مانشيت "مصر تستيقظ الآن" في 11 جريدة.. صحافة دي ولا احتفال؟
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتب_دعاء الفولي وإشراق أحمد:
تصدرت أخبار المؤتمر الاقتصادي المنعقد بمدينة شرم الشيخ الصحف المطبوعة المصرية لـثلاثة أيام، كانت لهجة الاحتفاء هي لسان الصحف حال تغطية المؤتمر، فصباح اليوم، الاثنين، خرجت قرابة 11 صحيفة بمانشيت "مصر تستيقظ الآن" المأخوذ عن تصريح الرئيس عبد الفتاح السيسي في جلسة الختام. توحيد رآه البعض أمر طبيعي لتشجيع خطوات الدولة، بينما اعتقد آخرون أنه أغفل الجانب المعلوماتي باعتباره دور الصحافة بالأساس.
تكرار المانشيتات قد يكون "توارد خواطر" بين الصحف ليس أكثر، على حد تعبير الكاتب الصحفي، صلاح عيسى، فهناك بعض العبارات التي تبدو لرؤساء تحرير الصحف المُلخص لما دار في المؤتمر الاقتصادي، وقد لا يحدث تطابق بين العناوين غير أن المحتوى يكون واحد مع اختلاف ألفاظ بسيطة، كما حدث بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر.
فيما علق الكاتب الصحفي أيمن الصياد على نص العناوين التي خرجت بها صحف اليوم "المانشيت الواحد هو تعبير عن صحافة الصوت الواحد"، مضيفا أن هذا ليس أهم ما يمكن رصده في تغطية الصحف لمؤتمر شرم الشيخ، فالمهم أن القارئ وهو المطلع على الصحف سيعجز بالضرورة عن الوصول إلى الأرقام الصحيحة التي ارتكز عليها قيام المؤتمر، باعتبارها في التعبير الصحفي هي أكثر الأشياء التي لا تحتمل وجهات نظر.
التطابق لا يحدث بتوجيهات السلطة وفقا لـ"عيسى"، فعلى حد قوله "الجرائد مبيطلبش منها تتكلم في حاجة معينة من فترة طويلة، لكن ممكن تتمنع من الكلام في موضوع بعينه وده كان بيحصل أكتر وقت الرقيب"، في تلك الأوقات قررت بعض الجرائد تغيير الاتجاه للهروب من ذلك المأزق، كجريدة الجمهورية التي كان لها السبق في الاعتماد على الصحافة الخدمية بشكل أساسي، ولحقتها بقية الصحف.
من جهة أخرى فإن الصحف القديمة اتبعت أحيانا إطار توحيد مضمون العناوين، حتى ولو كان كاذبا، كما صدرت مانشيتات الصحف عقب هزيمة يونيو 1967 أن الطائرات المصرية هزمت قوات العدو، وأسقطت 43 طائرة للعدو، وأن القوات المصرية تتوغل داخل إسرائيل، غير أن تلك الواقعة لم تتكرر في العهد الحديث.
على مستوى الاحتراف المهني، لا يظن "عيسى" أن توحيد مانشيتات الجرائد أمر خاطئ؛ لكن له دلالته "الصحافة عايزة تقول إنها مهتمة بالمؤتمر وتبعاته كجزء من احتفاء الإعلام المصري"، كما أنها أرادت بمانشيت "مصر تستيقظ الآن" توصيل فكرة أن العمل الفترة القادمة يقع على عاتق المصريين، لما لتلك المرحلة من أهمية.
ويرى "الصياد" من الزاوية المهنية أن المشكلة الأولى التي وقعت بها الصحف، هي عدم تقديم الخدمة الأساسية للقارئ من أخبار دقيقة وبيانات ومعلومات قبل أن تدلي بآراء لها الحق الكامل في ابدائها، فبدا الأمر وكأنه "احتفالية" وهذا ليس دور الصحف حسب قوله، إذ خرجت الصحف في اليوم التالي للمؤتمر متباينة في أرقامها حد ضعف الرقم الذي تذكره صحيفة "جريدة قالت الرقم 53 مليار وصحيفة تانية 100 مليار".
ليست مانشيتات اليوم هي الأولى؛ تشابه روح العناوين أمر وارد على الصحف المصرية مع اختلاف توجهاتها؛ ففي اليوم التالي لبراءة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، كانت فحوى العناوين تتساءل "من القاتل؟"، لم يخرج عنها سوى مانشيت الأهرام والأخبار اللذان تحدثا عن النيابة وتعاملها مع القضية، وأشار "الصياد" إلى أن تلك الواقعة لا تحدث على المستوى العالمي إلا من باب المصادفة، ويكون بخروج صحيفتين بمانشيت متقارب أو الصورة ذاتها، ذاكرا صورة مسيرة نشطاء باريس بعد حادث جريدة شارل إبدو التي تصدرت الصفحة الرئيسية لأغلب الصحف العالمية، وهذا أمر له مبرره، فيما لا يوجد ما يبرر تطابق العنوان.
وينفي "الصياد" وقوع مثل هذا التطابق في أكثر فترات الصحافة قيدا، أثناء وجود الرقيب الصحفي، نظرا لوجود رقيب مختلف في كل صحيفة، فتدخله وإن حدث لا يظهر بشكل متشابه، معقبا حديثه عن اليوم بقول "أخشى أن يكون هناك رقيب واحد".
فيديو قد يعجبك: