عامين على وفاة فيلسوف الغلابة: ''مراسيل'' دون ''تخاريف''
كتبت- إشراق أحمد:
بوجه باسم مخالف لطباع العسكرية الصارمة لشخص خاض مضمار ثلاثة حروب، اعتاد عليه مقربوه، بقلم لا يختلف عن هيئته عرفه قرائه كل يوم، انتظروا "تخاريفه" المرسومة بخفة في سطور العمود الأخذ مكانه بين واقع من الأخبار، يُهدأ بطريقته روع مَن تسلل الفزع إلى قلبه ويخبره أن "مصر على كف عفريت"، كلماته يفلسفها كما تعلم بكلية الآداب ويقننها كما يشاء هوى دستوره كما تعلم بكلية الحقوق، يَعد مَن يقرأ دون سند غير كلماته أنه لن ينتهي إلا وتصحبه ابتسامة تخفف "وجع القلب" المستتر في ثنايا السطور.
جلال عامر الكاتب الصحفي، المُوجعة كلماته في جدها وسخريتها، فيلسوف الغلابة كما أطلق عليه، يعرف نفسه بأنه "عابر سبيل ابن الحارة المصرية ليس لي صاحب لذلك كما ظهرت فجأة سوف اختفى فجأة فحاول تفتكرني".
قدرته على تجميع حروف الكلام فيما أشبه بالرسائل السريعة سهلت مهمة عبورها إلى النفوس، فهو من الناس وهم منه، فكانت بدايته مع صفحة "مراسيل ومكاتيب للقراء" بجريدة القاهرة أول لقاء مع القراء، لينتقل منها إلى "تخاريف" ليس كاسمها بل سار على خطى تجربته الأولى، يطل بها يوميًا ملخصًا ما يجري في "بانوراما" فلسفية، مضحكة، مبكية.
"المصريين بيموتوا بعض" كلماته الأخيرة ليست بعموده بل وسط مَن يكتب لهم، تجمهر في مظاهرة مناهضة ب"حكم العسكر"، كلمات ما تَناسب لها عند "الساخر" سوى البكاء، لتنهمر دموعه مخالفًا للمرة الأولى طباعه الباسمة، فكيف يجد الضاحك من يهديه ابتسامة تمنع عن القلب أزمة تودي بحياته بعد 60عامًا.
وبالذكرى الثانية لرحيله في 12 فبراير 2012 نقدم بعض "مراسيل" ابن الإسكندرية "جلال عامر" الحاضرة رغم غيابه:
نريد رئيساً لا يرفعون عنه الستار كأنه تمثال فرعوني أو يقصون أمامه الشريط كأنه محل تجارى، بل حاكم يحكم ويتحكم ويحاكم من أخطأ ويُحاكم إذا أخطأ.
مشكلة المصريين أنهم يعيشون في مكان واحد لكنهم لا يعيشون في زمان واحد
كل واحد يسأل الآن: (مصر رايحة على فين؟).. مش تسألوا قبل ما تركبوا.
تتقدم الدول عندما تكون أبخرة المصانع أكثر من دخان البخور لذلك تعيش بعض الدول فى عصر «الطاقة» وبعضها فى عصر "الناقة".
كل شعوب العالم لا تعرف ماذا يحدث فى المستقبل إلا الشعب المصرى فإنه لا يعرف ماذا يحدث الآن.
حتى الآن لم يتم إعلان أسماء المرشحين لمنصب الرئاسة واكتفوا بإعلان اسم الفائز (28/ 9/ 2009).
هذه بلاد يأكل السمك الكبير فيها السمك الصغير دون أرز لكن بالقانون.
وأصبح الاختيار في النظام الحالي أن تنفجر من الغيظ أو تنفجر من قنبلة.
لأن العرب يؤمنون بالقسمة، وضعتهم أمريكا فى جدول الضرب.
ليس صحيحاً أن كل من يطيل ذقنه لا يستطيع أن يرسم على خده علم مصر وليس صحيحاً أن كل من يطلب الدولة المدنية «أبولهب»!.
الصحف طن ورق وكيلو كلام وجرام حقائق.
فى مصر الأرض «للأغنيا» والبترول «للأندية» والوزارة «للوزير» والأنفلونزا «للفقير».
فى بلادنا فقط يهرب (9) سجناء فتنجح جهود الشرطة فى القبض على (23) منهم ثم يجرى البحث عن الباقي.
إذا أردت أن تضيع شعباً اشغله بغياب الأنبوبة وغياب البنزين، ثم غيِّب عقله واخلط السياسة بالاقتصاد بالدين بالرياضة.
يتراجع دور الوطن فى الخارج، عندما يتراجع دور المواطن فى الداخل، فالمال فى الغربة وطن، والفقر فى الوطن غربة.
بعد انتهاء الحرب يتم تبادل الأسرى، وبعد انتهاء الحب يتم تبادل الخطابات، وبعد انتهاء الثورة يتم تبادل الشتائم.
أصبحت مهمة المواطن صعبة فعليه أن يحافظ على حياته من البلطجية وأن يحافظ على عقله من السياسيين.
لكل زمان دولة تحت اللحاف ورجال فوق القانون فلا هى تصحو ولا هم يحاسبون.
ليس عندنا شفافية إلا فى ملابس النساء.
سوف نعبر هذه المحنة عندما تصبح مدرجات الجامعة أهم من مدرجات الكرة، ومعامل البحث العلمى أهم من مكاتب البحث الجنائي، وعندما نعرف أن أسوأ ما في الأمة هو الأمية.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: