''محول'' مصري الصنع.. آخر المحاولات الشبابية لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية
كتبت- دعاء الفولي:
على سطح معهد الهندسة العالي للتكنولوجيا، كان الرفاق يحاولون تجربة الألواح والمكونات الأخرى في نظامهم المعقد الذي اعتمدوا فيه على أدوات أبسط من المستخدمة عالميا، يضع ''محمد أمين'' لوحا في الشمس، فتنتج طاقة تعادل 40 واط، يعلم الطلاب أن مشروعهم القائم على توليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية يتكلل بالنجاح، وإن واجه بعض المصاعب.
منذ عشرة أشهر بدأ خمسة من طلاب المعهد بالبحث في الفكرة ''كنا عايزين نعمل حاجة عن الطاقة المتجددة بشكل عام.. فكرنا في توربينات الرياح وبعدين استقرينا على الطاقة الشمسية''، قال ''أمين''، فترة من البحث استغرقها الفريق للوصول لأساسيات المشروع، تعتمد عملية إنتاج الطاقة الشمسية على ثلاث أشياء رئيسية؛ الألواح الشمسية، البطاريات، ثم المُحول، وهو المنوط به تحويل الطاقة الناتجة لتصبح ملائمة للأجهزة المنزلية ''والمحول أساس مشروعنا.. بدل ما نشتريه من السوق مستورد صنعناه بأقل من نص تكلفة الموجود في السوق وبجودة أعلى''.
لكي يتم تجربة المحول بشكل صحيح تعين عليهم بناء نظام إنتاج الطاقة بالكامل، ولو بشكل مصغر، الألواح تتواجد بأحجام مختلفة في منطقة باب اللوق بالقاهرة، حيث تم شراء لوح طاقته 40 واط، بالإضافة لأدوات أخرى منها بطارية 110 واط، تكلفة المشروع حوالي 1100 جنيها، أما المحول فتكلفة تصنيعه لم تتجاوز 250 جنيه ''بيتم استيراده بأسعار أغلى من كدة بكتير''، ويستطيع تشغيل 250 واط. ثمة مكونات كان من المستحيل الحصول عليها من مصر لذا تعين على الشباب الاستغناء عنها رغم أهميتها ''الفلتر اللي بيقوم بتنقية الإشارات قبل دخولها على الأجهزة الكهربائية مكنش موجود.. من غيره ممكن الأجهزة تتعرض للاحتراق''.
المشاكل التي واجهها ''أمين'' وأصدقائه لا تتعلق بعدم وجود مكونات المشروع فقط، بل بالبيروقراطية كذلك، فالمعهد حيث تتواجد المعامل التي يعتمد عليها جزء من العمل تبدأ يوميا من التاسعة صباحا وحتى الثانية والنصف ظهرا، بالإضافة للإجازات الأسبوعية والأعياد، وقبل يوم واحد من عرض المشروع على الأساتذة ''مكناش عارفين نجرب الإشارات لأنه كان يوم الجمعة والمعامل قافلة''.
تعتمد إنتاج الطاقة الشمسية على درجة سطوع الشمس وليست حرارتها كما يعتقد البعض ''ودة متوفر جدًا عندنا في مصر حتى لو درجة الحرارة مش مرتفعة''، يحتاج المشروع إلى صيانة دورية، فيما عدا ذلك تصل فترة صلاحيته إلى 10 سنوات.
يُفكر الشباب حاليا في استغلال المشروع بشكل أوسع، فبدلا من إنتاج كم صغير من الطاقة يتمنوا عمل محول يستطيع التعامل مع 2000 واط من الطاقة، غير أن ذلك سيتطلب تمويل، سواء من جهة رسمية أو رجال أعمال وشركات خاصة ''فكرنا في أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا لكن الحصول على التمويل هياخد وقت ولو المشروع تم إنجازه بتبقى حقوق الملكية ليهم مش لصحاب الفكرة''، على حد قول ''أمين''، بالنسبة للمستثمرين فيعتقد أصحاب المشروع أن فرصهم ضئيلة خاصة مع عدم انتشار ثقافة استخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، لذا لم يبق سوى التواصل مع الجمعيات الأهلية التي تُمول المشاريع التكنولوجية ''واللي فلوسها بتبقى غالبا مش كتيرة''.
عندما بدأ الطلاب المشروع لم يعرفوا ما ستؤول له النتائج، ولا يعنيهم كثيرا مدى تقبل السوق المصرية للفكرة ''احنا استفدنا كتير على مستوى الهندسة والشغل والمشروع لو لقينا حد يموله بشكل صح هيغير كتير''، بشكل عام يُتابع الرفاق الثلاثة استخدام الطاقة الشمسية عالميا ''المجال ليه المستقبل في العالم كله.. ألمانيا قالت إنها بحلول عام 2050 هتعتمد بنسبة 100 في المئة على مصادر الطاقة المتجددة''.
حكاوي الناس مع ''الضلمة وسنينها'' (ملف خاص)
تابع باقي الموضوعات:
''إبراهيم''.. ''ظلام متقطع'' أسوأ من ''عمى دائم''
موظفون على ''خط'' النار.. والسبب شكاوى ''النور''
مصراوي يسأل: لما بتشوف مؤشر الاحمال بتعمل ايه؟
سكان ''بطن البقرة''.. الحياة تحت رحمة ''وصلة كهربا''
الشموع والكشافات الكهربية.. ''رزق الظلام''
يوميات حُراس أبراج الكهرباء.. مواطنون على أرض المغامرة
جيران ''قسم الطالبية'' خارج دائرة ''تخفيف الأحمال''
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: