''رب الخروب''.. صناعة تقليدية فلسطينية ما تزال حاضرة
رام الله – (الأناضول ):
بطريقة تقليدية، تصنع مريم شواهنة ''الرُبَ'' من ثمار نبات شجرة الخروب بعد أن يعمل شبان على فرمها بواسطة ماكينة خاصة، لتحوله إلى شراب يدخل في الطعام والمشروبات التقليدية الفلسطينية.
والخروب، شجرة تزرع في جبال شمال الضفة الغربية بين حقول الزيتون واللوزيات، وبالرغم من عدم انتشاره بكثافة إلا أنه يعد شجرة تقليدية هامة.
ولا يخلو منزل في الريف الفلسطيني من شراب الخروب المعروف بين الفلسطينيين باسم ''الرب''، ويصفه عادة كبار السن لعلاج أمراض عديدة كالتهاب اللثة وأمراض البطن والأسنان.
وتشرح شواهنة لمراسل الأناضول للأنباء بينما كانت تعمل على غلي الخروب المقطع بالماء النقي طريقة تحضيره قائلة : '' يوضع الخروب المفروم بالماء الساخنة لعدة ساعات ثم يصفى وتعصر الثمار بواسطة اليد ليخرج منها سائلا لزجا بني اللون، يضاف إليها الماء ويغلى على نار الحطب مع إضافة القليل من السكر''.
وتضيف شواهنة (55عاما)، من بلدة ''كفر ثلث''، قرب قلقيلية، شمال الضفة الغربية، ''بعد أن يصبح السائل أكثر لزوجة، يوضع في عبوات خاصة للاستخدام المنزلي''، مشيرة إلى أن غالبية العائلات في القرى الفلسطينية تصنع منه حلوى خاصة تسمى ''الخبيصة حيث يستخدم الحليب والنشا فيها مع ''الرب''.
ويطلق على الرب أيضا اسم ''دبس (عصير) الخروب''.
وتشتهر بصناعة الخروب بلدة ''كفر ثلث''، حيث يقوم طاهر شواهنة وعمر عودة بشراء كميات كبيرة من المزارع الفلسطينية من شمال ووسط الضفة الغربية ويصنعون ''الرب'' سنويا لتسويقه على مستوى بلدات الضفة.
عودة يقول لمراسل الأناضول للأنباء: ''نجمع في كل عام نحو 200 طن من ثمار الخروب التي تبقى لمدة كافية تصل إلى شهر تحت أشعة الشمس لتصبح يابسة تماماـ، لتتم عملية فرمه بواسطة ماكينة تعمل على جرار زراعي تم تطويرها يدويا''.
وبين عودة أن الماكنة المستخدمة مخصصة لنبات القمح تم تطويرها من قبل حرفيين فلسطينيين لتستطيع فرم ثمار الخروب.
ويعد المشروع حسب طاهر شواهنة الوحيد في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن المنتج يباع في الأسواق المحلية وكان يصدر قسما منه إلى قطاع غزة قبل الحصار الإسرائيلي عليها.
ويستخدم غالبية هذا المنتج في صناعة شراب الخروب الذي يزداد الطلب عليه في شهر رمضان وفي فصل الصيف، بينما يدخل أيضا في صناعة الحلويات التقليدية وصناعة بعض الأدوية، بحسب القائمين على المشروع.
وتابع الطاهر قائلا '' مخلفات الثمار بعد عصرها واستخراج ''الرب'' تستخدم كطعام للماعز''.
وتقول مريم شواهنة أن صناعة الرب صناعة تراثية قديمة كانت العائلات الفلسطينية تصنعه في المنازل، وتستخدمه كطعام ودواء ، مشيرة إلى أن نساء بلدتها كن يتجمعا يوميا في مثل الوقت من كل عام ويتعاون على فرم الثمار بواسطة الحجار ويتابعن صناعته التقليدية.
من جانبه يقول عودة إن المشروع الذي بدأ فيه منذ خمسة سنوات هو امتداد لمشروع عمل به والده سنوات طويلة بطرق أكثر بدائية.
فيديو قد يعجبك: