رجال النوبة.. "ع الوعد متصاحب" (صور)
كتب- أحمد الليثي ومحمد مهدي:
تصوير: أحمد هيمن:
عقود مرت على تهجير النوبيين من أراضيهم على ضفاف النيل، ونزوحهم إلى القاهرة هربًا من المنطقة القاحلة التي نُقلوا إليها بمركز نصر النوبة بأسوان، انتشروا في ربوع العاصمة، امتزجت أرواحهم بنمط الحياة الجديدة، الزحام والصخب والضجيج، غير أن النوبة لم تنمحِ من أرواحهم. وفي كل عام قبيل العيد بأيام، تشهد محطة مصر رجوع الآلاف من أهالي النوبة إلى ديارهم. إذ تصبح الأماني في قطار العودة ممُكنة.. المصور "أحمد هيمن" عايش في عام 2010 تلك اللحظات ونقلها بعدسة كاميرته.
كأن التهجير لم يَكن، احتفظ أهالي النوبة بعاداتهم وتراثهم، المنازل في قرية "أرمنا" لم تختلف كثيرًا عن الماضي، الألوان الزاهية في كل مكان، الملابس واحدة؛ جلباب أبيض للرجال، والجرجار الأسود للنساء، و"العراجي" لشباب القرية.
التواجد في مجموعات، هو سمة العيد في بلاد النوبة، الُقرى عن بُكرة أبيها تجتمع في ساحات الصلاة، أجيال عديدة، الأجداد برفقة الأحفاد، قبل أن ينطلق الرجال لذبح الأضحية أمام منازلهم، فيما تشدو السيدات بالأغاني النوبية.
الزغاريد لا تتوقف طوال أيام العيد، يؤجل نحو 500 عريس إتمام زيجته لحين العودة إلى النوبة في كل عام، إذ أن الاحتفال برفقة الأهالي والجيران له وقعّ أخر.
إلى قرية "بلانة" تتحرك سيدات القرى برفقة العروس لإتمام طقوس الحِنة، فيما يخرج العريس مع أصدقائه مُمسكًا بُكرباج لمباركة أصدقائه كإحدى العادات النوبية. وفي المساء تعلو أصوات الدُف والطارو مُعلنة بدء العُرس.
تمضي أيام العيد، تقل الأعداد يومًا بعد يوم، تعود القرى النوبية المُهجرة إلى هدوئها مرة أخرى، لا يقطع الصمت سوى صوت الجدات وهن يمررن تاريخ الماضي للأطفال؛ الوجوه التي تنحت قصص جديدة لمستقبل النوبة.
تابع باقي موضوعات الملف:
النوبة.. الأسطورة تهزم الخريطة (ملف مصور)
تهجير النوبة.. الخروج من الجنة (صور)
النوبة.. تقلبات النيل والدهر (صور)
اعتصام النوبة.. حلم العودة في مفترق الطرق (صور)
فيديو قد يعجبك: