مهرجان الساقية للأفلام القصيرة: "تحرش وإرهاب.. وفلسطين"
كتبت-رنا الجميعي:
في ظلام دامس إلا شاشة تتلون، يُعرض فيلم قصير، والعيون كلها مُتجهة قبلتها، بقاعة صغيرة امتلأت كراسيها، بين أجساد لا تتحرك سوى عينين متنبهتين، وبعض يتناوبون المزاح حول ما يُعرض، فواصل قصيرة بين كل عمل وآخر، حتى اكتمل اليوم بعرض 14 فيلم، لليوم الأول بمهرجان الأفلام الروائية القصيرة.
في قاعة الكلمة، بساقية الصاوي، بدأ مهرجان الأفلام، وهو الحدث الذي يتم سنويًا خلال 13 عام، فيما يُعرض بالفعالية الحالية 29 فيلم شبابي مستقل، على مدار يومين متتاليين.
نحو سبعين فيلم قدمهم شباب، وقُبل 29 منهم فقط، يضع "محمد عبدالله"، منظم المهرجان، تحت المنظار الأعمال المستقلة تحديدًا "المجموعات اللي بتحاول تعمل الأفلام بمجهود بسيط، ويقدروا ينافسوا بيهم"، أما الأعمال التي تم رفضها فسببها "بتكون محتاجة مجهود أكتر من كدا، على مستوى الصورة والسيناريو، فيه أفلام كانت الإضاءة فيها مشكلة، وبكون مش شايف كويس ومش قادر أحدد ملامح الممثل اللي قدامي".
جلست السيدة غادة حسين بين الحضور، برفقة زوجها، تشاهد في صمت الأفلام المعروضة، أحبّت فيلم "إيلياء"- وهو أول فيلم عُرض بالجدول-، تروي قصته عن طفلين أحدهما اسرائيلي والآخر فلسطيني، وكيف يتحاوران سويًا، فيما ينتهي بصدمة بآخر الفيلم، هي المرة التي تحضر فيها لمهرجان الساقية، جاءت خصيصًا لمشاهدة فيلم أخيها "الإرهابي"، بسؤالها عن الأفلام التي أحبتها قالت ضاحكة "إيلياء والإرهابي أكيد".
أفلام اليوم الأول تباينت مدتها بين الدقيقة الواحدة وحتى الثلاثين دقيقة، يقول "عبدالله" أن الفيلم الروائي القصير مدته حتى 59 دقيقة، لكن شروط الساقية المعلنة تصل إلى 45 دقيقة، أما القضايا التي نوقشت خلال الأفلام فيوضح المنظم أنها عن "قضايا الشباب العادية، بس بأفكار جديدة"، خلال اليوم الأول عُرضت ثلاثة أفلام تناولت التحرش، كذلك أفلام تناقش الإرهاب، الاحتيال، القضية الفلسطينية، والمستقبل الإلكتروني، ويُشير "عبدالله"، إلى المعايير التي يتم على أساسها اختيار الأفلام "بتكون المعايير سينمائية على مستوى الصورة والإخراج".
تضايقت غادة من أحد الأفلام المعروضة، تشابهت قصته مع فيلم شهير، لم تُحبّه كمتفرجة حيث لم يتم تناوله بشكل جيد، السيدة الأربعينية هي مُرتادة للسينمات، وتُفضّل الأفلام الأجنبية أكثر.
ثلاثة أعضاء تحكيم هم من بيدهم إعلان الجوائز، هذا العام هم الفنانة "سلوى محمد علي"، الناقد السينمائي "علي أبو شادي"، والكاتب "عمرو سمير عاطف"، إدارة الساقية هي التي تختار اللجنة، هي لجنة "قوية" كما يصف "عبدالله"، بين ممثل وناقد ومخرج لهذه السنة، في كل عام يختلف الأعضاء "أحيانًا بنختار مونتير، ومدير تصوير"، ويستكمل المهرجان أفلامه غدًا، وبعدها يتم إعلان الفائزين "اللجنة بتعلن الجوايز ولو عندها بعض التوصيات فمن حقها تعلنها للجميع"، يرى عبدالله أن الحضور لهذا العام "كبير"، وهو شئ يبعث على البهجة، كما لم يعترض أحد من صناع الأفلام على لجنة التحكيم.
فيديو قد يعجبك: