في دُنيا الجاز..حكاية فريق "خارج التيار" من البحرين (حوار)
حوار-يسرا سلامة:
تصوير-محمود أبو ديبة:
على مسرح الجامعة اليونانية بالقاهرة وخلال مهرجان القاهرة الدولي للجاز، الذي انتهت فاعلياته منذ أيام. أمتع الفنان علاء غواص بصحبة فريق ليكويد أذن المستمعين من محبي الموسيقى، تفاعل الحضور بالتصفيق عقب كل أغنية، وذلك في عرضهم الأول كفرقة مجتمعة لأول مرة في مصر. علاء غواص فنان منفرد، يكتب ويلحن ويعزف ويغني، أحمد القاسم يلعب الجيتار، وعبد الرحمن مال لله يعزف على الدرامز والبركشن، وعلى البيانو تلعب أنامل خالد الشملان، فيما يقدم أحمد العزيز عزفا لباص جيتار، ويشارك معهم عبد الله حاجي كعازف ساكسفون.
الفرقة بدأت معا منذ خمسة أعوام، أصدروا ألبومين معا وهما Love for rent وcheated، أما علاء فقد انفرد بألبومات قبل الانضمام منذ خمس سنوات، ومنذ الانضمام وهم يتجولون العالم معا، عقب الاحتفال أجرى معهم "مصراوي" هذا الحوار:
-كيف انضممتم معا كفريق واحد؟
"في 2013 قمنا بدعوة فريق ليكويد للعزف في ألبومي، ولبّوا الدعوة، والألبوم لقى نجاح في البحرين وخارجها، وهم أصدقائي ليسوا مجرد عازفين".. يقول علاء غواص.
-كثير من الفرق تنقسم بعد النجاح.. ما حدث معكم العكس، كيف أثّر الدمج على نجوميتكم؟
بالعكس، نجحنا معا.. فكلا منا معجب بالموسيقى التي يقدمها الآخر، فعلاء يكتب ويلحن ويغني منذ خمس سنوات، والفرقة تقدم الموسيقى الخاصة بها منذ 15 عاما، وأسلوبنا في الغناء لا يمكن تسميته بالجاز حرفيا، لكنه تحت مظلة الجاز الكبيرة، فهم يمكن تسميته بـ"المتنوع"، فيه عدد من أنواع الموسيقى مثل البلوز ريكي وروك.
-هل أنتم رواد لهذا النوع في البحرين؟
ما نقدمه ليس أسلوب جاز بحت، لكن بعض التفعيلات والحركات الموسيقية فيها أشياء من الجاز، وفي البحرين هناك إقبال يزيد على هذا النوع من المزيكا.
-وما حجم ذلك الاقبال؟
عبد الرحمن يجيب "البحرين بلد متفتح، ودائما الشباب يحاولون أن يكونوا متجددين، البحيرن جزيرة تستقبل ألوان عديدة من الثقافات".
-هل ينُظر لهذا النوع الذي تقدموه كنوع من التمرد والثورة في الغناء؟
ليس تمردا بوجها عام، لكنه تمرد على الموسيقى الكلاسيكية "إحنا مو مشينا مع التيار"، وهذا سبب من الأسباب الذي دفعتنا لأخذ مزيد من الوقت للشهرة، لأن النوع الذي نقدمه حاولنا فرضه بشكل ما على الجمهور، :واحنا بحرانيين ومولدين بالبحرين وعرب، لكننا نقدم فن غربي ونغني باللغة الانجليزية، ولو بحساب هذه الطريقة نحن متمردين"، ربما لو قدمنا فننا باللغة العربية لكنا انتشرنا بشكل أسرع.
-هل اللغة الانجليزية عائق لانتشاركم في العالم العربي؟
علاء يتحدث "كل كلماتي باللغة الانجليزية، أنا تربيت على هذا النوع من الموسيقيى، واللغة ارتبطت بتربيتي، وصعب علي أن اتخيل أن أقدم فننا بغير اللغة الانجليزية، وأنا مو مستعر من اللغة العربية، أنا فخور إني عربي، وليس لدي مانع أن أغني باللغة العربية، لكني لم أتمكن منها، مو أي حد ممكن يألف أغاني باللغة العربية".
ويستكمل الفريق "اتجاهنا كموسيقين ليس لدينا خيار آخر بالنسبة للغة، فبدايتنا كموسيقين إحنا أساسيتنا عربية، كلنا أتأثرنا بفيروز والموسيقى العربية، لكن لما تفتحنا وكبرنا، فيه فرقة واحدة في البحرين قدمت موسيقى غربية بكلمات عربية وهى فرقة الإخوة، واتأثرنا بيها، وتأثرنا ببوب مارلي وبنك فلويد، وذا بوليس وسانتانا وغيرهم".
-ما أحلامكم للمستقبل؟
علاء يتحدث"أتمنى ان الموسيقى التي نقدمها تنتشر، دون ضغط من قبل شركات إنتاج، الفن بالنسبة لي هو طريقة للتعبير، وأريد أن أعبر عن نفسي بالطريقة المثلى، وليكويد يتشارك معنا"، والفريق يقول "أحلامنا مثل أي موسيقى أننا نصل للعالمية، أن نعزف في جميع القارات وجميع دول العالم، وذلك بدون ما نضحي بالموسيقى أو نضطر أن نمشي في التيار، أحدهم يطلب مننا أن نغني راب، لكن "هذا مو إحنا"، وإحنا موسيقين شاركنا بشكل شخصي منفرد في عدة فرق".
-هل شاركتم كفريق من قبل في مصر؟
هذه أول مرة نشارك كفريق في مصر، بعضنا أتى بشكل منفرد مثل حفل في قنا، واستقبلنا الناس بشكل ممتاز، كنا نمثل وقتها جامعة البحرين وشارك اثنين مننا، وذلك منذ سبع سنوات.
-وماذا عنكم فرقة ليكويد..ما خلفيتكم الموسيقية؟
شاركنا بشكل منفرد في العزف خلف عدد من الفنانين، مثل الفنان رابح صقر وعبد المجيد عبد الله وراشد الماجد، وسجلنا في استديوهات خلفهم، وموهبتنا الموسيقى بشكل منفرد تم استغلالها بشكل جيد.
-هل تقدمون في الحفلات أغانيكم الخاصة أم تعيدون غناء القديم؟
قدمنا في حفلنا بمهرجان الجاز 11 أغنية، منها 10 أغنيات أصلية لنا، 4 أغني من ليكويد، و6 من علاء، وأغنية واحدة إعادة لأغنية قديمة وهى If you want me to stay، واخترنا هذه الأغنية بالتحديد لأن فيها عناصر من الجاز تتناسب مع المهرجان.
-ما شكل الكلمات التي تقدمونها كفرقة تغني بالانجليزية؟
يتحدث علاء "الأغاني التي أقدمها من حياتي، كتبت عن طفولتي وعن أب وأمي، لا نعرف أن نكتب بطلب"، قدمت ذلك مرة واحدة في أول أغنية مع ليكويد في 2009، وكانت للحن جاهز قبل حفلنا بخمسة أيام، الأغنية اسمها love for rent، وعادة الكمات تأتيني من حياتي ومن حولي.
-وكيف تأثرتم كبحرانيين في أغنياتكم؟
لدينا أغنية عن الوضع في البحرين، فلدى علاء أغنية اسمها rebellion ضد التفرقة بين الشيعة والسنة في بلدنا، ونحن ضد التمييز، ولدينا أغنيات عن مواقف مررنا بها، وكذلك عن تجارب شخصية واضحة، ربما تفهم تلك الأغنيات بتفسيرات مختلفة، وهذا هو سر الفن، مثل أغنية else where، فكل يمكن أن يفهمها بطريقته الخاصة.
-وما أبرز ردود الأفعال على أغنياتكم؟
كان لأغنية rebellion، البعض ظن أننا كتبناها بعد الأحداث في البحرين بين السنة والشيعة، لكنها كانت قبل الحادث، ووصل تهديد لعلاء بعد الأغنية بالإيميل، لكن الأغنية ترفض التمييز بشكل مطلق.
-إذا جائتكم الفرصة للمشاركة مع فنان مصري.. فمن سيكون؟
نتفق جميعا على مطرب الجاز عمرو صلاح، انبهرنا به. كما أبهرنا عزف الفنان يحيى خليل، وكذلك قاعدة الفنانين المستقلين في مصر. ومن عالم الطرب نتمنى نشارك المطربة شيرين، ونتشرف بها، وهى كصوت نحب نسمعه.
فيديو قد يعجبك: