بالفيديو: "ثأر" و"مشركين" + آية قرآنية.. خلطة "داعش" بعد كل تفجير
كتبت- إشراق أحمد:
منذ خاض تنظيم "داعش" تنفيذ عمليات إرهابية في شتى البلدان سواء داخل أو خارج حدود ارتكازه –سوريا والعراق- ويطل عقب كل واقعة بيبان، اعتمد في أكثره على الكتابة، والنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما خرج البعض في شكل مقطع مصور، والأغلب جاء تسجيلا صوتيا، آخره لتبنى تفجيرات باريس، التي وقعت مساء أمس الجمعة 13 نوفمبر الجاري، فرغم الفارق الزمني، واختلاف أماكن العمليات الإرهابية، غير أن لـ"داعش" أسلوب لم يختلف كثيرا في إعلان مسؤولياتها عقب كل كارثة يسقط بها الضحايا.
صوت يتقن الحديث باللغة العربية، هو مَن يُكلف بإذاعة البيان، الذي طالما ارتكز بعد إعلان قيام التنظيم بواقعة التفجير على قول إن "الله يسر أسباب التوفيق"، ملحقا التبرير الذي لا يخرج عن كونه "ثأر" أو "قصاص" كما في بيان هجوم "باريس" المنشور بعنوان "غزوة باريس المباركة على فرنسا الصليبية"، ولفظ ":غزوة" غالبا ما يأتي للعمليات الكبيرة، فيما يختلف المسمى مع الجرائم التي لا تتجاوز تفجير مكان واحد، إذ يقال عنها "عملية أمنية نوعية" كما جاء في بيان تفجيرات بيروت، الواقعة أول أمس الخميس 12 نوفمبر في شارع الحسينية بضاحية بيروت الجنوبية، وأسفرت على مقتل 42 شخص، وإصابة 239.
على خلفية نشيد "قريبا قريبا ترون العجيب صراع رهيب وسوف ترى بعقر ديارك تكون المعارك لأجل دمارك" جاء بيان "داعش" عن العلميات الإرهابية في باريس، ذلك النشيد المعبر عن الفعل، إذ استمر الشخص الملقي للبيان فقط في الحديث لمدة نحو 3 دقائق، فيما استمر النشيد طيلة المقطع المسجل البالغ 6 دقائق، وهي في الغالب المدة المتراوح لها البيانات –بين دقيقة و3 دقائق، إذ يعد هذا أطول تسجيل صوتي لبيان إعلان مسؤولية، بين ما ظهر مؤخرا.
(بيان غزوة باريس)
كل المفردات المعتمد عليها بيانات "داعش" تأتي وفقا لزعمها منتمية "لإسلام"، فلا وجود للتاريخ الميلادي، السنة والشهر ينسب إلى التاريخ الهجري، وهو ما يحرص البيان على ذكره، فضلا عن تفاصيل تنفيذ أفراد التنظيم للمهمة، من حيث عددهم وكيفية حدوث المهمة، وطالما جاء تسمية المنفذين للعمليات بـ"جند الخلافة" أو "فرسان الشهادة" أما دونهم والمستحقون للموت هم " الكفار" أو "الصليبيين" في الدول الأجنبية، و"الرافضة المشركين" وهو الوصف المطلق على أهل الشيعة أو "جيش الردة" كما قيل على أفراد الجيش المصري بالبيانات الصادرة عقب العمليات المنفذة بسيناء.
لم يخرج بيان لـ"داعش" لإعلان المسؤولية عن عملية إرهابية، إلا وأُلحق به التبرير لهذا، فعن باريس كان لأنها "عاصمة العهر والرذيلة وحاملة لواء الصليب في أوروبا"، وفي صنعاء حيث شهدت مارس الماضي عملية تفجيرية أسفرت عن مقتل نحو 80 شخص وإصابة أخرين كان السبب وفقا للبيان "ليعلم الحوثة المشركون أن جنود الدولة الإسلامية لن يهنأ لهم قرار أو يهدأ لهم بال حتى يقطعوا ذراع المشروع الصفوي في اليمن"، وفي العراق بعد تفجير نحو 9 سيارات ببغداد شهر مايو 2014 كان "انتقاما وثأرا لما بدأته التجمعات الحكومية المرتدة وأحزابها وميليشياتها من حملة عدوانية ضد أهلنا في الفالوجة".
(بيان تفجرات صنعاء)
لا يجد تنظيم "داعش" غضاضة في وصف مَن يقتلوهم بـ"رؤوس عفنة" أو أماكن تواجدهم بـ"أزقة نتنة"، حريصون على تأكيد أن ما فعلوه "أمر من الله"، وأن المنفذين ما هم إلا أناس "يبتغون القتل في سبيل الله نصرة لدينه ونبيه" لذا يأتوا بالآيات القرآنية، لدعم موقفهم، ففي حالة القتال يذكرون مثل تلك الآيات "وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة وأعلموا أن الله مع المتقين"، و"قاتل في سبيل الله ولا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين" وفي بيان "غزوة باريس" كانت الآية "وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار"، ملحقين بها أن قوة فرنسا لم تغن عنها شيئا طائرتها التي شاركت بها في ضرب "داعش"، أما في حالة الرد بعدوى النصرة كما في بيان "بغداد" جاءت الآية الكريمة "وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصرة".
يوم 31 أكتوبر الماضي، نشر المكتب الإعلامي لولاية سيناء مقطع مصور لطائرة تسقط، على خلفية النشيد "قريبا قريبا ترون العجيبَ"، في بيان تبنى لواقعة إسقاط الطائرة الروسية بوسط سيناء، حيث اكتفى التنظيم المبايع لـ"داعش" بعرض مشهد سقوط طائرة، فيما خرج المكتب الإعلامي في 4 نوفمبر الجاري، بتسجيل صوتي تحت عنوان "نحن مَن أسقطها فموتوا بغيظكم"، جاء به تعقيب على التشكك والنفي الذي أعربه البعض عن قدرة "داعش" في تنفيذ هذا العمل الإرهابي، ويعد هذا الفعل، الأول من نوعه، الذي لا يأتي به تفاصيل أو بيان مباشر للواقعة، فقط إعلان المسؤولية في تعقيب يكتفي بقول "إنه توفيق الله.. موتوا بغيظكم نحن مَن أسقطها ولسنا مجبرين على الإفصاح عن أليه سقوطها".
بيان تبني سقوط الطائرة الروسية
التبرير الذي تعتمد عليه بيانات "داعش" لا يتوان في وصف أي شيء وفقا لمعتقداتهم، حتى أنهم يطلقون على مسجد "الإمام علي بن أب طالب" الذي أعلنوا عن مسؤوليهم في تفجيره ببلدة القديح في محافظة القطيف بالسعودية 22 مايو المنصرف، جراء عملية انتحارية بـ"معبد الرافضة" وهم الشيعة في نظرهم، مختتمة جميع البيانات بالتوعد بتكرار الهجمات "للثأر".
فيديو قد يعجبك: