إعلان

هانريش شلمان.. الرجل الذي حول الاسطورة إلى حقيقة

02:26 م الإثنين 06 يناير 2014

هانريش شلمان.. الرجل الذي حول الاسطورة إلى حقيقة

كتب- محمد منصور:

منذ الصغر، فُتن الصغير برائعة الشاعر الأعمي، هوميروس، تخيل المشاهد والمعارك التي دارت على طرقات المدينة المقدسة، رأي آلهة الأولمب وهم يتصارعون فى ''الأوديسا'' وتفاعل مع قصص ''أفروديت'' و ''باريس'' الذي اختطف الأميرة ''هيلن''، ملكة أسبرطة، ليتزوجها رغما عن زوجها، وليتسبب فى نشوب الحرب، التي تُعرف الآن بحرب طروادة

صعق الصبي عندما علم أن الحرب انتهت لصالح الأغريق، الذين هزمت قوتهم الحب، وعندما شبّ ''هنريش شلمان'' قرر الذهاب إلى هناك، للتنقيب عن أسطورة ''هوميروس'' المفقودة، ليجد في أرض أسيا الصغري الدليل، الذي يثبت أن ''لا دخان بدون نار'' وأن الأساطير لها دوماً جذور ضاربة في أعماق التاريخ.

ولد ''هانريش'' فى 6 يناير من عام 1822 فى قرية نائيه بألمانيا، لأب يعمل ''قساً'' وأم بدون عمل، وفي الوقت الذي بلغ فيه التاسعة، توفيت والداته لينتقل إلى العيش مع عمه، الذي كان مغرماً بالاساطير اليونانية، الأمر الذي شجعه على قراءتها والاندماج مع أبطالها، وفي عيد ميلاده الحادي عشر، قال لوالده ''يوماً ما سأذهب إلى مدينة طروادة وأحفر فيها لاستخرج حصان الخديعة''.

بدء ''هانريش'' فى دراسة علم الأثار، وتخصص فى دراسة حضارة ''إيجة'' فى العصر البرونزي، ووضع فرضيات مفادها أن المواقع المذكورة فى ملحمتي ''الألياذة والأوديسة'' قد تكون حقيقية، وهو الأمر الذي قابله علماء الأثار بسخرية لاذعه ونقد شديد، قابل ''شلمان'' السخرية بالعمل، تعلم اللغة اليونانية فى 6 أسابيع وقرر السفر إلى تلك المواقع للتنقيب عن أثار الرومان والأغريق.

سنوات قضاها الشاب متنقلاً بين اليونان وتركيا، حتى حصل على غنيمته الأولى؛ خبيئة من الذهب تعود أصولها إلى عصر ازدهرت فيه طروادة، لتوالى الاكتشافات بعد ذلك ويحصل ''هانريش'' على غنيمته الكبرى ''قناع الملك أجماننون'' و ''ذهب هيلين''، وهما الشخصيات الأساسية في أسطورة طروادة، ليثبت للعلماء في نهاية المطاف أن فرضيته القائمة على أسطورة ''هوميروس'' حقيقية.

وتوفي ''هنريش'' في ديسمبر من العام 1890 ودُفن في ''أثينا'' بناءً على وصيته الأخيرة التي جاء فيها ''عندما أموت.. أدفنوني بجانب آلهة الحكمة الإغريقية.. جنباً إلى جنب مع أثينا التي أهدتني الحياة ورسخت داخلي ملكة البحث والاكتشاف.. وأبلغوها إني اشكرها يوماً بعد يوم.. وسأظل هكذا إلى ما بعد الحياة''.

دلوقتي تقدر تعبر عن رأيك في مواد الدستور الجديد من خلال استفتاء مصراوي..شارك برأيك الآن

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان