أفضل لا مكان فيه للفساد وبالتأكيد لذلك ثمن لا مرد عن سداده؛ لعل الخطوات المتقدمة من محيط '' الاتحادية'' كلما اقتربت المسافة زاد معها الشعور بهذا.
أصبحت الجموع بالفعل في مواجهة الحرس الجمهوري والجيش، وقفوا هاتفين ومصلين دون حدوث شيء، تُرى أتتحقق إرادة الشعب في إسقاط النظام، أتتأكد الأنباء المنتشرة منذ الأمس الخميس 10 فبراير بأن التنحي اليوم، أيسقط رأس النظام ؟!.. هكذا تسارعت الأفكار إلى العقول والعيون الناظرة إلى فوهة المدرعات الواقفة قبالة القصر.
اقتربت الساعة من السادسة مساءً، فوهة المدرعات كانت صوب الجموع، فإذا بها تتحول نحو القصر، الكثير رأي فيها إشارة مطمئنة لن تكون هناك حاجة للمواجهة من أجل إرادة الشعب النافذة .
''الرئيس يعلن تخليه عن السلطة وتكليف المجلس العسكري بإدارة شؤون البلاد''.. كلمات ستظل خالدة بأسماع جموع المصريين؛ الثورة خطت أول سطورها في التاريخ بإسقاط رأس النظام، وتعالت الصيحات فرحاً وسقطت الدموع من عيون الكثير كرهاً وطوعاً.
اليوم 11 فبراير 2013؛ بدا محيط ''الاتحادية'' هادئ ظهراً؛ فالمارة قلة والسيارات تراها تتحرك بين كتل حجرية اصطفت قبل أن تظهر ملامح القصر الرئاسي، كانت قد أغلقت الطريق منذ ما يقرب من شهر لكن الآن تم فتح الشارع وظلت الكتل شاهد على الإغلاق، نتيجة ما حدث الشهر الماضي من وقوع اشتباك بين الأمن والمتظاهرين الذين تواجدوا أمام الاتحادية منددين بحكم الرئيس ''مرسي'' داعين بعد عامين من الثورة بسقوط النظام مرة أخرى.
آثار الاشتباك مازالت قائمة تكسير هنا وهناك، محال أغلقت أبوابها، وعلى امتداد سور ''الاتحادية''، لم يختلف حال الهدوء، الذي يشوبه آثار الاشتباك الظاهرة على بعض الجدران الخارجية للقصر وكتابات مناهضة للحكم ملأت سور ''الاتحادية''، وأعمدة الإنارة القائمة على أبوابه التي خلا التواجد الأمني عليه، فيما عدا الأفراد التي التزمت أماكنها على حدود سور القصر داخل أشبه ما يكون بنوافذ حجرية صغيرة بارزة عن القصر، والتي لا تعرف غير المكان الذي لا يتعدى سنتيمترات تقف فيه لحماية القصر.
أسلاك شائكة هي كل ما أحاط بجميع بوابات '' الاتحادية'' المغلقة، والتي ظهر بأعلاها آثار للحام بقطع من الصاج لترتفع قليلاً عن ارتفاعها الأصلي، وعند إحدى بوابات القصر المقابلة لمسجد عمر بن عبد العزيز.
ومع المشهد الثابت للأسلاك الشائكة، ظهر جانب السور الذي تم تعليته مؤخراً وقد قام العاملون بطلائه فبدا كأنه جزء أصيل من القصر، وعلى مسافة قليلة منه كان عدد ليس قليل من أجولة رملية موضوعة فيما أشبه بما يتم استخدامه لعمل الخنادق العسكرية.
وجوار البوابة الرئيسية التي عرفت ببوابة ديوان المظالم خطت كلمات بالأسود على حائط ''الاتحادية''؛ حيث يمكن أن ترى السلك الشائك الذي لم يترك المشهد '' شعب مصر سجانك''.
البوابات المغلقة أصبحت خلفية للبعض بهدف التقاط الصور وربما إطلاق النكات كحال لمس السلك الشائك لرؤية إذا كان ''مكهرب''، وذلك في الوقت الذي تركز الأمن بإحدى الشوارع الجانبية للقصر، ليسبقهم تواجد عربة مطافي توقفت في انتظار حدوث ما يستدعي تدخل رجالها الذي جاءوا لأول يوم أمام الاتحادية على حد قولهم، ولم يتملكهم الخوف من تجدد حدوث الاشتباك فكل شيء ''مكتوب ومقدر''.
ومع الأنباء المترددة بين القليل الذي ظل أمام رصيف ''الاتحادية'' عن تحرك بعض المسيرات في طريقها ''للاتحادية'' التي بدت كمدينة '' أشباح''، والخوف بل والتنبؤ بوقوع اشتباك، وقف القصر المغلق بإحكام على من فيه .
فيديو قد يعجبك: