كل بهجة آخرها انفجار.. "لما تتاخد على خوانة"
كتبت-رنا الجميعي:
يأتي الرصاص من حيث لا يدري أحد، لربما كنت تأكل، أو ترقص، تسمع الموسيقى، تُراقب ماراثون، أو تزور متحفًا، تحظى بلحظات البهجة الخاصة بك، لكن الكراهية تعمي الأعين، تتخذ أناس أهداف، سواء كانوا جناة حقيقيون أو على الأغلب لا يكونوا، بشر طبيعيون لا هم لهم سوى عيش الحياة التي منحها لهم الله، أحد الباريسيين بعد هجمات أمس قال، في تصريح له مع فرانس 24، "يجب ألا نتوقف عن الحياة".
في هجمات باريس أمس بست مناطق، كان الاعتداء على عدة أماكن منها؛ قاعة للحفلات، مطعم للبيتزا، بجانب كافيه، أمام ستاد دو فرانس، كلها أماكن ينشدها الناس لنيل استراحة من الأمور الحياتية، غير أنها انقلبت عليهم بدءًا من الساعة العاشرة، مساء أمس.
بمسرح باتاكلان، والذي امتلأ بأكثر من ألف شخص، يستمعون فيه لفرقة موسيقية تلعب الروك أند رول، بعد ساعة من الحفل بدأ الهجوم، وبدلًا من سماع الموسيقى، استمع الرهائن لصوت الرصاص، وبعد ثلاثة ساعات من الاحتجاز، أسفر عنه مقتل 100 شخص، وهي الحصيلة الأكبر ضمن سلسلة الهجمات المتتالية.
في مباراة ودية لعب فيها فريقي ألمانيا وفرنسا، كما حضرها الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، وأثناء تمرير الكرة بين الفريقين، سُمع صوت الانفجار بالقرب من ستاد دو فرانس، جمهور جاء للاستمتاع بالكرة، ولاعبين مهمتهم إحراز الأهداف لا غير، ليأتي الانفجار مُفسدًا لتلك اللحظات، بعد المباراة نزل المشجعون إلى الملعب خوفًا من حدوث انفجارات أخرى، فيما أسفر هذا التفجير عن ثلاثة قتلى بمطعم قريب من الاستاد.
انفجار بقرب ستاد دو فرانس
هجمات تونس 2015
في 18 مارس هذا العام، توافد سياح على متحف باردو بالمدينة التي تحمل نفس الاسم، كان على نحو 200 سائح بالمتحف في ذلك التوقيت، يتجولون بقاعات المتحف التي تحمل أسماء منها؛ فيرجيل، دقة، سوسة، اشتهر ذلك المتحف لأنه يعتبر ثاني متحف بالعالم بالنسبة إلى فن الفسيفساء، أسفر الحادث عن ثلاثة وعشرين قتيل من جنسيات مختلفة.
في تونس ثانية، بعد هجوم باردو، اعتدى إرهابي على سياح كانوا بشاطئ في مدينة سوسة، جلس المصطافون تحت أشعة الشمس، فيما يكمن أحدهم بمظلة يختفي تحتها سلاح، جلس وسطهم كأي مصطاف عادي- حسب رواية شهود عيان- ثم بتوقيت بعينه بدأ بإطلاق النار، خلّف الهجوم 40 قتيل من بينهم المسلح وإصابة 83.
هذا العام في العاشر من يونيو الماضي، كانت الأقصر على موعد مع الإرهاب مجددًا، تحديدًا عند معبد الكرنك، حيث هناك زوّار بالمعبد يرونه للمرة الأولى أو الألف، فيما كان إرهابي بالساحة يُفجر نفسه، أصاب الحادث عدد من أصحاب البازارات السياحية، ولم يُقتل أحد.
ماراثون بوسطن 2013
يوم 15 إبريل 2013، في ولاية بوسطن الأمريكية، أقيم ماراثون الذي شارك فيه 27 ألف شخص، وعلى جانبي الماراثون، بشارع بويلستون في ميدان كوبلي، احتشد الآلاف يتابعوا فيه مسابقة الجري، كذلك أذيع بالقنوات الأمريكية، كان أولى المتنافسين قد فازوا بالماراثون، غير أنه مستمر مع آخرين مازالوا بالمسابقة، ومع اقترابهم من خط النهاية، وقع انفجار، هكذا بين أعين تُراقب الماراثون بشغف، ومتسابقون كل ما يشغلهم بالهم في هذه اللحظة، هو الفوز، لم يكد الهجمة الأولى تحدث، حتى لحقت بها الثانية، وقعت ضحية الانفجارين ثلاثة قتلى ومصابين.
فيديو قد يعجبك: