المصمم كريم آدم: "بحب اشتغل وجنبي فيلم أبيض وأسود.. ومبسوط من "الصحبجية" (حوار)
حوار- محمد مهدي:
إضاءة خافتة، شاشة تبث فيلما من زمن الأبيض والأسود، أوراق وأقلام عدة وحاسوب شخصي، هنا ملكوت "كريم آدم" الفنان التشكيلي، حيث ينطلق خياله إلى أبعد ما يكون، فيتشكل إبداع يُحرك أنامله فترسم وتُصمم ما طاب من أغلفة الكتب وأفيشات المهرجانات وتصميمات لأكبر الشركات الخاصة في مصر "صممت في 5 سنوات ما يقرب من 400 غلاف كتاب" يقولها الشاب العشريني بفَخر.
كريم، ابن مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، انضم إلى قافلة المبدعين التي تحط رحالها هذه الأيام في معرض الكتاب الدولي " عملت تصميم لـ 40 كتاب مع 12 دار لنشر الكتب"، وتخطى عقبة ضيق الوقت التي واجهته في الأعوام السابقة "السنة دي اشتغلنا من بدري ومعظم شغلي كان جاهز قبل المعرض بفترة كافية".
لم يكتفِ "كريم" بقدرته الجيدة على الابداع، شَعر في سن مبكرة أن العِلم سُيثقل موهبته فانضم إلى كلية فنون جميلة جامعة الإسكندرية، قسم جرافيك شعبة رسوم نشر،" اتعلمت فيها كتير ومن غير دراسة كان هينقصني حاجات مهمة"، ساعده ذلك في التعامل مع كل عَمل كقطعة فنية يريد أن ترى النور في أفضل صورة " السنة دي مبسوط أني جزء من الصحبجية- ديوان يضم عدد من الشعراء الشباب- فكرت كتير في الغلاف لحد ما وصلت لفكرة طوابع البوسطة.. خصوصا أنهم 15 شاعر".
لـ "كريم" بصمة لا تخطئها عين فصار من الشائع أن تجد من يتعرف على إبداعه دون أن يبحث عن اسمه ممهورا على الكُتب "الواحد بيجرب كتير لحد ما يبقى مميز في خط محدد.. دا حصل معايا بعد سنتين من الشغل.. بدأت أمسك خيط وأحس إنه بيمثلني واشتغلت على تطويره" لذا يحرص على قراءة الكتب التي يعمل على تصميم أغلفتها بعناية أو الحصول على ملخص من كاتب العمل في حالة عدم تمكنه من الإلمام بمحتوى الكتاب.
أسلوب "كريم" اصطدم بصعوبات في بداية طريقه، حيث الاعتماد وقتها على الصور كأغلفة للكُتب، لكنه حاول أن يطرق أبواب جديدة في عالم التصميم "الكُتاب ودور النشر استغربوا تصميم الأغلفة بالرسم والألوان والكولاج" كانت أزمة لكنها صارت فيما بَعد ميزة، ومايزال رغم مرور السنوات يتذكر خطوته الأولى "كتاب حدوتة عبرية من تأليف صديقي تامر جابر ومصطفى فتحي.. عملت له غلاف كنوع من المساعدة فعجبه وقرر يطبعوا".
بجانب أغلفة الكُتب يعمل "كريم" في شركة إنتاج فني كمصمم جرافيك لهويات البرامج، فضلا عن أعماله الإعلانية، ولوحاته التي تُزين عدد من المعارض الجماعية أو الفردية، وهو ما دفع إدارة مهرجان القاهرة السينمائي للتعاقد معه ليصبح مسؤولا عن الهوية البصرية الخاصة بالمهرجان وعلى رأسها البوستر الذي ظهر في أوائل نوفمبر من العام الماضي "اختاروني كأصغر مصمم لبوستر المهرجان".
"اتفقنا في البداية إننا نكسر قاعدة البوستر الفرعوني واختارنا الفنانة نادية لطفي لتزين البوستر" من هنا بدأت رحلة البحث عن صورة نادرة لها في مكتبات مقتني الصور القديمة ومكتبتها الشخصية، وتم اختيار أكثر من صورة والاتفاق المبدئي على بوستر المهرجان لكن حدثت مفاجأة في اليوم السابق للإعلان عنه "جات لي فكرة استخدام عيون نادية لطفي بس.. وعملت البوستر اللي موجود حاليا قبل الإعلان بساعات".
في الآونة الأخيرة يعكف "كريم" على تطوير أدواته في العمل "حابب أطور من نفسي أكتر في مجال أغلفة الكتب"، فضلا عن استعداده لعرض أعماله الفنية الأخيرة "بجهز لمعرض قريب جدًا"، فيما يتنظر ردود فعل القراء على أعماله في معرض الكتاب.
فيديو قد يعجبك: