إعلان

مصراوي مع ''صناع الحياة''.. عيد الأضحى بطعم التطوع

02:37 م السبت 04 أكتوبر 2014

صناع الحياة

كتبت – يسرا سلامة:

مع نسمات فجر أول أيام عيد الأضحي المبارك، استيقظت ''مروة'' على عجل، على عكس رفقائها اختارت ملابس قديمة بعض الشئ، تتحمل قطرات الدم القادمة، تركت طفلتها نائمة مع وصية للأب ليراعيها، ذهبت حيث يصلي اقرانها من السيدات صلاة العيد في منطقة إمبابة، ثم توجهت مسرعة حيث مهمتها التي اعتادتها كل عام في ذلك الموسم، حيث اللحوم وتقطيعها.

''مروة'' واحدة من ما يقرب من 70 متطوع في جمعية ''صناع الحياة'' للمساعدات الإنسانية، اختاروا أن يقضوا أول أيام العيد بعيدًا عن الأسرة أو التنزه، وجدوا أرواحهم في عمل يكدون عليه طوال اليوم، منذ الفجر يذهبون إلى مقر الجمعية في منطقة إمبابة بالجيزة، من أيديهم تخرج العجول الحية إلى أكياس بلاستيكية يتلقفها الفقراء والمحتاجين من أهالي المنطقة، بالإضافة إلى بعض ضواحي الجيزة الفقيرة.

البداية لم تكن عند ''مروة'' تحديدًا، ولكن من أمام ''إبراهيم'' و ''يوسف''.. الطفلان اللذان استيقظا فجرًا ووقفا أمام شادر العجول والبقر المزدحم الخاص بالجمعية، وبه حوالي 40 أضحية كبيرة الحجم، يلهون بعصيانهم مع الأضاحي قبل ذبحها، وكأنهم يروحون عنهم قبل الذبح، بعض من الأعلاف يناولوها للأضاحي المرقمة بالترتيب، يعرفون رغم صغر السن الفرق بين البقرة والعجل، ''اللي فيها ابيض تبقى بقرة، لو لو واحد يبقى عجل''.

تنتقل المهمة عقب ذلك إلى أيدي الكبار، من رجال الجزارين، والذي لطخت ثيابهم بدم الأضحية، لا يقل عن 6 أشخاص يجرون الأضحية لمكان الذبح، أمام ساحة مقر الجمعية، منهم الجزار المخضرم ''حسين'' ''إحنا كل سنة بنتعامل مع الجمعية عشان يوزعوا على الفقراء''، حوالي ساعة يأخذها الرجل وباقي الجزارين من أجل الذبح وتشفية اللحوم.

تذهب الأضحية بعد تشفيتها إلى أيدي المتطوعين من الرجال إلى افتيات، لكي ينقلوها إلى شادر بالداخل، تنقسم فيه المتطوعات إلى أجزاء مكتوبة على أوراق بيضاء ''البقري'' وأخرى ''الجاموسي'' وجزء ''التعبئة''، تتولى مهمة المتابعة ''منى'' من لجنة التنسيق، بكشف ورقي طويل، تكتب فيه أرقام التوزيع وعدد أكياس اللحوم.

تحكي ''منى'' بداية القصة، التي تبدأ قبل عيد الأضحى من جمع صكوك الاضحية من المتبرعين للجمعية، حوالى 7 أشخاص أو أكثر يشتركون في الأضحية الواحدة، ليذهب الثلث إلى الفقراء من الأسر المسجلة لدى الجمعية، والتي تقارب حوالي 1700 أسرة فقرة، تنتظر مجموعة منها في شادر مجاور عملية التوزيع.

طريق الأضحية بعد ذلك يؤول إلى هلب معلق في الحائط، لتتلقفه ''مروة'' برفقة شاب من المتطوعين، تتلقفه بساطور كبير، ورغم إن الأضحية لا تزال بها حياة وتتحرك، إلا أن الفتاة لاتخشى ذلك ''أنا اتعودت على كدة من حوالي 6 سنين بتطوع فيها في العيد''، تذكر ''مروة'' إنها كانت تخشى الإقتراب من الأضاحي من أول مرة تطوع، لكنها تشجعت مع الوقت لكي تقطع الذبيحة بالكامل إلى كتل كبيرة من اللحوم، تقسمها في أطباق بلاستيكية حولها.

تذهب القطع الكبيرة من اللحوم إلى يد ''هبة'' و ''راندا'' و''جهاد'' وغيرهن من الفتيات، أكياس بيضاء متراصة أمامهن، بجانب أدوات التغليف وميزان لكيل اللحوم، كيلو واحد لكل كيس، تمسك ''هبة'' باللحوم لتقطيعها، وبجوارها شقيقتها، ورغم حملها الظاهر عليها، إلا إنهن يفرحن لفعل الخير والتطوع من أجل توزيع اللحوم.

''إحنا هنا من مناطق مختلفة، اللي من الوراق واللي من إمبابة والعياط وبولاق، يعني من كل بستان زهرة''.. تقول ''راندا'' إن قضاء أول أيام العيد وسط التطوع له طعم خاص، لا يدركه إلا المتطوعون، بنظرة من الفقراء بالشكر والإمتنان، أو بفرح إنجاز تحقق في آخر اليوم ''كلنا هنا مع بعض بنساعد بعض، وبنخلص تعبئة كميات كبيرة في وقت قصير لإننا بنتعاون''.

أكياس بلاستيكية غمرت يد ''جهاد'' وغيرها، فرحة العيد تبدو على ملامح الشباب بداخل الشادر البسيط، على الرغم من انتشار المياة ورائحة الدم، فرحة لم تظهر على شفاهم واستقبالهم للناس فحسب، لكنها هنا أيضًا في أيديهم وهو يقطعون بهمة، وأخرى ترص اللحوم كماهرة رغم أول يوم تطوع، وثالث ترك خروجة الأصحاب وفضل بقع الدم المتناثرة على ملابسه، من أجل ثواب وخير للمنطقة الفقيرة.

بحث جيد عن الأسر المحتاجة، وقائمة طويلة بدعوات أن تكفيها الأضاحي، يمسك بها ''مصطفى جمال'' رئيس لجنة التنسيق بـ''صناع الحياة''، ليتحدث للسيدات اللاتي جئن من إمبابة وغيرها من أجل كيس من اللحم يعيدن به، إشارات لأن ينتظرن في الشادر المجاور، وحماسة يدبها في نفوس الزملاء لسرعة إنجاز المهمة ''37 أضحية في اليوم الأول للذبح، ثم التوزيع في اليوم الأول والثاني''، يتابع الشاب إن النشاط مستمر من سنوات، وينتظر المتطوعين عقب صلاة العيد مباشرةً.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان